في ذكرى ميلادها.. محطات في حياة المناضلة نوال السعداوي
لا يوجد ما يعبر عن حياة د.نوال السعداوي إلا واقعة قصة "مذكرات طفلة اسمها سعاد" لتعبر عن حياة المناضلة التي قضتها في الاصطدام مع المجتمع، دفاعاً عن المرأة ضد التمييز، حيث اصطدمت نوال التى كانت طفلة في الثالثة عشر مع مدرسها، بعد قراءته للقصة القصيرة التى كتبتها السعداوي ليصرخ فيها غاضباً، ويقيمها بصفر على عشرة.
وتحل اليوم الذكرى الـ90 لميلادها في مثل هذا اليوم 27 أكتوبر عام 1931، وتستعرض "الدستور" فيما يلي أهم محطات حياة نوال السعداوي:
ونوال السعداوي من مواليد قرية "كفر طلحة" التابعة لمحافظة القليوبية، وتخرجت في كلية الطب عام 1955، وتم تعيينها في أحد الوحدات الريفية بمسقط رأسها، إلا أنها نقلت إلى القاهرة بسبب تدخلها لحماية سيدة من العنف الزوجي.
الختان صدمة عمرها
في كتابها "الوجه العاري للمرأة العربية" روت نوال السعداوي إحدى صدمات حياتها، وهي تعرضها للختان في أرضية حمام منزلها، ووالدتها تقف إلى جوارها في سن السادسة من العمر، وهي التجربة التى سببت لها الكثير من الالم النفسي والجسدي، وشكلت طريق نضالها الطويل ضده.
وهاجمت نوال السعداوي في كتابها "المرأة والجنس" ختان الإناث، وهو تسبب في مهاجمتها، وتم فصلها من عملها بوزارة الصحة بسبب ذلك الكتاب، حيث تناول الكتاب الاعتداءات الجسدية التى تتعرض لها النساء منها "الختان" والتأكد من عذرية الفتيات في الريف.
وبسبب مهاجمة رجال الدين للكتاب تم منع تداوله في مصر، وكان يطبع بالعاصمة اللبنانية بيروت، وقامت بتأليف كتاب آخر هو "الرجل والجنس"، وهو ما اعتبره السادات تحدي له، فوضع اسمها ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة.
وبعد عقود من فقدان نوال لعملها بسبب مهاجمتها للختان، انتصرت نوال السعداوي بعد تجريم الختان رسمياً، وإعلان دار الإفتاء والأزهر أن ختان الإناث جريمة، و تغليظ عقوبته قانونياً.
تسليع المرأة
وهاجمت نوال السعداوي تسليع المرأة سواء بالحجاب أو بالعري، معتبرة أن الاثنين وجهين لاعتبار المرأة سلعة.
كما طالبت نوال السعداوي في كتاباتها بالمساواة بين المرأة والرجل في الميراث، معتبرة أن المساواة بين الرجل والمرأة في كل شئ في المنزل والحياة هو أساس الديمقراطية، وليس الانتخابات فأعتى الديمقراطيات الانتخابية وهي الولايات المتحدة في العالم محكومة بقيم أبوية عنصرية.
مخاطر وجوائز
وبسبب آراء نوال السعداوي كانت هدفًا لكثير من الدعوى القضائية منها دعوى الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، واتهام بازدراء الأديان، كما أنها كانت على قائمة اغتيالات الجماعة الإسلامية في مصر، مما جعلها تسافر إلى الولايات المتحدة.
وتولت نوال عدد من المناصب الأكاديمية سواء في جامعة القاهرة أو في الجامعات الدولية التى درست فيها، صلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وفى عام 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفى عام 2012 فازت بجائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولى للسلام فى سويسرا، كما رشحت لجائزة نوبل في الأدب.