الروائى العراقى عائد خصباك يشارك فى معرض القاهرة للكتاب بروايته «قات ومانجو»
يشارك الروائي العراقي عائد خصباك٬ في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، والمزمع انطلاقه نهاية الشهر الجاري٬ بأحدث إبداعاته الروائية٬ "قات و مانجو"٬ والصادرة عن دار الياسمين للنشر والتوزيع.
وفي تصريحات خاصة لــ"الدستور"، قال عائد خصباك: "أمضيت في اليمن سبع سنوات متواصلة، كنت أعمل أستاذًا في جامعة صنعاء، وبطبيعة الحال لشخص مثلي أن يتعرف بكثير من الناس، ويتنقل بين أماكن كثيرة، فكان لكل مكان خصوصيته وأحداثه، فما كان يجري في الرواية في مدينة صنعاء هو غير ما يجري في مدينة المحويت".
وأضاف: "في مدينة المحويت، الأحداث جميعها عجائبية، قد لا تحدث في أي مكان آخر، طبعًا للبيئة الجبلية أثرها، ولانغلاق اليمن على نفسها له أثره على الأحداث، كل ذلك كان قبل احتلال العراق 2003، اقتربت الرواية أحيانًا من السيرة الذاتية، وبعض الشخصيات وجدت بأسمائها الحقيقية، مثل شخصية الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح، والروائي زيد مطيع دماج".
وتابع: "لم تقم الشخصيات اليمنية الأخرى بإدانة ما هم عليه من سوء في وضعهم المعاشي، كما لو أنه من صنعهم هم، وما عليهم إلا أن يغيروه بشكل شخصي، وكأن مهمة المواطن هناك هو أن يهاجر إلى دولة أخرى من أجل تحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي، والهدف الأول من ذلك هو أن يبني منزلًا ليرفع من شأنه بين قومه".
وواصل: "المواطن من دون إحساس منهم يبرر للعنف الموجه من قبل السلطة لشرائح في المجتمع، وبشكل خاص لشريحة تدعى بـ "الأخدام" وهؤلاء يتم التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الدنيا، في الرواية: ربما المواطن يفوق جور السلطة وعنفها ضد هؤلاء، فهم في عرف المجتمع القبلي لا ينتمون لقبيلة مع أنهم من سكان اليمن، ومن قبل الإسلام، وبسبب لونهم ينظر إليهم كما لو أنهم من طبقة العبيد".
وأردف عائد خصباك: أما في صنعاء فتعرض الرواية لمجاميع من الهاربين من النظام في العراق، وعلى عكس ما قرأنا عن اللاجئين في الروايات العربية نصطدم هنا بشخصيات منهم هم أكثر قسوة من الجلاد، لم يخرجوا من بلدهم لأسباب سياسية ولكن بعضهم جاءوا إلى صنعاء ليعدوا أنفسهم للانتقال إلى أوربا كلاجئين تدفعهم مصالحم الخاصة، وهؤلاء عددهم كبير، القليل منهم هربوا من العراق لأسباب سياسية، لكن الكثير منهم كان يسلم نفسه لعصابات من المهربين يتحكم فيها أشخاص من أبناء بلدهم، يكتبون لهم سيرة ذاتية أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مخادعة مزيفة كاذبة، ولكي تكون لها مصداقية عندما يقدمها إلى دول اللجوء الأوربية، يزودون ذلك الشخص (ما دام يدفع) بوثائق تثبت أنه كان إما سجينًا سياسيًا، أو أنه فصل من وظيفته، أو أعدم بعض أفراد عائلته، ولكن القدر تكفل بتخليص نفسه من الشر، مافيا نشطة وبشكل علني، في وسط هؤلاء لم يكن الحب حبًا ذلك الذي ربط بين بعض شخصيات الرواية، حب قذر وعلاقات صادمة".
تحفل الرواية بما هو يكشف التناقض أو الإزدواج في المعايير بالنسبة إلى الكثير من أولئك، الرواية تكشف زيف وإدعاء مجاميع أولائك الساعين إلى اللجوء بعد أن غادروا أرض الوطن، المصالح الذاتية فوق كل اعتبار، ومما جاء في الرواية نقرأ: "ينتقي "معن" أصدقاءه بعناية شديدة، من أصدقائه -مثلًا- ذلك المترجم الشاب الذي كان يعمل في "دار المأمون" قبل أن ينتقل إلى الإعلام الخارجي في "وزارة الثقافة والإعلام"، كل ذلك حصل دون إرادته، ودون إرادة منه أيضًا نُقِلَ عمله إلى القصر الجمهوري، ليكون المترجم المعتمد "للسيد الرئيس" وقتها، ولكن هل بمقدوره أن يعترض أو يبديَ رأيه في هذا الموضوع؟! طبعًا لا يستطيع، ومن جازف وفعلها.. فالنتيجة معروفة ولا حاجة إلى توضيحها.
هذا المترجم -مترجم السيد الرئيس عن الإنجليزية- لمناسبة ما دعا صديقين من أصدقائه لإمضاء السهرة عنده في شقته التي في المجمّع السكني في "الصالحية"، فحضر "معن" وحضر شخص آخر، وفي أثناء السهرة والكؤوس قد أخذت مجراها، ذلك الشخص الآخر.. بتخطيط مسبق سأل مترجم الرئيس: ما تقييمك لمستوى السيد الرئيس في اللغة الإنجليزية؟
لا يعرف منها غير "This is a cup"، كان مع الرجل جهازُ تسجيل أخفاه في جيب داخلي، سجَّل به ذلك السؤال ومعه الجواب، بعد يومين، اُقتيد "معن" إلى جهة غير معلومة، وهناك سمع الشريط المسجل وما جرى من كلام في بيت مترجم السيد الرئيس، فقال "معن": لكن ما علاقتي بهذا الموضوع؟ ما في التسجيل يثبت أنني لم أتدخل في ما جرى، ولم أعلق على شيء من قريب أو بعيد.
أجل لم تتدخل ولم تعلق، لكننا انتظرناك ثمانيَ وأربعين ساعة كي ترفع لنا تقريرًا بما سمعت أو رأيت، إن جريمتك هي أنك لم تبادر إلى ذلك".