«الدستور» تحقق في خطورة استخدام الليزر بعمليات الطهارة للأطفال
حين رُزِقَ «عادل» بمولوده الأول، ما بحث له عن مكان يُجري فيه عملية ختان (طهارة)، فإذا بأحد جيرانه يخبره بتقنية جديدة للختان دون ألم، تجريها إحدى عيادات الجراحة والتجميل الشهيرة بالمرج، فكان يريد ألا يشعر الصغير بأي ألم في تلك العملية لذلك لجأ لها.
دفع الأب 500 جنيهًا وقتها، نظير استخدام تلك التقنية وبالفعل تمت العملية دون بنج كُلي، من خلال جهاز يمرره الطبيب على الجزء المراد بتره فيسطع منه ضوء يؤثر على ذلك الجزء فيقتطع ثم الكي الحراري.
ويتابع الأب: «العملية مخدتش عشر دقايق وخدته وروحنا البيت، لكنه كان بيصرخ جامد، وجسمه كله أحمر وظهرت حبوب على وشه، لكن الدكتور قالي إنها آثار جانبية طبيعية للعملية، وإداني مرهم وأدوية شرب مسكنة».
لم يكن يعلم الوالد أن تلك العملية ستجلعه يلجأ إلى عملية أخرى لبتر العضو الذكري لطفله، فهو أحد ضحايا تقتية استخدام «الليزر» في عمليات الطهارة، التي يصاب الطفل عقب إجراء العملية بإعياء يصل في معظم الأحيان إلى حد بتر عضوه الذكري.
يقول عادل: «مرت 3 أيام، ولازال الإحمرار كما هو، وتورم عضوه الذكري، كما إن عملية الإخراج لم تتم بشكلها الطبيعي حتى انتفخت مثانته الوضع كان يسوء، فخدته ورحت للدكتور لكنه قالي إن دي آثار طبيعية، وعمله تفريغ للمثانة».
لم يتغير الوضع بعد مرور 4 أيام بل ازداد سوءً، بحسب ما يصف «عباس»، موضحًا أن طفله أصيب بغرغرينا في عضوه الذكري وبدأ ينزل منه صديد، وانتشرت الحبوب في تلك المنطقة، ما اضطره إلى إجراء عملية بتر كلي لعضو الطفل، حتى لا تنتشر الغرغرينا في باقي أعضاؤه، مضيفا: «ابني بقى مش راجل وهو لسه صغير بسبب الليزر، وسافرنا بره عشان نعمل عمليات تانية يقدر من خلال ممارسة عملية الإخراج».
يتم استخدام تلك التقنية لإجراء عمليات طهارة في عيادات ومراكز جراحة شهيرة، أغلبها يقع في نطاق المناطق التي تُوصف بالراقية، وفق ما وثقناه في جولة عليها يستخدم فيها أطباء الجراحة تلك التقنية، ووصفوها بأنها آمنة وتفاوتت أسعارها من عيادة لأخرى.
أحد أشهر مراكز التجميل في منطقة الدقي، يمتلك فرعين أخرين، الأول في أكتوبر، والثاني في المنيل بمنطقة مصر القديمة، يُجري جميع أنواع عمليات الختان سواء الجراحية أو باستخدام الليزر أو الكي الحراري -بحسب ما قاله مسؤول المركز-.
وأكد أحد مسؤولي المركز على ذلك، حين أدعت محررة «الدستور» أنها أم لطفل لم يكمل أسبوعه الأول، فسأل: «هل يعاني من أي أمراض مثل الحساسية أو الصفراء»، وحين أجابت بالنفي، قال: «العملية هتتكلف 1000 جنيه».
وعند سؤاله عن الفرق بين الليرز والجراحة قال: «الليزر عبارة عن ضوء حراري بيتمرر على الجزء أو الجلد اللي هنستغنى عنه فبيتم قطعه، من غير ألم أو جراحة وخياطة للطفل ومن غير دم».
«بنحطله بنج موضعي، عكس الجراحة بتحتاج بنج كلي»، مسؤول المركز وصف القطع الذي يحدث بالبسيط، مشيرًا إلى أن الليزر الحديث جعل الأطباء في غنى عن الجراحة: «يوم ولا اتنين وبيلتأم بسرعة وملوش أي أضرار ولا مضاعفات على الطفل».
عيادة أخرى في منطقة المقطم، تجرى عملية الختان بالليزر بـ 350 جنيهًا، وأكدت الممرضة تعمل بها أن الليزر لا يكون به جراحة، ويلتأم الجرح سريعًا، ويتعامل الطفل بعدها مباشرة بشكل طبيعي: «بعد 5 أيام كل حاجة بتروح، لآن ده كيّ بالضوء الحراري مش بيحتاج غير بنج موضعي فقط».
عبر إعلانات تناثرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، استجابت "رنا" لإغراء إجراء عملية الطهارة من خلال الليزر، لم تدرك وقتها أنها ستجني على طفلها الوحيد بقية حياته.
بالفعل قامت بإجراء عملية ختان عبر الليرز بإحدى عيادات التجميل رأت إعلانها على «فيس بوك»، تقول: «الدكتور كان تخصصه جراحة وتجميل مسالك بولية، وعملها من غير جراحة وحطله بنج كلي، وخلصها في ربع ساعة».
بعد أن عادت إلى منزلها، لاحظت تغييرات تطرأ على عضو طفلها كالإحمرار وظهور ألوان تشبه الصديد إلى جانب ارتفاع درجة حرارته: «مكنش بيبطل عياط طول اليوم، أخوه الكبير محصلوش كدة، لأن ختانه كان عادي بمشرط».
عادت مرة أخرى إلى الطبيب، فكتب لها مراهم وأدوية مُسكنة، مُعللًا ما يحدث بأن الطفل لديه حساسية شديدة من الجرح: «الولد متحسنش، وبدأت أحس زي ما يكون عضوه الذكري بيتآكل يوم عن التاني، والأدوية كانت بتجيب نتيجة عكسية».
زارت الأم ثلاثة أطباء آخرين تستجديهم لإنقاذ طفلها، لكن الغريب ـ بحسب وصفهاـ أن الأطباء لم يكونوا يعرفون تلك التقنية من الختان بالليزر: «قالوا إنهم أول مرة يسمعوا عنها، والكل كان بيكتب أدوية، لكن الولد متحسنش"»
تختتم: «اضطرينا لعملية قطع العضو الذكري تمامًا، بعد تساقط أجزاء منه، وحبس البول مدة طويلة في مثانة ابني، وخد علاجات عشان ينمو تاني وعمليات تجميل، لكن لحد دلوقتي شكله مش طبيعي».