رضا عطية: جرجس شكري يقدم سيرة للمكان في «كل المدن أحلام»
قال الدكتور رضا عطية إن كتاب "كل المدن أحلام" للشاعر جرجس شكري يقدم سيرة عابر للمكان الآخر ويقدم في خلفياته استحضار للمكان الأول وهو الوطن علي مستوي افقي، كما يناقش تحول الهويات مثل المدارس والعمارة، ويذكر في خلفيته التشوه الذي اصاب الشخصية مقارنة بما يشاهده من مدن احتفظت بسماتها الشخصية الجمعية وفي استشهاداته تظهر ثقافته مثل استدعاؤه بانور عبد الملك وغيره.
أضاف عطية، خلال فعاليات مناقشة كتاب "كل المدن أحلام" والصادر عن دار آفاق للنشر والتوزيع:" وكأنما يستحضر جرجس شكري شعره ويحوله الي صور في كتابه الي حالة مجازية ويراها روية استعارية كما أورد أمثلة منها تجمع الأوربيين للعشاء حسبما وردت في لوحة العشاء الأخير وهذه الرهافة الشعرية في تمثل المعطيات وابضا في تشييد الاشياء وهناك حس شعري جميل، وهذا ما يضيفه شكري للكتاب.
يذكر ان كتاب جرجس شكري "كل المدن أحلام" يروي فيه مشاهداته في أوروبا وغيرها أثناء رحلاته إلى العديد من الدول المختلفة.
وصدّر جرجس شكري كتابه بقوله: "هذه الصفحاتُ ليستٰ سوى محاولةّ لتفسيرِ وتعليلٍ الدهشةَ بما شاهدتُ في أوربا ومحاولةٍ لاكتشافِ الذاتِ حينَ ذهبتْ إلي عالمٍ مختلفٍ تماماً، فقد كنتُ أراقبُ الحياةِ بكلِّ تفاصيلها وأراقبُني أنا أيضاً في محاولةٍ لتفسيرٍ دهشتي مما رأيتُ، فحينَ نبتعدُ نرى أنفسَنا بشكلٍ مختلفٍ تتجلي الحقيقةُ، نرى المشهدَ أكثرَ عمقا، ثمٌّة مشاعرٌ وأفكارِ تطفوعلي السطحٍ حين يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في مكانٍ آخرَ، وهذا ليس كتابٌ عن الرحلاتِ أوعن أوربا بقدرِ ماهو رحلةٌ طويلةِ سافرتُ فيها إلي نفسي في الماضي والحاضرِ والمستقبلٍ عَبْرَ هذه المدنِ، فما إن كانتْ قدماي تطأُ أرضَ المطارِ وأصعدُ إلي الطائرةِ أغوصُ في أعماقي لا أعرفُ خوفاً أو فرحاً، أوهرباً، التصقُ بي تماما، أسافرُ إلي طفولتي وشبابي، تتجسدُ أمامي تفاصيلُ مشاهدٍ لم تخطرْ لي ببالٍ من قبلُ، أتذكرُ طفولتي وسنواتِ الدراسةِ والبيتِ وأصدقائي، أتذكر الموتى والجنازاتِ التى مشيتُ خلفَ أصحابِها حتى مثواهمِ الأخيرِ، أتذكرُ الأحياءَ، أمشي في الشوارعٍ وأنامُ في الغرفِ فأعودُ إلى حياتي في الطفولةِ، تتراكمُ أمامي سنواتٌ وشهورٌ وأسابيعٌ وأيامٌ ،أسافرُ بعيداً وكأنَّ الطائرةَ تتوجهُ إلى الماضي تسافرُ بي عبرَ الزمنِ قبلَ أنْ تعبرَ المكانَ".
وجرجس شكري مواليد 1967، ناقد مسرحي بمجلة "الإذاعة والتليفزيون"، صدر له "بلا مقابل أسقط أسفل حذائي"، "رجل طيب يكلم نفسه"، "ضرورة الكلب في المسرحية "، "والأيدي عطلة رسمية"، تُرجمت أشعاره إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية والسويدية والهولندية، وصدرت مختارات بالألمانية من الدواوين الثلاثة الأولى في سويسرا عام 2004، وكذلك صدرت ترجمة بالألمانية لديوان "والأيدي عطلة رسمية" في برلين. وفي عام 2017 صدرت الترجمة الألمانية لديوان "تفاحة لا تفهم شيئاً"، ولشكري أيضاً العديد من الإصدارات في النقد المسرحي، وقد حصل كتابه "الخروج بملابس المسرح" على جائزة الدولة التشجيعية عام 2018