يتناول 12 قضية.. صدور كتاب «الاقتباس من الأدب إلى السينما»
صدر حديثا عن دار المرايا للإنتاج الثقافي كتاب سينمائي جديدة بعنوان "الاقتباس: من الأدب إلى السينما" تحرير سلمى مبارك ووليد الخشاب.
ويقع الكتاب في ثلاثمائة صفحة من القطع الكبير، مصحوبًا بأكثر من خمسة وعشرين صورة، ويتكون من مقدمة واثني عشر فصلاً، تولى كتابتها مجموعة كبيرة من الباحثين، بين أستاذة أكاديميين ونقاد سينمائيين.
يتناول كل باحث قضيةً أو فيلماً يحلله بعمق ويضعه في إطاره التاريخي والاجتماعي والجمالي، لذلك يُعَدُ الكتاب أكبر جهد بحثي يسعى إلى الإحاطة بأكبر عدد من المسائل الأساسية في قضية صناعة أفلام مقتبسة من الأدب، وبعدد كبير من الأفلام العلامات المقتبسة عن روايات مصرية أو غربية.
وكشف الكاتب الشاعر وليد الخشاب، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن ملامح الكتاب وموضوعاته، مشيرا إلى أن كتاب "الاقتباس: من الأدب إلى السينما" تتويج لمشروع بحثي بدأ بمؤتمر دولي بعنوان: الأدب والسينما، الذي عُقِدَ في جامعة القاهرة نوفمبر 2019 ونسقته بالتعاون مع سلمى مبارك في إطار أعمال شبكة آمون البحثية لدراسة الكلمة والصورة.
وأكد أن الباحثين المشاركين في المؤتمر قد عمقوا أبحاثهم بحيث جاءت مساهماتهم في الكتاب أكثر تطوراً، لافتًا النظر إلى أن المؤلفين المشاركين في الكتاب باحثون وباحثات من مصر وإيطاليا وفرنسا وكندا، وهذا في حد ذاته دليل على عالمية السينما المصرية التي لا تقتصر دراستها على حدود الوطن، كما أن الباحثين يمثلون ثلاث مؤسسات صحفية وست جامعات، وهو دليل على التنوع الكبير في المقاربات الفكرية والمنهجية.
وبين أن الكتاب يتناول إثنتي عشرة قضية وحوالي عشرين فيلماً ومسلسلاً واحداً، ويقدم عرضًا مبسطًا وموجزاً، لكن بصورة شاملة تحلل تاريخ الاقتباس عن الأدب المصري وعن الأدب الغربي في السينما المصرية. يتضمن الكتاب مقدمة نظرية وتاريخية، ثم ينقسم إلى ثلاثة أقسام وفقاً للقضايا المتعلقة بعملية النقل من الأدب إلى السينما: الأول عن علاقة الاقتباس بالحداثة، والثاني عن الاقتباس بوصفه عبوراً بين الثقافات، والثالث عن نجيب محفوظ بوصف أدبه عابراً للوسائط من الكتاب إلى السينما والتلفزيون.
في القسم الأول، يكتب البروفسير ميشيل سيرسو عن استخدام السينما المصرية للأدب الغربي كوسيلة لإكساب الشرعية الفنية للشاشة؛ ويستعرض البروفسير جان كليدر أحدث نظريات الاقتباس وعلاقة الأدب بالسينما بشكل عام؛ وتكتب سلمى مبارك عن تصوير الريف في بدايات السينما المصرية؛ ويحلل وليد الخشاب تصوير السينما للعمل في المصنع كدعاية للأفكار الحداثية؛ وتستخلص هالة كمال الملامح النسوية في أدب المرأة والسينما؛ ويدرس جان لوقا بارولين طريقة تقديم التحقيق الجنائي والمحاكمة على الشاشة.
في القسم الثاني يتولى كل باحث تحليل عمل من كلاسيكيات الأدب أو السينما، فتكتب رندة صبري عن اقتباس رواية الكونت دي مونت كريستو في فيلم أمير الانتقام؛ ويكتب عصام زكريا عن تحويل مسرحية الملك لير إلى أفلام غربية ومصرية؛ وتكتب دينا قابيل عن تمصير رواية آنا كارنينا في فيلم نهر الحب؛ وتكتب داليا السجيني عن اقتباس أسامة فوزي لرواية الرجل الذي مات مرتين في فيلم جنة الشياطين.
أما القسم الثالث فهو مخصص لتجليات أعمال نجيب محفوظ بين الكتاب والشاشة البيضاء وشاشة التلفزيون، فتكتب دينا جلال عن اقتباس أفراح القبة للتلفزيون؛ وتكتب أماني صالح عن تحويل أهل القمة إلى فيلم.ولهواة قراءة التحليل المتعمق للكلاسيكيات القديمة والحديثة فيه دراسات بارعة لأمير الانتقام ونهر الحب وجنة الشياطين وأهل القمة، ضمن دراسات لكلاسيكيات أخرى.