«عروسة مولد بالسكر».. تراث مصري يقاوم الإندثار (صور)

لمدة 20 يوماً فقط، في السنة، يتحول مصنع مالك عبد ربه إلى خلية نحل لتصنيع عروسة المولد التقليدية المصنوعة من السكر، لتنطلق من طنطا عاصمة حلوى المولد في مصر إلى كافة المحافظات

يقول مالك لـ"الدستور"، يبدأ الموسم السنوي لعرائس السكر والحلوى قبل المولد النبوي بشهرين أو شهر ونصف حسب ظروف السوق، ويستمر التسويق حتى قبل المولد بأسبوعين فقط"

سر الصنعة

يضيف مالك عملية صناعة عروسة السكر بسيطة، فهي تتكون من مياه وعسل جلوكوز وسكر أبيض، يتم وضعهم على النار بنسب معينة، وتترك على التقليب لمرحلة الغليان، ثم يصب الخليط في قوالب على شكل العروسة أو الحصان ليشكل نصف المنتج النهائي، ويترك ليبرد ويتماسك، وبعدها يتم ضم كل قالبين  بعد دهن الاطراف بعسل الجلوكوز لتتماسك مع بعضها البعض، وربط القالبين سويا وتركهما ليلتصقا.

ويوضح مالك أن في بعض العرائس يتم اضافة الوان طعام، كاللون الوردي ليتم إنتاج العرائس الملونة، ثم تأتي مرحلة التزيين باستخدام الورق اللامع والملون.

يقول مالك إن موسم صناعة حلوى المولد بكل أنواعها لا يزيد عن 20 يومًا، لكنه موسم فرحة وخير فهناك من ينتظر هذا الموسم للحصول على مبلغ مالي يدعمه في أي حدث، كما كان ينتظر المزراعين موسم القطن قديمًا.

المنافسة مع لعب الاطفال

وحول المنافسة بين عروسة المولد المصنوعة من السكر والعرائس الاخرى من البلاستيك وغيرها، يقول مالك أن المنافسة شديدة للغاية، فقبل سنوات المنافسة كانت مع العرائس الصيني المصنوعة من البلاستيك، وكان الاهالي يقبلون عليها لانها تؤدي غرض الاحتفال بالمولد، وتستخدم كـ لعبة، وخلال السنوات الاخيرة دخلت الصناعات اليدوية، فدخلت العرائس المصنوعة من الخشب المشكل بالليزر، ويتم طباعة الاسم والصورة عليه، وهو ما يجعله هدية خاصة يتم الاقبال عليها.

واكمل مالك "ولكن للعروسة المصنوعة من السكر فرحة خاصة، وعليها اقبال من المتمسكين بالتراث المصري، خاصة وأن لدينا جميعا ذكريات مع هذه العروسة التى تتحول حين كسرها إلى طبق من حلوى "المهلبية".

وحول الصعوبات التى تقابل صناعة عرائس المولد المصنوعة من السكر يقول مالك: "أن الصعوبة الأكبر هى وجود عمالة مدربة، لان بسبب موسمية العمل فأن الكثير من العمال يتركوا هذه الصنعة إلى أعمال أخرى أكثر استدامة.