عزمي يكشف سبب حجب 13 جائزة بـ«التشجيعية» ومستقبل جوائز الدولة (حوار)
أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، السبت الماضى، جوائز الدولة (التشجيعية والتفوق والتقديرية والنيل) لعام 2019؛ بحضور الدكتور هشام عزمى، أمين المجلس الأعلى للثقافة، بعد اعتمادها من أعضاء المجلس بعد عقد المجلس الأعلى للثقافة اجتماعه الرابع والستين المخصص للتصويت على منح جوائز الدولة هذا العام، وذلك فى مجال "الفنون، والآداب، والعلوم الاجتماعية، والعلوم الاقتصادية والقانونية".
وشهدت جوائز الدولة لهذا العام، حجب 13 فرعًا بالجائزة التشجيعية، كما حجبت الجائزة الثالثة فى مجال العلوم الاجتماعية بجوائز الدولة للتفوق لعام 2019، وحجبت الجائزة الرابعة بفرع العلوم الاجتماعية بجائزة الدولة التقديرية، وهو أثار بعض التساؤلات خاصة وأنه بمقارنتها بجوائز الدولة العام الماضى "2018"، نجد أن الجوائز المحجوبة متشاهة، كما أن الفروع المحجوبة ترتبط بشكل كبير بالعلوم الاجتماعية.
فى الوقت نفسه؛ أثار إعلان جوائز الدولة تساؤلات ترتبط بمنحها للمبدعين فى أواخر حياتهم، كذلك ما تقييم لجان المجلس حيال تكرار جب فروع العلوم الاجتماعية كل عام بجوائز الدولة؛ وتساؤلات عديدة أجاب عنها الدكتور هشام عزمى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة فى حواره لـ"الدستور"؛ وإلى نص الحوار:
_ بداية لماذا حجب 13 فرعًا بجوائز الدولة التشجيعية لعام 2019؛ خاصة وانه حجب ما يقرب من 20 فرعًا فى عام 2018.. فى رأيك لماذا كل هذا الحجب فى "التشجيعية" خاصة وأنها تستهدف فئة المبدعين الشباب؟
بداية، دعنى أؤكد أن ما حدث بالأمس من حجب 13 فرعا بجائزة الدولة التشجيعية، هو أن الأمر يتحسن بالمقارنة بجوائز الدولة لعام 2018، ودعنى أقول لك أنه منذ العام الماضى اتفقنا على مبدأ بالنسبة للجوائز بشكل عام، ألا وهو أن أى لجنة فحص لها حق المنح لها حق الحجب، وهو مبدأ لا نختلف عليه، إذا لم تجد من الأعمال ما يرقى أن يكون مؤهلا للحصول على الجائزة.
- إذا ما رأيك فى كون أغلب جوائز الدولة المحجوبة ترتبط بفروع العلوم الاجتماعية وهى ظاهرة ممتدة لسنوات.. ما تبرير ذلك؟
دعنى أؤكد أن لجان الفحص تكتب تقارير شاملة عن مبررات اختيارها، وليس من المعتاد أن تقارير اللجان تعرض فى بيان إعلان النتائج وهو ما لم يحدث على مدى تاريخ المجلس، تبرير، وأن اللجان تقدم تقاريرها فى كافة الجوائز (النيل، التقديرية، التفوق، التشجيعية)؛ وأن ما يعلن فى بيان نتائج الجائزة هى الأسماء الفائزة والجوائز التى تم حجبها حيث لا يوجد لائحيًا أو قانونًا أن مبررات الفحص الموثقة تعلن فى بيان إعلان النتائج.
ودعنى أقول لك أن من بيان مبررات الحجب أن هناك فروع بالجوائز لم يتقدم لها أحد، كذلك أن القانون أعطى الحق للجنة بإدخال بعض الأعمال، وأن آلية الاختيار تتميز بالحيدة والموضوعية وأن كل ما كفله القانون يطبق، وأن اللجنة عندما تجد أن لم يتقدم أحد لبعض الفروع بالجوائز إذا يتم حجبها، وهناك سبب آخر يتمثل فى أن الأعمال المقدمة لا ترقى بالمعايير الموجودة للترشيح أو للحصول على الجائزة، وما أؤكد عليه دائما عليه أن دور المجلس واللجان بحث ما هى الأسباب التى تضمن دائرة الاختيار كل عام، وهو ما تراه كما أشرت إلى عدد الجوائز التى حجب فى التشجيعية العام الماضى 20، وأصبحوا 13 هذا العام، وهو ما يثبت أن عدد الجوائز التى حجبت أصبح أقل عما كان من قبل.
