ضحية لقمة العيش.. النيران تلتهم جسد شاب فى بورسعيد: «محدش سأل فيا»
«والدي ووالدتي متوفيين وأنا من عمر 6 سنوات شقيان علي لقمة عيش بالحلال»، بتلك الكلمات المؤلمة يروي محمد علي عطية، البالغ من العمر 24 عامًا، تفاصيل الحادث الأليم الذي تعرض له.
في هذا اليوم خرج «محمد» من مكان إقامته المؤقت بمحافظة بورسعيد وتوجه إلى مقر عمله في إحدى جمعيات بيع الأسماك بنطاق حي الضواحي، ولم يكن يعلم الشاب ماذا تخبئ له الأقدار.
في الثامنة من صباح يوم الجمعة الماضي، طلب أحد العاملين بفرع الجمعية من الشاب أن يشعل نيران شواية الأسماك لشوي السمك لزبائن طلبوا تجهيز الأسماك مبكرًا لظروف السفر، ونظرًا لأن الشاب كان هو المسئول عن الفرع حاول إشعال النيران ولم يكن يعلم أن مواسير الشواية يتجمع بها الغاز، ومع عدم تمكنه من تشغيل الفرن، فتح الباب لينظر سبب عدم اشتعال النيران، وعند محاولته إشعالها أمسكت به النيران.
النيران تلتهم وجه «محمد»
فوجئ الشاب المكافح بالنيران تمسك بوجهه ويديه وملابسه وكادت أن تلتهمه، لولا أن المتواجدين بالمكان قاموا باطفائها بالرمال والمياه، إلا أنها كانت قد التهمت وجه الشاب وأحدثت إصابات كبيرة.
حمل الأهالي «محمد» إلى مستشفى الزهور المركزي، التابعة للتأمين الصحي الشامل، ومنها إلى مستشفى السلام الدولي التابعة للرعاية الصحية، وحصل الشاب علي علاجه المبدئي، لينتقل من المستشفى عائدًا إلى بلده وقد أحدث الحريق به إصابات من الدرجة الأولة، وشوّه وجهه الجميل وهزم البسمة التي كانت مرسومة.
ذهب «محمد» إلى مدينة المنصورة لاستكمال علاجه الذي تكلف 300 جنيه كل يومين، بمساعدة شقيقته التي تعاني من ظروف مادية قاسية وتقيم في وحدة سكنية بالإيجار، حتى إنه بات لا يتحمل مصاريف العلاج، وسانده في ذلك الأصدقاء والجيران.
رحلة ضحية لقمة العيش عند الطبيب النفسي
ويقول «محمد»: «النوم لم يصادف عيني من يوم الحادث، حتى أنني ذهبت إلى طبيب نفسي للبحث عن حل، وأعطى لي الطبيب النفسي حقنة أحصل منها على 2 سينتمترات لأتمكن من النوم.
يروي محمد عطية بالدموع ما تعرض له من أصحاب العمل الذي استمر فيه ما يقرب من 6 سنوات تحمل خلالها مسئولية المكان، وكان أمينًا مخلصًا في عمله، ولم يستجب لعروض البعض بتركهم والعمل معه مقابل أجر أكثر.
يقول إنه منذ أن تعرض للحادث لم يقم أحدهم بالاطمئنان عليه من خلال الزيارة أو الهاتف حتى في فترة تواجده بالمستشفى وقبل عودته للمطرية، ويؤكد أن أحدهم لم يعرض عليه مساعدة في رحلة العلاج، مؤكدًا أن الـ6 سنوات لم يشفعوا له عند قلوب هولاء.
ويستكمل ضحية لقمة العيش، أنه وقد عاش بدون والديه وتحمل الفقر طوال حياته، ومع رحلته التي استمرت إلى 18 عامًا من الشقاء، أقدم على خطبة فتاة من المطرية، وكان يعمل ليل نهار من أجل سداد الجمعيات والاقساط لبناء منزل وحياة بسيطة يعيشها، إلا أن إصابته جعلته عاجزًا عن سداد ديونه، وجعلت هذه الديون تطارده.
محمد: راضي بقضاء ربنا ومحتاج مساعدة في العلاج
بكلمات الرضا بقضاء الله، أكد الشاب أنه راضِ بما حدث له، مطالبًا بأن يتم مساعدته في علاجه من أي جهة رسمية، حتى يستطيع استكمال علاجه والزواج من الفتاة التي أحبها، مؤكدًا أنه وأخته الفقيرة لا يستطيعان تحمل هذه النفقات، ومساعدة والد خطيبته وأصدقائه كذلك لا تقوى علي استكمال رحلة علاجه.