بالصور.. داعش" تغتال براءة الأطفال.. والبداية بذبح "دمية"
ذهبت براءته هباء.. لم يعد يعرف سوى رائحة الدم.. وعرفت يداه حمل السلاح.. لتقضي على طفولة ينعم بها الكثير من الأطفال في اللهو واللعب.. بينما يقضي هو طفولته بين تدريبات على الذبح والقتل.. في غياب صوت الإنسانية.. وعالم اكتفى بالتنديد وعجزت يداه عن التغيير.
"فيديوهات وصور" انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أطفالا ومراهقين يتدربون على استخدام الأسلحة، اعتاد تنظيم داعش على نشرها في استغلال واضح لبراءة الأطفال.
لم يتورع تنظيم "داعش" على نشر هذه الصور، والتى تعكس مدى تربية النشء على العنف والدم، بفيديو عن طفل لا يتجاوز السادسة عشر من عمره يذبح جنديين، وآخر الفيديوهات طفل لا يتجاوز السادسة من عمره يذبح دميته، في تدريبه علي تجريد مشاعره.
عملت "داعش" علي تجنيد الأطفال، ووفقا لتقرير تم نشره علي موقع "سوريا مباشر" اعتمد التنظيم علي أساليب تحريضية لجذب الأطفال، حيث أمن لهم عددا من الأنشطة الترفيهية في المساجد والمدارس لا تخلو من تضمن مفاهيم عن الحرب وترسيخ العقيدة القتالية في أذهانهم منذ الصغر، تنفيذا لحكمة " التعلم في الصغر كالنقش علي الحجر".
وجاء في تقرير نقلا عن أحد نشاط محلي "Business Insider” أن أكثر من 30 طفلا كانوا يحاربون ضمن تنظيم داعش لقوا حتفهم في المعارك الطاحنة ضد القوات الكردية التي شهدتها مدينة كوباني.
ونشرت مواقع مناصر لداعش، صورة لطفل زعمت أنه أصغر مقاتل أجنبي يقتل في معركة دون أن يتعدى العاشرة من عمره، ونقل أنصار داعش صور الطفل متباهين باعتبار أنه أصغر شهيد.
وفي تقرير الأمم المتحدة شهر نوفمبر الماضي، تطرقت إلي الاستخدام الممنهج من قبل داعش للأطفال ما دون 18، متحدثا عن المقاتل الذي قطع رأس جنديين البالغ عمره 16 عاما، وشريط فيديو آخر لطفل لا يتعدى عمره 8 سنوات يقوم بإعدام رجلين اتهمهما التنظيم بأنهما جواسيس لروسيا.
ووفقا لدراسة الأمم المتحدة، يستخدم داعش المؤسسات التعليمية كمراكز لتلقين أفكاره وعقائده ويستعمل داعش منذ سبتمبر 2013، مدرسة "البثري" في الباب بحلب كمدرسة تدريب عسكري للفتيان ما دون 18 عاما، أو مخيم الشريعة الخاص باليافعين الواقع بالقرب من مدينة طبقة في البرقة، ويدرب نحو 350 طفلا ما بين 5 أو 16 سنة، ليتولوا مهام قتالية.
وأضافت الدراسة نفسها أن 152 طفلا كرديا ما بين 14 و16 سنة تم اختطافهم في مايو 2014، واختطفوا في مدرسة في حلب وجرى تلقينهم طوال 5 شهور الفكر الجهادي وكان يعاقب بالضرب المبرح كل من يخالف هذه الأفكار.
كما أظهر فيديو على "يوتيوب" أطفالاً عراقيين يرتدون ملابس سوداء يخضعون لتدريبات قاسية تتمثل في ضربهم وركلهم، وذلك ضمن خطط تدريبية رسمها التنظيم المتطرف لتجنيد الأطفال.
ويظهر في الفيديو شخص يرتدي ملابس سوداء يتحدث عن أساليب التدريب التي يخضع لها الأطفال، وقال إن من أساليب التجنيد: التركيز على التدريب العسكري ووضع الخطط واستخدام كافة الأسلحة وتصنيع العبوات الناسفة ونصب الكمائن واقتحام المنازل والثكنات وأساليب القيادة الحديثة في حرب العصابات والقتال في المناطق المبنية والجبلية.
وأنشأ التنظيم الإرهابي في سوريا "المعسكر الشرعي للأشبال" للأطفال دون سن الـ16 عاماً، ويضم في كل دفعة ما بين 250 و350 طفلاً، يقوم داعش بتجنيدهم وتدريبهم على استخدام السلاح والقنابل، وإعداد المفخخات والمتفجرات، إضافة إلى إعداد وتهيئة العديد من الأطفال الانتحاريين.
كما نشر تنظيم "داعش" الإرهابي مقاطع فيديو وصور لكيفية تعليم الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمارهم أربعة سنوات، طرق الذبح وفصل الرأس عن الجسم.
ويتم تعليم الأطفال الذبح باستخدام "الدُمى"، حيث يقف الطفل أمام علم "داعش"، ويقطع رقبة الدُمية عن جسمها وسط تكبيرات الأشخاص المتواجدين حوله كنوع من التشجيع لهذا الطفل.
ولا توجد إحصاءات دقيقة حول أعداد الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش، لكن مفوضية حقوق الإنسان بالعراق، أعلنت مؤخراً أن تنظيم داعش جنّد ما بين 500 و800 طفل عراقي، في أعماله الإرهابية.
وكشف محمد البياتي، رئيس شبكة "إعلاميو نينوى" أن التنظيم جنّد خلال عام من سيطرته على الموصل آلاف الأطفال، يتم تدريبهم في مقر الفوج الثالث للجيش العراقي سابقاً قرب الجسر الرابع في الساحل الأيسر للمدينة، وآخر دفعة تخرجت في يوليو الماضي ضمت ألف طفل.
وأعلن تنظيم داعش منذ إعلانه تأسيس دولة الخلافة،على تشكيل فرق من أبناء المقاتلين، الذين سماهم بـ "أطفال الدواعش" المتدربين جيداً وهم ينتشرون في أوساط الأطفال الموصليين، لغسل أدمغتهم وتشجيعهم على الالتحاق بالتنظيم.
ويبدأ التجنيد من سن 11-15 لكن الآن يتم تجنيد الأطفال من سن ثماني سنوات، وتدريبهم على فنون القتال والتفخيخ، ويتم تعليم الأطفال وحثهم على التمرد على الوالدين ومحاربة الأهل.
وأشار البياتي، الى أن "داعش" يهدف من وراء تجنيد الأطفال إنشاء جيل جديد من المقاتلين بعد خسارته لمقاتليه في المعارك التي يخوضها، واستخدامهم كانتحاريين.
اعتمد تنظيم داعش أساليب الغسيل الآيديولوحي الفكري إلى جانب العامل المادي، ولديه أساليب حديثة ومتطورة في مخاطبة الأطفال والقاصرين والشباب في أعمار مبكرة، كونهم الفئة الأكثر استهدافا إلى تنظيمه.
ويستهدف التنظيم الإرهابي، تجنيد الانتحاريين بصورة خاصة من أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 10 و22 سنة، وهو العمر الذي يتصف بالاندفاع، وعادة ما يجري تحريف تعاليم الدين الإسلامي وعقد ندوات تعبئة دينية يشرح فيها أهمية ما يسمونه «الجهاد» والطريق إلى الجنة والحور العين.
ويخضع التنظيم الأطفال إلى دورات خاصة تحت اسم «دورات الأشبال» وذلك للتأثير فيهم وتغيير طريقة تفكيرهم لكي تتقبل القتل والتكفير.