الليلة.. حسن عبد الموجود يوقع ويناقش «البشر والسحالى» بمركز قنصلية الثقافى
يستضيف مبنى القنصلية بمقره الكائن 5 شارع الفضل خلف حلواني العبد بشارع طلعت حرب٬ في السابعة من مساء اليوم الأحد٬ حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "البشر والسحالي" للكاتب حسن عبد الموجود، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، هذا ويناقش الكتاب كلا من: الناقد محمد بدوي والشاعر والروائي أحمد شافعي، وتدير اللقاء الناشرة نورا رشاد.
ومما جاء علي الغلاف الخلفي لـ "البشر والسحالي"، نقرأ: في قرية سبقها الزمن، أو دهسها، نسيته أو نسيها، تدور حرب طاحنة، لا أمل في إنهائها، إذ إن طرفيها الإنسان والحيوان، لا يتحدثان نفس اللغة، فلا مجال لتفاوض بينهما على هدنة. هنا. في عالم كتاب «البشر والسحالي» لا خطوة يخطوها كائن إلا على جثة آخر، ولا شبع لبطن إلا وثمنه جوع يمزق بطنًا آخر، الفلاح، والخنزير، والثعبان، والكلب، والديك، والهدهد، والحمار، والعقرب، والدودة، والقط، والفراشة.
لا يستند حسن عبد الموجود في مجموعته القصصية "البشر والسحالي" إلى تراث قصص الحيوان العالمي الراسخ، ونصوصه لا تسعى وراء الحكمة وإن أمكن استخلاصها منها، ولا تستهدف الحكي وإن لم تتعال عليه، لكنها نصوص تجمع بين القصة والسيرة والفكرة، لتعرِّي كثيرًا مما تخفيه الحضارة الإنسانية وراء أقنعة الدين أو الأسطورة أو التقاليد، وتفتح عيني قارئها على حقيقة ما تراه، كلما وقعت على دجاجة في طبق، وهي أنها مجرد طائر خسر الحرب.
وعن الكتاب يقول الناقد محمود عبد الشكور: استلهام عالم الحيوانات والحشرات، كان دوما من أبواب الكتابة والرسم، وخرافات إيسوب، وقصص "كليلة ودمنة"، وحواديت لافونتين، وقبل كل ذلك، حكايات الأمهات والجدات، كل ذلك صار جزءا من الذاكرة، وأصبح عنوانا على عالم راسخ من الحكايات، سيأخذنا بسلاسة فيما بعد الى عالم ديزني الساحر، وهو عالم حيواني بكل امتياز.
ما الذي ستضيفه نظرة الكاتب إذن الى هذا الرصيد؟هنا نعود الى فكرة زاوية الرؤية، والتناول الجديد، فبينما تأخذ الحكايات القديمة شكل الأمثولة، وتجعل مما يحدث في عالم الحيوان معادلا لما لا يمكن قوله عن عالم الإنسان، فإن مجموعة "البشر والسحالي"، تجعل الإنسان والحيوان جزءا من تكوين واحد، ومن لوحة متكاملة العناصر، كائنات متعايشة في واقع يقدم بكل تفاصيله، قد تخرج من هذه العلاقة معان أبعد وأعمق، ولكن منطق المعالجة هو ما أفرزته تلك الحياة المشتركة في الواقع، وما تصنعه من حكايات مدهشة.
ويذهب عبد الشكور إلي أنه: لا انفصال بين أجزاء اللوحة، ولا نشعر أن ظهور حيوان أو حشرة عنصر مقحم على البيئة أو المكان، بل إن ظهور هذه الكائنات يبدو مدخلا للحكي من جديد عن البشر وأحلامهم الصغيرة والكبيرة، عن حياة يومية يمتزج فيها الدين بالأسطورة، وقصص الأنبياء، بحكايات الأشباح والأساطير، وبعد أن تنتهي من قراءة كل قصة، تكتشف ما لم تكن تراه في هذه العلاقة المعقدة، رغم أنك قد تكون من أبناء نفس المكان.
في قرية صغيرة بالصعيد تولد الحكايات، ورغم خشونة الواقع، إلا أن حسن عبد الموجود ينحت من حجر المكان تماثيل جميلة، تعبر عنها رسومات لا تقل جمالا لعمرو الكفراوي، بل إن السارد يكتشف تيمات تربط بين القصص بخيوط رفيعة ومتينة، وتصنع قانونا للسرد يثير التأمل والإهتمام.
يشار إلي أن "حسن عبد الموجود"، روائي وقاص. صدر له العديد من الأعمال الأدبية، منها: السهو والخطأ، وحروب فاتنة، وذئاب منفردة.