سوري وعراقي.. حكايات طلاب الثانوية مع الغربة في زمن كورونا
جاؤوا إلى مصر منذ سنوات، هربًا من آتون الحروب المشتعلة في بلادهم، استقروا هنا واندمجوا مع مصريين يشبهونهم في الطباع والعادات، لا يختلفون سوى في الجنسية، والتي جاءت الثانوية العامة لتساوي بينهم داخل اللجان فلا فارق بين مصري وعراقي وآخر سوري.
أمام لجنة الثانوية العامة بمدرسة الملك الصالح الثانوية بنين التابعة لمنطقة المنيل بالقاهرة، كان يقف الثلاثة: محمد المصري، عدنان السوري، سيف العراقي، ثلاث طلاب بالثانوية العامة من ثلاثة بلدان مختلفة اجتمعوا أسفل لجنة واحدة وتنتظر أمهاتهم موعد الخروج بعدما صرن رفيقات بمرور الوقت.
يقول محمد: "أعرف عدنان وسيف منذ عام فهما معي في المدرسة ونجلس سويًا على مقعد واحد، ونحضر الدروس الخصوصية مع بعضنا البعض، ولم أشعر يومًا أنهما مختلفا الجنسية".
يضيف: "تعلمت منهم اللهجات غير المصرية، وعلمتهم بعض مصطلحات الشباب المصري وصرنا أصدقاء من يومها ودائما أشعر عليهم بالقلق في اللجنة وأتمنى لهم التفوق".
الحال ذاته مع عدنان السوري، والذي منذ مجيئه إلى مصر يشعر كأنها دولته لاسيما داخل مدرسته التي يتعامل فيه مع طلاب مصريين جميعهم أصدقائه إلا أن سيف ومحمد هم المفضلان لديه.
يقول: "التعليم في الدول العربية متشابه، وأشعر بمحبة الطلاب تجاهي، ولم أتعرض لأي مضايقات، على العكس أصبح كثير من الطلاب أصدقائي، لكن المفضلين هم محمد وسيف".
سريعًا ما صادقت والدة سيف العراقي الأمهات المصريات اللاتي ينتظرن أولادهم بالخارج، تصفهم قائلة: "النساء هنا محترمات للغاية وتقبلوا وجودي بل ويدعموني دومًا بسبب خوفي الشديد على ابني من امتحانات الثانوية العامة في مصر".
الأحاديث بينهن تدور حول الأكلات العربية من المصرية إلى السورية والعراقي أيضًا: "تبادلنا خبرات الطعام وأرقام الهواتف كي نصبح أصدقاء بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة".