يوم الطبيب المصري.. لمن أخلصوا للمهنة والمريض فحق تكريمهم
في الوقت الذي يُتهم فيه بعض الأطباء لإهمالهم وتجاوزاتهم في حق المهنة ومرضاهم، والانتقادات الدائمة لهم كي يعتدلوا في أداء واجبهم، إلا أن هناك البعض الآخر والذي يفنى حياته في خدمة الطب بين الكتب والمراجع والأبحاث، متابعًا كل ما هو جديد في عالم تكنولوجيا العلاج والدواء، لذلك جاء يوم الطبيب المصري، الذي يوافق 18 مارس من كل عام، وكان شعار أول عيد للطبيب عام 1979
، "سنبني قصر العيني" وهو ما تم فيما بعد.
تأتي هذه الذكري لتكون السابعة والثلاثين للاحتفال بيوم الطبيب المصري، وكانت نقابة الأطباء قد اختارت ذلك اليوم؛ لأنه يوافق يوم إنشاء مدرسة الطب بقصر العيني عام 1828 بأبو زعبل منذ 187 سنة ليكون عيدا للطبيب، للاحتفال بالأطباء المتميزين، ويتم فيه تكريم رموز المهنة بالإضافة إلى عدد من الشخصيات العامة وشهداء المهنة، وكذلك وعدد من الإعلاميين والصحفيين البارزين في مناقشة قضايا الصحة.
والهدف من الاحتفال بيوم للطبيب المصري هو التذكير بأهمية دور الطبيب في المجتمع، دون النظر إلى الجنس أو النوع أو الحدود أو الديانة فمادام، لكن على أساس أنه مريض ولابد من علاجه ومسارعة إنقاذه بحكم ما يمليه عليه واجبه الوطني وكذلك الإنساني، والتأكيد علي دوره وأنه لا يجب أن ينظر إلي مهنته كحرفة يسترزق منها منحياً ضميره.
وجاء إنشاء مدرسة الطب في وقت لم يكن في مصر طبيب مصري مؤهل، بل كان الطب السائد هو طب البركة وطب الشعوذة والرقي والتمائم، وكان الحلاقون والحجامون هم الذين يباشرون العمليات والجراحية, وخلال عشر سنوات من إنشاء المدرسة تخرج فيها 420 طبيبا، وبعد ثمانية عشر عاما كان عدد الخريجين1500 طبيب, فترجموا ما يزيد علي الثمانين كتابا, وطبع من كل كتاب ألف نسخة في مطابع بولاق, وأرسلت نسخ من هذه الكتب الي اسطنبول والجزائر ومراكش وتونس وسوريا والعراق وإيران.
وانضمت فيما بعد مدرسة الطب إلي الجامعة المصرية في،1925 ووافق البرلمان في 1928 علي ميزانية إنشاء مستشفي فؤاد الأول، وسميت المدرسة كلية طب قصر العيني, وأنشئت كلية طب الاسكندرية عام1940 علي أكتاف أساتذة قصر العيني , ثم افتتحت كلية طب العباسية وبالتتابع وتدريجياً توالت التوسعات لإنشاء الجامعات وكليات الطب في مختلف محافظات الجمهورية.