انقلاب شباب الجماعة على "إبراهيم منير".. حان وقت السقوط
حالة من الانقسام الحاد تعصف بجماعة الإخوان الإرهابية، تكشفت أوراقها في التصريحات المتضاربة والهجوم بين القيادة القديمة والجديدة، وفي مظهر جديد للانقسام.
و هاجم عدد من شباب الإخوان "إبراهيم منير"، نائب المرشد العام للإخوان، بعد نفيه إجراء انتخابات داخلية بالجماعة ورفضه مطالب شباب الإخوان.
وقالت اللجنة المركزية لشباب الإخوان في بيان لها: "هالنا ما ذكره "منير" بنفيه إجراء انتخابات داخلية بالجماعة، رغم تأكيده في حوار تليفزيوني سابق في منتصف العام الماضي إجراءها، وكذلك تشبيهه رافضي توجه الإخوان داخل الجماعة بمجموعة "شباب محمد" التي انشقت عن الجماعة قديما"، واعتبروه أمراً يسيء لهم وللجماعة.
خبراء الشأن الإسلامي، أكدوا أن الجماعة تشهد في المرحلة الحالية حالة من الانشقاقات والانقسامات؛ بسبب وجود تيارين إحداهما يدعو للتهدئة والأخر للإصلاح، وجاء انقلاب شباب الإخوان على القيادات القديمة ليؤكد تلك النظرية.
ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، رأى أن هناك صراع كبير بين شباب الجماعة والقيادات التاريخية لها الذين يرغبون في العودة للقيادة القديمة علي رأسهم "محمود عزت" بدلًا من "إبراهيم منير".
وقال إن البيان يقع في إطار الصراع الداخلي الذي تشهده الجماعة، وانقلاب رسمي على الطرف الذي يقود الجماعة من تركيا.
ووصف هشام النجار، الباحث الإسلامي، البيانات المتبادلة والانتقادات المكشوفة بأنها تعكس الأزمة الضخمة التي تمر بها جماعة الإخوان، نتيجة التخبط الذي صاحب إدارة الأزمة منذ البداية، بعد فشلهم كقيادة سياسيًا في إحراز أي تقدم وإنتاج أية مكاسب للتنظيم وحلفائه على الأرض.
وأضاف أنه رغم عظم التضحيات خافت قيادات الجماعة من انفلات الأوضاع وانقسام التنظيم وانهياره؛ نتيجة تذمر الشباب ورغبتهم في إحراز أي تقدم بأية وسيلة، فأعطوهم القيادة وفق ما عرف بلجان إدارة الأزمة، التي جرت الجماعة إلى العنف والتشنج وإعلان المفاصلة والصدام الشامل مع الدولة.
وأكد أنهم الآن بعد الكوارث التي سببها هذا الإجراء مع المستجدات الإقليمية التي أتت في غير صالح الجماعة، خاصة ما يتعلق بالشأن التركي والسوري، فهم يحاولون تدارك الأمر والتبرؤ من أحداث عام بأكمله تحت قيادة الشباب الذي يقف اليوم بقوة ليحول دون عودة هذه القيادات لممارسة ألاعيبها وتخبطها.
وأوضح أن جملة المشهد وترشح الأحداث والصراعات الداخلية بين الطرفين للتصعيد، بعد أن اكتشف الشباب أنهم مجرد أداة سواء بتوظيفهم في عنف الشارع أو اللعب بهم في مناورة تسلم القيادة لعدة أشهر ثم إزاحتهم اليوم بسهولة.
ولفت إلى أن المرحلة الأخيرة داخل الجماعة شهدت تراجع للحركات والمسارات الدينية، والقيادات التاريخية لم يعد لها سيطر كالسابق، مرجعًا البيان إلى الانقسامات والضعف الداخلي الذي دب في الكثير من الحركات المتحالفة مع الجماعة، والصراعات بين القيادات الجديدة والقديمة بالجماعة.
وأوضح أن هناك صراع بين مجموعتين داخل الجماعة، الأولي تحاول أخذ الجماعة ناحية العنف والثورة المسلحة والصدام مع الدولة يقوده شباب الجماعة، إلى جانب هيئة اللائحة الشرعية التي تحاول دعشنة الجماعة، وتلك المجموعة تقف أمام تيار القيادات القديمة بالجماعة أمثال "إبراهيم منير ومحمود عزت".
وأشار إلى أن الانتقاد والهجوم أصبح متبادل بين الطرفين، فالشباب يعتبرون القيادات القديمة خذلت الجماعة وانحرفوا عن مسار الثورية وأثاروا السلمية، واعتبروا مواقفهم متخاذلة وانهزامية إلى حد كبير.
وفسر خالد الزعفراني، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، انقلاب شباب الإخوان علي نائب المرشد العام، برغبة الشباب في إتباع نهج جديد داخل الجماعة، وكذلك الانشقاقات التي أصابتها بخروج العديد من الشباب من التنظيم الدولي، مما أدى إلي ضعف الجماعة التي لم تعد تملك أي وسيلة فعالة غير البيانات والتظاهرات.
وقال إن الجماعة افتقدت السياسية المتوازنة والأداء السياسي مرن، والمبادرات التي تطلقها تنظر إلى سطحيات الأمور وليست متعمقة، كما أنها غير قابلة للتحقق على أرض الواقع، في ظل التناقض والتراشق بين القيادات القديمة والجديدة.
سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، رأى أن هناك خلاف كبير داخل أروقة جماعة الإخوان بين عدة أجنحة، فمنهم من يدعو إلى العنف والأخر يحاول التهدئة، فيتم انتقاد الأخير بسبب سعيه لتلك التهدئة.
وأوضح أن جناح التيارات القديمة والتاريخية في الجماعة هو المسيطر الآن، بسبب علاقته القوية بالإدارة الأمريكية والقوى الغربية، لذلك كان على التيارات الشبابية الاعتراض وتوجيه التهم والتراشق بالعمالة الأمريكية.