"لبنان" على صفيح ساخن.. تظاهرات جديدة للمطالبة باستقالة الحكومة.. وتركيا تدخل على الخط
تشهد العاصمة اللبنانية "بيروت" صراعات دامية ما بين اللبنانيين والحكومة، والتي جعلت لبنان على صفيح ساخن ومهدده بتحويل مصيرها إلى المجهول.
ومنذ 22 أغسطس لم تخلو الشوارع اللبنانية من التظاهرات؛ على خلفية أزمة مشكلة النفايات، وتصاعدت المطالب للتنديد بعجز الحكومة عن معالجة الأزمة، وسط مطالبات بإجراء انتخابات تشريعية جديدة واستقالة الحكومة الحالية، والتي لم تستطع أن تحل تلك الأزمة.
ودعا الناشطون إلى مظاهرة كبيرة، للمطالبة باستقالة وزير البيئة أيضًا، وإطلاق يد البلديات في ملف جمع النفايات ومحاكمة من ارتكبوا تجاوزات بحق المتظاهرين الأسبوع الماضي، وذلك وفقا لما أوردته شبكة "يورونيوز" الإخبارية الدولية.
وفي سياق متصل، وعد وزير الداخلية "نهاد المشنوق" بإجراء تحقيقات حول ما حدث واتخاذ القرارات المناسبة قائلا: "هناك أخطاء حدثت السبت الماضي، وتسمى في العرف الدولي بالإفراط في استعمال القوة، وتجرى تحقيقات للوصول إلى حقائق والتصرف واتخاذ القرارات على أساسها".
وهدد "المشنوق" في تصريحات خاصة لصحيفة "النهار" اللبنانية، بسحب عناصر قوى الأمن المكلفة بحماية مظاهرة المجتمع المدني المرتقبة اليوم، إذا لم تستجب قيادة الجيش اللبناني لطلبه المشاركة في ترتيبات حفظ النظام، موضحا أن موقفه هذا جاء بعدما تلقى جواباً سلبياً من قيادة الجيش على طلب رفعه إليها بهذا الشأن.
وذكرت شبكة "يورونيوز" الإخبارية، أن التظاهرات التي جرت السبت والأحد الماضيين تخللتها أعمال شغب قام بها مندسين بين المتظاهرين، أقدموا على تحطيم أعمدة كهرباء وإشارات مرور وواجهات محلات تجارية، وأحرقوا أشجارا وآليات لقوى الأمن.
وأقدم بعض المندسين على رشق عناصر قوى الأمن بالحجارة وعبوات المياه البلاستيكية، وردت القوى الأمنية بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، ولم تستثن بعض المتظاهرين السلميين، وأُصيب نحو مائة شخص بين مدنيين وأمنيين في المواجهات.
من جانبه، طلب رئيس الوزراء اللبناني "تمام سلام" الدعم من نظيره التركي "أحمد داود أوغلو"، لحل أزمة النفايات التي تشهدها بلاده، وذلك في اتصال هاتفي جرى بينهما الجمعة الماضية.
وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء، أن "أوغلو" أبلغ نظيره اللبناني استعداد بلاده لتقديم المساعدة لتجاوز لبنان أزمته الحالية، مشيراً إلى أن تركيا تمتلك الإمكانات والتجربة في هذا الصدد.
وأشارت المصادر، إلى أن "داود أوغلو" أعطى توجيهاته إلى وزارات البيئة والتخطيط العمراني التركي، بإرسال فريق فني في أقرب وقت إلى العاصمة اللبنانية بيروت، مضيفة أن المعنيين بدءوا بالإجراءات اللازمة في هذا الشأن، وفقا لما أوردته قناة "العربية".
وتشهد العاصمة اللبنانية منذ 22 أغسطس الجاري تظاهرات حاشدة يشارك فيها عشرات الآلاف، مطالبين بحل أزمة تراكم النفايات في العاصمة، والقضاء على الفساد وصولا إلى استقالة الحكومة.
وأدى ذلك إلي ظهور حملة "طلعت ريحتكم"، والتي نصبت خيامها في "ساحة الشهداء"، وقررت البقاء في الساحة حتى إطلاق الناشطين المعتقلين، كما ذكرت مندوبة "الوكالة الوطنية للإعلام" أن أعدادًا جديدة من الحشود تتوافد إلى وسط بيروت، للانضمام إلى المتظاهرين.
وأكد ناشطون في الحملة الاحتجاجية سقوط 18 جريحًا على الأقل من بين المتظاهرين، خلال مصادمات مع قوات الأم.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إن 35 على الأقل من عناصرها أصيبوا خلال المصادمات، وأكدت أن إصابة بعضهم خطرة.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية، القاضي "داني زعني" أمر بفتح تحقيق فيما شهدته ساحة رياض الصلح، من مصادمات دامية، والذي أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 50 جريحًا، خلال اشتباكات بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين دون أن تورد مزيدًا من التفاصيل.