عودة الاستقرار السياسي لمصر أسهم في إنعاش قطاع السياحة
نشر موقع " وورلد فوليو" ، المختص في الشأن الاقتصاد العالمي ، تقريرا مطولا تناول فيه وضع السياحة المصري ، مشيرا إلى أن حالة الاستقرار السياسي التي باتت تنعم بها البلاد بعد 3 سنوات ، عايشها المصريون تحت وطأة الاضطرابات منذ اندلاع ثورة يناير في 2011 ، أسهمت في تنشيط عجلة السياحة لترتفع عائدتها إلى 7 % حتى ذلك الوقت من العام الجاري ، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي ، ولاتزال مرشحة للزيادة.
وأكد الموقع الاقتصادي أن السياحة أصبحت على مدار 3 عقود ماضية ، أحد أهم ركائز ومحركات النمو الاقتصادي في مصر، في ظل توافد السياحة الأجنبية والتي بلغت نحو 7ر14 مليون سائح خلال عام 2010 ، إلا أن كغيره من القطاعات ، تلقى قطاع السياحة ، ضربة موجعة في اعقاب ثورة يناير في 2011 ، حيث انخفضت عائدات السياحة وعدد السائحين القادمين إلى مصر بشكل كبير ليتراجع إلى أقل من 5ر9 مليون سائح سنويا في عام 2013
وعزا الموقع العالمي سرعة تعافي السياحة المصرية إلى عدة عوامل مجتمعة ، في مقدمتها دعم الحكومة وإقدام المستثمرين على إقامة مشروعات جديدة ومبتكرة وتطوير مناطق غير معروفة ، والأهم من ذلك إصرار المستثمرين المصريين ، الذين وثقوا في قدرة قطاع السياحة على الوقوف على قدميه من جديد ، على مواصلة أعمالهم حتى في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد، لافتا إلى أن هناك حشد الأن من قبل الحكومة ومؤسسات القطاع الخاص من أجل تهيئة الظروف وتوفير وسائل الراحة اللازمة لمساعدة السياحة على التعافي بشكل كامل.
وأضاف أنه برغم من تراجع قطاع السياحة خلال الأعوام القليلة الماضية ، إلا أن ما تتمتع بها مصر من طقس مشمس وإرث تاريخي وثقافي عريق، فضلا عن امتلاكها ثلث آثار العالم جعلها تظل موضع جذب للسياح حول العالم ، مما حفز وزارة السياحة على صياغة خطة تستهدف جذب 20 مليون سائح بحلول عام 2020 وتعزيز عائدات السياحة لتصل إلى 26مليار دولار.
ووفقا لتقرير صادر عن الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة ، فمن المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة إلى 6ر14 ملياردولار ، فيما تعتزم الحكومة ضخ مزيد من الاستثمارات بقيمة قد تصل إلى 4ر4 مليار دولار.
وأضاف الموقع أنه برغم أن التراث الأثري يشكل الجزء الأكبر من السحر الذي تتمتع به مصر في نظر السياح الوافدين إليها ، إلا أن المؤسسات واصحاب الاستثمارات السياحية لديهم حرص على لفت الانظار لخيارات أخرى بعيدة عن السياحة التقليدية ، مشيرا إلى إنه في الوقت الذي تظل فيها القاهرة مقصدا للسياحة التاريخية والدينية ، إلا أنها باتت تعرف مؤخرا بكونها مركز ريادي في مجال الرعاية الصحية ، جاذبة أعداد متزايدة من قاصدي السياحة العلاجية وبالأخص من منطقة الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى ، نبه الموقع إلى إنه في الوقت الذي تتراوح فيه نسب الاشغالات بالمنتجعات والفنادق في مدينتي شرم الشيخ والغردقة ومنطقة سهل حشيش ما بين 70 إلى 90 % خلال العام الجاري ، تعاني المنتجعات السياحة في جنوب سيناء بسبب إغلاق الطرق وتصاعد التحديات الأمنية في المحافظة.
ونقل الموقع عن الرئيس التنفيذي للشركة المصرية للمنتجعات السياحية محمد كامل قوله إنه برغم من تعافي السياحة ، إلا تظل هناك عراقيل يجب تخطيها ، مشيرا إلى أن انهيار قيمة الروبل الروسي آثر سلبا على القطاع السياحي ، نظرا إلى أن روسيا تأتي في المرتبة الأولى للسياحة الوافدة إلى مصر بنسبة تصل إلى 7ر19 % ".
وأكد كامل " إنه في ضوء ما عاناه الاقتصاد المصري على مدار الأربعة سنوات الماضية ، فهناك المزيد من الجهود التي يجب تبذل من أجل استعادة مصر مكانتها كالوجهة الاستثمارية الأكثر جاذبية في المنطقة بالنسبة للمستثمر المحلي والأجنبي على حد سواء".