_دعنى أنقل لك ما يتردد فى هذا الشأن داخل الأوساط الثقافية، وهو أن الوزارة تحاول بحجب الجوائز توفير ما ينفق على هذه الجوائز؟
أرفض ذلك، ودعنى أؤكد لك أن مصر أكبر من أن تختزل حجب جائزة فيها، إنها توفر قمية جائزة، لأنه لا يليق أن يكون هناك مجرد تفكير فى ذلك، ودعنى أؤكد لك أننى لو أردت التوفير كما يثار، هل سأقوم بتوفير الجائزة التشجيعية أقل الجوائز قيمة على المستوى المادى، ولابد أن ننظر إلى جوانب إيجابية، ألا وهى أنه وسط مثل هذه الظروف الصعبة إلا أن الدولة حريصة على تكريم مبدعيها فى حتفال يقام فى موعده، حيث كان يرى البعض أنه قد يتم إرجائها لوقت لاحق.
_ وماذا عن دور لجان المجلس حيال الفروع التى لم يتم التقدم لها فى جوائز الدولة؟
لابد من وقفة على أن نكون حريصين على اختيار الموضوعات والفروع التى قد تستقطب أكبر عدد ممكن من المرشحين فى المرات القادمة، ودعنى أوضح لك أن الجوائز المعلنة هذا العام هى لمتقدمين من العام الماضى بسبب "سنة الفراغ" التى سببت المشكلة منذ الستينيات فى إعلان الجائزة التشجيعية، أما المتقدمين لهذا العام سيعلن عن فوزهم العام القادم.
وأكد أن الفروع التى ستطرح قبل إعلانها ستحقق كسب أكبر عدد ممكن من المرشحين، وأنه يتمنى بأن يفوز أكبر عدد من المتقدمين، ودعنا نتفق على أنه حتى لو كانت جائزة تشجيعية فإنها لا زالت تحمل اسم الدولة المصرية ولا بد أن يكون العمل المتقدم يستحق وأن يرقى لأن تكون على قدر جائزة تحمل اسم مصر.
_ فى رأي الأمين العام لـ"الأعلى للثقافة" أنه على لجان المجلس أن تلعب دورًا حيال دراسة أسباب الفروع المحجوبة فى جوائز الدولة؟
اللجان ما زالت مشكلة منذ 3 أشهر ماضية، ونحن الآن بصدد مرحلة تراكم، وما زالت تعمل، وبالتأكيد سيقوم المجلس بدور تنسيقى مع لجان المجلس حيال ذلك، ودعنى أوضح أن هناك لجان متخصصة هى من تحدد فروع جوائز الدولة وليست لجان المجلس، ودورنا كمجلس مع لجان الجوائز أن نقدم لهم توصيات تتضمن أن تكون موضوعات الجوائز مطروقة وتتضمن إنتاجا فكريا بحيث تسمح بأن يكون عدد المتقدمين كبير، ودعنى أؤكد لك أننا نعمل على دراسة كل ما نرصده.
_ ما سبب ظاهرة حجب الجوائز المتعلقة بالعلوم الاجتماعية فى التشجيعية والتفوق والتقديرية لأكثر من عام؟
هنا سبب، وهناك تفسير، أما عن السبب لتجاوز ذلك فى اللائحة الجديدة أن هناك نسبة معينة لا بد من أن تتحقق فى التصويت الإلكترونى لكى يؤهل صاحبها على الجائزة إن لم يصل إلى هذا العدد وفى أوقات أخرى يحدث إعادات بين المرشحين فى التصويت، ولائحيًا فى المرة الأخيرة إذا لم يصل أيا من المرشحين للعدد الذى يؤهله للحصول على الجائزة يتم جبها وفقًا للقانون، وما نقوم به لمعالجته فى اللائحة الجديدة على أن يطبق ابتداء من العام القادم أننا لا نتقيد بالعدد، ولكن سنكتفى خلال عملية التصويت بأعلى الأصوات للمرشحين وهو ما يتضمن بتقليل نسبة الحجب خلال عملية التصويت، وهو ما تم إقراره بالأمس خلال اجتماع التصويت.
_ يثار داخل الوسط الثقافى ان جوائز الدولة تمنح لكبار الكتاب ممن يعانون صحيًا أو من توفوا حديثًا.. ما تعليقك حيال ذلك؟
دعنى أوضح لك أمرًا، الكاتب المسرحى لينين الرملى عندما رشح كان حيًا يرزق، وهناك عدد كبير من الأسماء ما زالوا أحياء يرزقون بيننا ويتمتعون بوافر الصحة والعافية، وما يثار حيال ذلك لم أسمعه من قبل، ولكنه نوع من التكريم لأناس أفنوا عمرهم فى خدمة هذا البلد ولا خلاف على قيمتهم الفكرية.
ودعنى أوضح لك أن قانونا إذا رشح الفرد فى حياته ثم توفى بعد ذلك يظل الترشيح قائمًا، ومن فازوا أمس أغلبهم على قيد الحياة.