أوركسترا القاهرة السيمفونى يحيى ذكرى رحيل صاحب «الكوميديا الإلهية»
يحيى أوركسترا القاهرة السيمفونى، في الثامنة من مساء اليوم السبت، ذكرى رحيل الكاتب الإيطالى الشهير "دانتى أليجييرى"، و الذى يعد أحد أعظم الشعراء فى التاريخ خلال الحفل المقام بقيادة المايسترو هشام جبر ومشاركة عازف الفيولينة أحمد منيب ومصاحبة كورال أكابيلا وذلك على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالجزيرة.
يتضمن البرنامج كونشيرتو الڤيولينه والأوركسترا لــ"سبيليوس"، وسيمفونية "دانتى" التى كتبها فرانز ليست فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر مستلهما الملحمة الشعرية الخالدة الكوميديا الإلهية وعزفها بنفسه لأول مرة فى دريسدن بألمانيا في نوفمبر 1857 معبرا عن موضوعها الذى يتناول الرحلة إلى العالم الآخر بالموسيقى.
يشار إلي أن "دانتي أليجييري" شاعر إيطالى ولد فى فلورنسا عام 1265 ويعرف عادة باسمه الأول. كتب العديد من الأعمال الشعرية كان من أهمها الملحمة الشعرية "الكوميديا الإلهية"، والتى تضم ثلاثة أقسام هى: "الجحيم"، "المطهر" و"الفردوس"، واعتبرها النقاد البيان الأدبي الأعظم الذي أنتجته أوروبا أثناء العصور الوسطى وتحفة من الأدب العالمى، من أعماله البارزة أيضا أرسطو، فيرجيل، أوفيد، بوثيوس، وغيرها وتوفى فى رافينا 14 سبتمبر 1321 بعد أصابته بمرض الملاريا .
وكانت "الكوميديا الإلهية"، لــ "دانتي أليجييري"، قد سبق وضمن إصدارات ضمن إصدارات مشروع مكتبة الأسرة، في ثلاثة أجزاء، ومن ترجمة حسن عثمان، الذي أتم ترجمتها في جزئها الثالث سنة 1968.
ويرى الدكتور "ثروت عكاشة"، أول وزير ثقافة مصري في "الكوميديا الإلهيّة"، التي كتبها الإيطالي دانتي أليجييري باللغة الإيطاليّة، في بداية القرن الرابع عشر، محاولة جريئة ورائدة في المجال الفكري والأدبي..
وأعظم كتب العصور الوسطى في امتدادها وتأثيرها واتساع مداها، ذلك لأنها جمعت بين الفلسفة المدرسيّة لمفكري عصر العصور الوسطى وأفكار الفرنسيسكان، وثقافة اليونان والرومان القديمة، بحيث التقت فوق صفحاتها أسماء أرسطو وفيرجيل وأوفيد وشيشرون، مع أسماء بيثيوس وتوما الأكويني وفرنسيس الأسيزي، الأمر الذي جعلها مصدر إلهام للعديد من الأعمال الفنيّة التشكيليّة والموسيقيّة والسينمائيّة والمسرحيّة.
وارتبطت قصة إنشاء الأوبرا القديمة ارتباطا وثيقا بافتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل الذي كان شغوفا بالفنون ولذلك سميت بالأوبرا الخديوية. ونتيجة حب الخديوي إسماعيل للفن الرفيع وشغفه به أراد أن تكون دار الأوبرا الخديوية تحفة معمارية لا تقل عن مثيلاتها فى العالم، فكلف المهندسين الإيطاليين افوسكانى وروسى بوضع تصميم لها يراعى فيه الدقة الفنية والروعة المعمارية، واهتم الخديوي إسماعيل بالزخارف والأبهة الفنية فاستعان بعدد من الرسامين والمثالين والمصورين لتزيين الأوبرا وتجميلها.
وتم افتتاح الأوبرا الخديوية في الأول من نوفمبر 1869 مع احتفالات قناة السويس وعلى الرغم من اهتمام الخديوي إسماعيل ورغبته الأكيدة في أن تفتتح دار الأوبرا الخديوية بعرض أوبرا عايدة حالت الظروف دون تقديمها في موعد الافتتاح وتم افتتاح الأوبرا الخديوية بعرض ريجوليتو.
واعتبرت الأوبرا القديمة هي الأولى في قارة أفريقيا واعتبر مسرحها واحدا من أوسع مسارح العالم رقعة واستعدادا وفخامة. وفى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971 احترقت دار الأوبرا المصرية القديمة بالكامل ولم يتبق منها سوى تمثالى "الرخاء" و"نهضة الفنون" وهما من عمل الفنان محمد حسن.