بعد شرائه "الشرق" الإخوانية ... من يقف خلف "أيمن نور"؟
مواقف عديدة تبناها "أيمن نور" زعيم حزب "غد الثورة" منذ هروبه إلى تركيا عقب ثورة 30 يونيو، ساهمت في تأكيد دعمه لجماعة الإخوان، تارة من خلال دعوته للعنف، وأخرى عن طريق طرح مبادرات الصلح مع الجماعة والتي تنتهي بالفشل.
شراء قناة الشرق الإخوانية، أحد أوراق "نور" لاستكمال مشهد دعمه لجماعة الإخوان، وذلك بعد توقفها مطلع الشهر الحالي، جراء أزمة مادية واجهتها.
وكتب "نور" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "إن القناة عادت بمجلس إدارة جديد تم تعيينه خلفًا لباسم خفاجي، وتشهد تطويرًا في مختلف برامجها".
وقال إن القناة سوف تستمر في تلقي الدعم من مؤيديها خلال الفترة المقبلة؛ لاستمرار البث بعد عودتها، وأنهم ساهموا في تغطية جزء من احتياجات القناة المالية عبر الاكتتاب في أسهمها.
وأكد خبراء الشأن السياسي والإسلامي، أن "أيمن نور" ذراع جماعة الإخوان وكل ما يفعله يصب في مصلحة الجماعة وليس الوطن، فضلًا عن وجود جهات عديدة تقف خلفه وتمده بمصادر الأموال، لاسيما إيران ولبنان.
هشام النجار، الباحث الإسلامي، شدد على ضرورة البحث عن الجهات التي تقف خلف "نور" بالخارج خاصة في إيران ولبنان، والتي تموله بهذا الشكل ليصبح الأداة الخاصة بها في توجيه الإخوان لخيارات ومسارات تدعم مصالحها.
وقال إن هناك رغبات من جهات وتيارات في الخارج، تحاول إجهاض مساعي الإخوان لتصحيح بعض الأوضاع داخلها، لاسيما في اتجاه تهدئة الأمر مع مصر، منها سحب القيادة من الشباب وغلق بعض القنوات المحرضة من الخارج.
وتساءل "هل الجهة التي تمول أيمن نور تسعى لإجهاض ذلك بإحياء بعض الفضائيات ومعاودة نشاطها التحريضي؟.
وأوضح أن هناك شخصيات ثرية شيعية لبنانية ذات ارتباط بإيران ومشروعها في المنطقة، هي من تدعمه وتموله وكانت متكفلة بإقامته في لبنان؛ بهدف استغلاله كستار في تحالفاتها غير المباشرة مع الإخوان، وفق إستراتيجية إيران للتعامل، ومد الجسور مع مختلف الجماعات والتنظيمات الفاعلة بالمنطقة.
وقال سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن شراء "نور" قناة الشرق يناقض تصريحاته عن أرصدته في البنوك والتي لم تتعد بضعة آلاف وفق قوله، وأنه لا يمتلك سوى شقة صغيرة في منطقة الزمالك، ولا يتلقى دعما من قطر أو تركيا.
ولفت إلى أن كل الشواهد تؤكد وجود جهة تقف خلف "نور" لأنه انتقل من بيروت إلى تركيا، واستطاع شراء قناة تابعة للإخوان، تحتاج مصادر تمويل عديدة، وطالبه بالكشف عن مصادر تمويله الخارجية.
وعن سبب شراء "نور" تلك القناة رغم أنها أداة إعلامية خاسرة، فسر ذلك بدخوله في عدة تحالفات مع جماعة الإخوان، وحين أصيبت "الشرق" بتعثرات مالية قفز لشرائها؛ من أجل تحسين صورتها.
وأوضح أن التحالفات الإخوانية تحاول استغلال صورة "نور" الليبرالية في تحسين صورة القناة، وإثبات أنها لا تدعم جماعة الإخوان في محاولة للعودة مجددًا إلى المشهد السياسي والإعلامي، لاسيما بعد سيطرة وجوه إخوانية على القناة مثل "باسم خفاجي" المالك الأول للقناة.
وقال عبدالنبي عبدالستار، المتحدث باسم حزب الغد، إن تصرفات "نور" ابتعدت به عن موقف الحياد، فقد كان مقربًا من الرئيس المعزول "محمد مرسي" و"خيرت الشاطر" خلال فترة حكم الجماعة الإرهابية وبعد ثورة 30 يونيو، التي أنكرها وشن هجومًا حادًا على الجيش والشرطة من خلال القنوات المعادية لمصر.
وأضاف أن "نور" مكلف من قبل الجماعة بالقيام بهذا الدور في هذا التوقيت؛ لإعادة الإخوان للمشهد السياسي قبل الانتخابات البرلمانية المرتقبة، وإنكاره انتمائه وانحيازه للجماعة لا يعني صدقه.