"المغير" يصف قيادات الجماعة بـ"عملاء أمريكا": "وانقلب السحر على الساحر"
انقلاب جديد شهدته جماعة الإخوان من أحد شبابها، دل على مدى الانقسامات التي تدب داخل الجماعة، والانشقاقات التي تعاني منها خلال الفترة الأخيرة، تارة من قياداتها القديمة، وتارة أخرى من شبابها.
"عملاء أمريكا ولا أمان لهم" هكذا خرج الناشط السياسي "أحمد المغير" المعروف بـ"رجل خيرت الشاطر"، واصفًا كلًا من: "محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان الإرهابية، ومحمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، وإبراهيم منير، نائب المرشد" بالعمالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أنهم تم زرعهم بعناية خلال فترة ضياع الجماعة عن مسارها الأصلي والرباني والذي بدأت به خلال فترة السبعينيات، بحسب وصفه.
وأضاف "المغير"، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أن بعضهم كشف نفسه والبعض حاليًا بيفعل، وحساب كل الخونة إن شاء الله بعد الانتهاء من عدونا الأصلي الأساسي".
وتابع: "باب التوبة لسه مفتوح لكنه مش حيفضل مفتوح للأبد، واللي خايف من أمريكا النهاردة لأنها الأقوى بقوله متعرفش القوة بكرة هتكون في إيد مين، والأشرف ليك تموت بصاروخ أمريكي وتموت شهيد بدل ما تموت بسكينة مجاهد وتموت زيك زي أي خائن باع دينه بعرض من الدنيا".
خبراء الشأن الإسلامي أرجعوا ذلك التغيير والانقلاب إلى الانقسامات التي تشهدها الجماعة بين القيادات القديمة وشبابها، فضلًا عن أن ما يقوله "المغير" هو الحقيقة بعينها، لكنه تصريح انتقامي، خرج من شخص لا يعرف له وجه سواء كان من الثوار أو الإخوان.
"هشام النجار" الباحث في الشؤون الإسلامية، رى أن تصريح "المغير" جاء في سياق الصراعات التي تحدث بين قيادات الجماعة، من قبل مجموعتين الأولي تحاول أخذ الجماعة ناحية التسلح والعنف والثورة المسلحة والصدام الشامل مع الدولة والقوى.
وتابع، أن ذلك التيار يقوده شباب الجماعة منهم "أحمد المغير" و"جمال عبدالستار" الذين يدعون للعنف والتحريض وضرورة الفصل بين الثورية والسلمية، إلى جانب هيئة اللائحة الشرعية التي تحاول دعشنة الجماعة.
وأضاف، أن تلك المجموعة تقف أمام تيار القيادات القديمة بالجماعة أمثال "إبراهيم منير ومحمود عزت" وكل من اتهمهم "المغير" بالعمالة لأمريكا، مشيرًا إلى أن الانتقاد والهجوم أصبح مبتادل بين الطرفين، فالشباب يعتبرون القيادات القديمة بأنهم خذلوا الجماعة وانحرفوا عن مسار الثورية، وأثاروا السلمية، فعتبر البعض مواقفهم متخاذلة وانهزامية إلى حد كبير.
وأكد أن الحرس القديم للجماعة لا يريد إظهار الإخوان بإنها تدعوا علانية للعنف وأنها تحولت إلى جماعة من الجماعات المسلحة بالمعنى المعروف، والأمر الذي يحاول الجيل القديم إخفاؤه، لذلك نتج الصراع بينهم ووصفهم إحد شباب الجماعة بأنهم عملاء أمريكا.
"سامح عيد" عضو حزب المحافظين، رأى أن هناك خلاف كبيرداخل أروقة جماعة الإخوان، بين عدة أجنحة، فمنهم من يدعو إلى العنف والأخر يحاول التهدئة، فيتم انتقاد الأخير بسبب سعيه لتلك التهدئة، وهو يعتبر بمثابة انقلاب السحر على الساحر.
وتابع، أن جناح التيارات القديمة والتاريخية في الجماعة هو المسيطر الأن، بسبب علاقته القوية بالإدراة الأمريكية والقوى الغربية، لذلك كان على التيارت الأخرى الاعتراض وتوجيه التهم والتراشق بالعمالة الأمريكية.
ولفت إلى أن معظم قيادات الجماعة لها علاقة قوية بالولايات المتحدة الأمريكية، التي دافعت عنها وأعربت عن قلقها من أحكام الإعدام التي بدات تتوالى على قيادات الجماعة، وامتنعت أيضًا عن تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية، فكل قيادات الإخوان تتبع أمريكا بالفعل.
وأكد ان ما قاله "المغير" عن قيادات الجماعة، هي حقيقة ولكنه تصريح انتقامي من القيادات التاريخية التي تحاول تهدئة الأمور، ويعترف بعضهم على نفسه، فأصبحوا خطر على تنظيم الجماعة.
"خالد الزعفراني" الباحث في الشؤون الإسلامية، رأى أن "أحمد المغير" هو صاحب أكبر نصيب من التغييرات في المواقف، سواء ما تخص قيادات جماعة الإخوان، أو ما يدور خارجها، مشيرًا إلى أنه مُصاب باضطراب فكري يجلعه يطلق ويهاجم أي كيان حتى لو ينتمي له.
وأوضح، أن "المغير" لم يعرف له موقف سياسي واحد؛ لأنه دائم التغيير، فتارة يهاجم الجماعة وأخرى يؤيدها، كذلك مواقفه التي يدعي أنها ثورية لم تكن ثابتة على تيار واحد، فضلًا عن أن تقلبه يعد أمر طبيعي فالجماعة معروفة ببغض شبابها لكل قياداتها القديمة أمثال "إبراهيم منير ومحمود عزت".