«اكتئاب عيد الميلاد».. لماذا يشعر البعض بالحزن يوم مولدهم؟
يستيقظ من نومه مثل كل يوم، ثم يتشبث بالفراش ويعود للنوم مجدداً هربا من نفسه عندما يتذكر أنه يوم عيد ميلاده والبعض الآخر لا ينام من الأساس ليس انشغالا ولا تأهبا للاحتفال بل بكاءً على اللبن المسكوب وكأنه يحصي ما يذهب من عمره ولن يعود، وهكذا يتحول يوم ذكرى عيد الميلاد بدلا من كونه دعوة البهجة إلى سبب للاكتئاب.
لا يعرف المحيطون بالشخص في هذه الحالة الطريقة المثلى للتعامل معه، ومحاولة إقناعه أنه ما يزال صغير في السن وان الوقت لم يتأخر بعد أمرا لا يجدي نفعا من غالبية الأشخاص
يشير اكتئاب عيد الميلاد إلى الشعور بالامبالاة، وعدم الاهتمام بالاحتفال بعيد الميلاد أو التفكير فيه، وبالإضافة إلى الشعور بالحزن يشمل اكتئاب عيد الميلاد أيضًا إحساسًا بانخفاض الطاقة أو التركيز على الماضي ، بما في ذلك كل ما قد تنجزه أو لا تحققه حتى الآن، قد تظهر هذه المشاعر في الأيام التي تسبق عيد ميلاد الشخص.
أخصائي نفسي: يشعر الأشخاص بالصدمة يوم عيد ميلادهم
وفي هذا الصدد يقول الدكتور جمال فرويز استشاري التحليل النفسي لـ "الدستور" أن الشخص يعاني من الصدمة في عيد ميلاده يدرك فجأة أنه تقدم في السن أو أبيض شعره ويجد نفسه محاطا بالأطفال، فيشعر الشخص بالحزن الشديد وكأن عمره سرق منه وبعض الأشخاص يستعرض في هذا اليوم ما أنجزه في حياته حتى الآن وما لم يتمكن من إنجازه.
ويضيف فرويز أنه ليجنب مرضاه هذا الشعور يخبرهم جميعا أن منظمة الصحة العالمية وضعت عمر الشباب حتى خمسة وستين عاماً.
ويستكمل أن الشخص العادي الذي لا يعاني من اضطراب نفسي يشعر بالحزن والاكتئاب في عيد الميلاد، وبإمكانه التغلب عليه عن طريق التفكير الإيجابي وبمساعدة الأسرة والأصدقاء، ولكن الشخصيات العصبية التي تتصف بالقلق المرضي الزائد عن الحد هم من يعانون بشكل أكبر من اكتئاب عيد الميلاد فهذا النمط من الشخصيات بالأساس يكون دائم التفكير، ويحسب كل شيء بشكل دقيق مبالغ فيه وجميع الأمور بالنسبة لهم هي مسألة حياة أو موت.
أسباب اكتئاب عيد الميلاد
للبعض يمكن أن يكون اكتئاب عيد الميلاد مرتبط بالتجارب السلبية السابقة مع أعياد الميلاد. قد يفكر الآخرون في حياتهم وقد لا يشعرون أنهم في المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه في هذا العمر المحدد، والخوف من التقدم في السن.
أعراض اكتئاب عيد الميلاد
هناك العديد من أعراض اكتئاب عيد الميلاد والتي تتشابه مع أعراض الاكتئاب العادي أبرزها تغيير في حالتك المزاجية منذ لعدة أيام قبل عيد ميلادك، والشعور بالإحباط أو الحزن الأكثر من المعتاد، والبكاء والتفكير في الأهداف التي لم تتحقق على سبيل المثال ، عدم الزواج أو إنجاب الأطفال بعد ، عدم النجاح الوظيفى، وعدم وجود الكثير من الطاقة أو الدافع لفعل الأشياء، وتغيرات في الشهية، والأوجاع الجسدية.
طرق التغلب على اكتئاب عيد الميلاد
افعل ما تحبه وقت عيد ميلادك فإذا كنت شخص يحب الاحتفالات الباهظة، فحاول الحصول على هذا النوع من الاحتفالات وإذا كنت ممن يفضلون قضاء وقت ممتع مع العائلة، فأفعل ذلك.
من ناحية أخرى ، فإن القيام بشيء لا تستمتع به في عيد ميلادك سيجعل من الصعب عليك قضاء وقت ممتع.
لا تبالغ في التخطيط
قد تكون الخطط الكثيرة جدًا مرهقة وتضع ضغطًا إضافيًا على عيد الميلاد، إذا كنت مصابا باكتئاب عيد الميلاد فحاول إبقاء الأمور بسيطة وسهلة لتقليل مخاطر حدوث أي خطأ.
إدارة التوقعات
التحلي بالواقعية بشأن ما يمكن توقعه من عيد ميلاد سيساعد على تجنب خيبة الأمل، قد يكون هذا صحيحًا بشكل خاص إذا كان ينطوي على تلقي مكالمات هاتفية من أفراد الأسرة الذين قد يكون لدى الشخص علاقة أقل من ممتازة.
ابق مشغولا
إذا كان من المحتمل أن يكون لكآبة عيد الميلاد تأثير سلبي على شخص ما ، فقد يكون من الأفضل تجنب اليوم تمامًا، سيضمن استمرار الانشغال والتشتت أن اليوم يمر بسرعة ويمكن نسيانه بسهولة
كن إيجابيا
بدلاً من الحداد على عدم الإنجاز وضرب النفس ، من المفيد التركيز على ما تم إنجازه في السنوات السابقة.
أخبر الناس
إذا كان من المحتمل أن ينسى الناس عيد ميلاد شخص ما ، فلا ضرر من تذكيرهم قبل اليوم، لا حرج في تنبيه العائلة والأصدقاء حتى يتذكروا إثارة ضجة مع شخص ما عند حلول عيد ميلادهم.
ضع مهلة زمنية للحزن
لا بأس أن تكون حزينًا في بعض الأحيان، لكن الانغماس في الحزن طوال اليوم لا يفيد أي شخص يعاني من المشاعر السلبية.