الضحايا يتحدثون
بعد سحب 68 صنفًا.. فوضى المكملات الغذائية تدمر الشباب
كثير من الشباب في الوقت الحالي يسعون خلف حلم الجسد الضخم المليء بالعضلات، والذي يكون لافتًا للنظر بصورة أكبر من الأجساد الطبيعية، وفي سبيل ذلك يقومون بتناول أي شيء حتى وإن كان ضارا.
وأحد تلك السبل، هي المكملات الغذائية التي يلجأ إليها أغلب الرياضيبن ومرتادي صالات الجيم، من أجل الحصول على جسد ضخم تملؤه العضلات، بالرغم من أضرار تلك المنتجات الشديدة على الجسم.
واتساقًا مع ذلك، فقد طالبت وزارة الصحة والسكان، جميع الهيئات والمديريات التابعة لها، بوقف تداول وسحب 68 صنافًا من المكملات الغذائية والفيتامينات المتنوعة في السوق، لمخالفتها المواصفات، ولعدم استكمال الشركات المنتجة لأوراق تسجيل تلك الأصناف.
وشملت قائمة المستحضرات الدوائية، التي قررت وزارة الصحة سحبها ووقف تداولها في السوق مكملات غذائية لتقوية المناعة، وأدوية لتقوية عضلة القلب وأخرى لعلاج البنكرياس، وأخرى لتقوية الجهاز العصبي، ومن بينها: (cartina) و(Caron) و(Joca)، ومكمل غذائي لتقوية المناعة pirovit، وLarash لعلاج حب الشباب.
وبالفعل هناك كثير من الشباب يستخدمون تلك المكملات الغذائية من أجل الوصول إلى الجسد المثالي الضخم، إلا أنهم تضرروا وأصيبوا والبعض منهم يصل إلى حد الوفاة، "الدستور" في التقرير التالي استمعت لحكايتهم.
عمر فتحي"، 21 عامًا، أحد ضحايا منشطات كمال الأجسام، يقول: "كنت أتدرب بشكل يومي داخل صالة جيم صغيرة حتى نصحني المدرب بتناول مكمل غذائي ومقويات من البروتين لسرعة الوصول للجسم الذي ابتغيه، وبالفعل اقتنعت برأيه واشتريت منه عبوة لمنتج يبلغ قدرها 500 جنيهًا".
يضيف: "لم يمر يومين من تناول العقار حتى شعرت بنوبة من الصداع والإرهاق الشديد بجانب إصابتي بالقيء المستمر والمغص، وذات يوم استلقيت على الأرض أثناء التدريب داخل الصالة بعد تناول الجرعة بمدة لا تتجاوز النصف ساعة، ونصحني الطبيب حينها بالابتعاد نهائيًا عن تناول تلك المكملات، وأرشدني إلى بعض الفيتامينات التي تساعد على تغذية الجسم بشكل سليم".
المكملات الغذائية عبارة عن مستحضرات تُكمل النظام الغذائي للشخص إذا لم يكن يحصل على كافة المواد الغذائية من طعامه كالفيتامينات والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية والمستحضرات العشبية، وتلك المستحضرات لا تخضع غالبًا لشروط الأدوية الصارمة، ولا تمر بالفحوصات والأبحاث التي تمر بها الأدوية، وهو ما يجعل استخدامها لا بد أن يكون تحت إشراف طبيب.
محمد محسن، 24 عامًا، هو أحد الشباب الذين وقعوا ضحية المكملات بعد توجهه لصالة جيم في محافظة الجيزة، واستخدام أحد المكملات الغذائية لرغبته في انقاص وزنه الزائد، بعد أن نصحه المدرب بتناول العقار مرتين في اليوم على مدار 3 أشهر، مع التدريب داخل الصالة، وبالفعل استمر الشاب في تناول العقار يوميًا حتى وقع مغشيًا عليه بسبب عدم تحمل جسمه لمكونات العقار.
التحاليل الطبية أثبتت إصابة الشاب بارتفاع شديد في ضغط الدم؛ بسبب وجود جرعات كبيرة من العقار الأسود داخل جسمه، مع العلم أن جسمه لا يتقبل هذه المكونات بسهولة، مضيفًا: "من يومها مخدتش مقويات تاني، واتعلمت مشتريش أدوية إلا بمتابعة مع أطباء مختصين في الناحية دي".
وسبق وأعلن مركز المعلومات الدوائية بإدارة الصيدلة التابعة لوزارة الصحة والسكان آليات تناول المكملات الغذائية بشكل صحيح، مشيرة إلى إنها تحتوى على العديد من الفيتامينات والمعادن اللازمة للوظائف الحيوية التي يقوم بها الجسم.
وشدد المركز في إرشاداته على ضرورة تناولها تحت إشراف الطبيب أو الصيدلي، حيث إن الإفراط فى تناولها تسبب خطورة صحية، وعلى عدم استخدام البدائل دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، وذلك لاختلاف تركيزات الفيتامينات والمعادن من مستحضر لآخر.
وقال إنه يفضل الاعتماد على المصادر الطبيعية للفيتامينات والمعادن، مثل الفاكهة والخضروات وبعض المواد الغذائية ومعرفة الكميات المسموح بها يوميًا باستشارة الطبيب أو الصيدلي، وتناول تلك المكملات بإشراف الأطباء.
إبراهيم محمود، أحد ضحايا المكملات الغذائية، والذي كان يذهب لصالات الجيم من أجل الحفاظ على جسده وممارسة التمارين الرياضية، ورغب خلال تلك الفترة في تكوين عضلات ضخمة وما لا يتم إلا بالمكملات الغذائية كما يقول.
وتناول بالفعل إبراهيم مكملات غذائية، إلا أنه فوجئ بعد عدة أسابيع بشعوره بإعياء شديد، وكانت حالته في تدهور تام: "روحت للدكتور واكتشفت إن جاتلي قرحة في المعدة، نتيجة المكملات والعقاقير اللي أخدتها، أكد الطبيب أنها تعطي نتيجة سلبية على الجسم مع مرور الوقت".