بعد 70 عامًا على انتحاره.. "هتلر" بدأ رسامًا ومات سفاحًا
"إذا أخبرت أحد سرًا فقد أعطيته سهمًا قد يرميك به في يوم"، كان مبدئه الذي سار عليه ولم يخالفه يومًا؛ حيث عاش حياته غامضًا متوجسًا ممن حوله، ولم يقبل يومًا بالهزيمة، يربط دومًا بين الحرية والإدارة فيرى الأخيرة سلاحًا للأولى، فعظم من قيمة التاريخ ورأى أن بعض الناس يقرؤونه ولا يفهمون منه شيء.. إنه الزعيم النازي "أدولف هتلر" الذي تتزامن ذكرى وفاته اليوم في الثلاثين من إبريل.
رغم أن حياة الزعيم النازي "أدولف هتلر" كانت شقية في بدايتها إلا أنه استطاع أن يحفر اسمه في صفحات التاريخ كـ"سياسي ألماني"، ولد في النمسا، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم" الحزب النازي.
عام 1905 بدأ هتلر حياته في "فيينا" على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له، وتم رفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا، لأنه غير مناسب لمجال الرسم وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجال الهندسة المعمارية.
وفي عام 1907 توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عامًا، وبأمر من أحد المحاكم في لينز، أعطى هتلر نصيبه في الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام، حاول بعدها هتلر أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعدها أيضًا رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية.
ظهرت عليه ملامح رجل الدولة منذ صغره، حيث شغل منصب مستشار الدولة الألمانية عام 1933، واختارته مجلة "تايم" واحدًا من بين مائة شخصية تركت أكبر الأثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيمًا له في العام التالي، وبعد سجنه على إثر محاولة انقلاب قام بها عام 1923، استطاع أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية، وباعتباره واحدًا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرًا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا.
وفي عام 1933 تم تعيينه مستشارًا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية، وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بـ"المجال الحيوي" وقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف.
وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا بزعامة "هتلر" ودول المحور معظم قارة أوروبا عدا بريطانيا وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي.
وشهدت ألمانيا حنكة "هتلر" حينما كان مستشارًا لها، ففي عام 1938، أنهى هتلر الأزمة التي أصابت السياسة الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأقصى؛ والتي تتعلق بالاختيار بين الاستمرار في التحالف الصيني الألماني غير الرسمي والذي يرجع إلى عام 1911 أو الدخول في تحالف جديد مع اليابان.
وفي إحدى خطبه الشهيرة أمام "الرايخستاج"، تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بولاية "مانشوكو"؛ التي كانت احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة الاسمية عليها، وخافت معظم الدول من الاعتراف بها.
وتوفى هتلر عام 1945 في مثل ذلك اليوم، بعدما قام بالانتحار مع زوجته قبل ثلاثة أيام من سقوط برلين في يد السوفيت.