"كورونا" حنين حسام
تقضى الآن حنين حسام حبسها الاحتياطى 15 يومًا على ذمة التحقيقات فى قضيتها المعروفة إعلاميًا بـ"افتحى الكاميرا"، بعدما أثارت جدلًا كبيرًا عبر بث عدة فيديوهات على بعض تطبيقات التسلية، انتهى إلى القبض عليها بتهمة تحريض الفتيات على الفسق والفجور، قرار النيابة العامة بتجديد حبس حنين تاه إلى حدٍ كبير وسط زحام استقبال شهر رمضان المبارك، وما اتصل به من ترقب إجراءات الحكومة الاحترازية فى مواجهة تداعيات "كورونا"، وفى المقدمة منها مواعيد حظر التجوال طوال أيام الشهر الكريم، ولنفس الأسباب لم تأخذ قضية حنين ما تستحقه من اهتمام الرأى العام، أو حتى من هوس السوشيال ميديا المعتاد فى مثل هذه القضايا.
كانت تحقيقات الأيام الأربعة الأولى مع حنين، قد أسفرت عن اتهامها بالاعتداء على مبادىء وقيم أسرية، تسهيل الجريمة عبر شبكات التواصل الاجتماعى، استخدام فتيات فى أعمال منافية للآداب، ترتيب أحاديث ولقاءات جنسية بين فتيات ورجال فى غرف الإنترنت المغلقة، دفع الفتيات لإثارة الرجال عبر خاصية التواصل "فيديو كول" لتحقيق نسب مشاهدة عالية تضمن ربحًا ماديًا مغريًا من الشركة المالكة لتطبيق التواصل، الاتفاق مع آخرين على استدراج الفتيات عبر البث المباشر استغلالًا لتردى أحوال المعيشة فى ظل أزمة "كورونا"، تلقى تحويلات بنكية من إدارة التطبيق وصلت إلى أكثر من ثلاثة آلاف دولار، وأخيرًا امتلاك ثلاثة حسابات مختلفة لإدارة النشاط بغرض التربح.
قراءة هادئة لأزمة الطالبة الجامعية العشرينية، ترفع الراية حمراء منبهة لأزمة جيل، جيل مولود من رحم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فتح عينيه على الدنيا فوجد نفسه فى حضن أجهزة إلكترونية ساحرة أسرته من العالم وما فيه، وفى وقتٍ تراجع فيه دور الأسرة فى التربية، وساءت أحوال التعليم، وشطحت دور العبادة، واهتزت أركان المجتمع بعنف فى ظرف سنوات قليلة تعادل نصف عمر حنين حسام، جيل حنين اتربى على شبكات التواصل الاجتماعى، بكل ما تحمله من مغريات بدأت معنوية وانتهت مادية، حتى صار هوس الترافيك والتريند وتحقيق نسب المشاهدة هو الطموح والهدف، من أجل ربح مادى كبير وسريع وبالعملة الصعبة، وبأقل مجهود ممكن.
قطع رقبة حنين حسام أسهل الطرق لمن يحترف المزايدة أو حتى يهواها، لكنه فى تقديرى مجرد مسكن يعالج عرضًا ولا يداوى مرضًا، سلوك حنين سلوك جيل بالكامل، وإن ظهرت حنين تأكد أن ما خفى أعظم، فيروس لا تقل خطورته عن خطورة "كورونا" إن لم يكن أشد، ولا يواجه وعيًا من أى نوع، ولا حتى ردود أفعال منطقية بأى حال من الأحوال، فيروس تكنولوجى يصيب البشر فيما استأثر به الله سبحانه وتعالى بسره، الروح، التى يلعب "كورونا" التنفسى الآن دوره فى استعادة الإنسان لبريقها وقوة تأثيرها فى حياته، بعدما سلم نفسه طويلًا لسطوة عصر مادى بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أقوال حنين حسام فى التحقيقات وخارجها قبل القبض عليها، تؤكد حالة "لخفنة فكرية" هائلة تستدعى ضرورة التفكيك، حتى نأخذ بأيدى حنين وأمثالها إلى بر الأمان، فهى تؤكد أنها لا تطلب إلا بنات محترمات وأخلاقها عالية، وحصرت الاحترام والأخلاق فى الحجاب، وهى المحجبة حجابًا صارخًا إذا صح التعبير، اذهب وشاهد أحد فيديوهاتها لتعرف مفاهيم الحجاب والاحترام والأخلاق عند حنين حسام، فإذا راجعت تصريحات والدها الموظف البسيط، والتى يؤكد من خلالها أن فيديوهات ابنته مجرد فيديوهات شبابية تأتى فى إطار الهزار والمرح، تأكدت أنه فى وادٍ وابنته فى وادٍ آخر، الموضوع أهم من مجرد النظر لقضية حنين حسام باعتبارها حالة فردية.. انتبهوا.