محافظ مطروح بين إشادة الكبار وسخط المواطن والصغار
حالة من الترقب والانتظار يشهدها الشارع المطروحي، عقب الإعلان عن تغييرات في عدد من المحافظين، خلال الأيام القليلة القادمة، في ظل تضارب الأقوال بين الأهالي والقوى السياسية حول استمرار اللواء بدر طنطاوي، محافظ الإقليم في منصبه، من عدمه، إلا أن الرأي الأرجح يؤكد رحيل المحافظ في حركة التغييرات المقبلة.
ويعتبر "طنطاوي" من أهم الشخصيات التي حظت بقبول لدى الكبار في الآونة الأخيرة، وخاصة العمد والمشايخ والشعبيين، في حين يرى المواطن العادي أن المحافظ أخفق كثيرًا منذ توليه منصبه على مدار عام ونصف العام، وتجاهل البسطاء ممن لا يملكون وسيلة الاتصال بحاشيته، ورسخ كل جهوده لتلبية مطالب من يعتقد أنهم أصحاب الدعم والقرار لإبقائه في منصبة مدة أطول.
وعلى الرغم من أن صورة المحافظ كقائد الإقليم اهتزت بعض الشيء بداية العام الماضي 2014، بسبب السلبيات وتراكم المشكلات، إلا أنه ما زال يحظى بشعبية وتأييد بين كثير من مؤيديه، والذين يعتبرونه رجل وطني وابن من أبناء المؤسسة العسكرية ومدافع عن حق المظلومين والبسطاء من وجهة نظرهم، في حين يصفه رجل الشارع بـ" الفشل".
ويقول شريف أبو العاصي، رئيس المجلس المحلي السابق، إن طنطاوي، فشل في التصدي للعديد من المشكلات وأهمها خطة الكهرباء والتي لم تنفذ حتى الآن بمناطق السوينان ووادي العشيفي وأبولهو الجنوبي وعمر بدر ولواج 2 وأولاد الحمر بمنطقة أولاد موسى، كما فشل في توفير مواصلات لطلاب مدينة النجيلة وقراها القبلية والبحرية، ما تسبب في تسرب عدد كبير من الطالبات من التعليم، وعزوف بعض الطلاب، وكذلك عدم انشاء وحدات صحية جديدة ونقص بالقديمة بمناطق النجيلة وقرى مطروح وبراني والعلمين وانهيار بمنظومة التعليم، ووصف أبو العاصي، من يدافعون عن المحافظ بأصحاب المصالح ، ولا يعنيهم مشكلات المواطنين.
ويؤكد عيسى بو عيسى القناشي، أحد النشطاء، إن طنطاوي، يتمتع بالطيبة والتعاطف مع مشاكل الفقراء، ولكن ما ساهم في إخفاقه هم شلة الوسطاء والمطبلاتية الذين يلتفون حول كل محافظ منذ سنوات وقبل ثورة يناير، وأغلبهم فلول الوطني المنحل ورجال كل العصور، ولذلك تحكمت المصالح والمحسوبيات في برنامج عمل المحافظ دون أن يدري، وأدار معاونوه الأمور من وراء ظهره ، ويتكتمون فيما يعرض على المحافظ من عدمه.
ويضيف القناشي، أن المواطن بمطروح ينتظر محافظا ينتشله من كبوة الانهيار الاقتصادي والسياحي وهو ما يميز المحافظة، ويحقق له متطلبات العيش والحياة الكريمة دون النظر إلى معاونيه لأنهم أفشلوا من سبقوه بسبب سياستهم في عرض الأمور و"كله تمام يافندم".
يذكر أن من أهم الإنجازات التي تعد للمحافظ الحالي، نقل الأسواق العشوائية والبدء فى إنشاء المدينة السكنية لمتضررى المحطة النووية والمشروع النووى بالضبعة، وتسليم الأرض للقوات.
كما نجح محافظ مطروح فى إنهاء النزاع مع أكبر المشروعات الاستثمارية التابعة لأحد الشركات الاستثمارية الإماراتية بمنطقة الساحل الشمالى بعد توقف المشروع لمدة 7 سنوات كاملة، حيث يمثل المشروع أهمية كبيرة لأبناء المحافظة بمنطقة سيدى عبد الرحمن ومدينة العلمين لتوفير فرص عمل للشباب.
كذلك تم الانتهاء من إنشاء كوبرى فوكة والذى يبلغ طوله 2039 كيلو مترًا وعرضه 26 مترًا، بتكلفة 89 مليون جنيه، والذى كان يمثل مشكلة كبيرة لأهالى المحافظة وزائريها بوقوع العديد من الحوادث، فضلًا عن إنشاء مكتبة مطروح العامة، والتى تنتظر قدوم رئيس الوزراء لافتتاحها، رغم ما تشهده عملية الإنشاء من فساد وتعطل الافتتاح لـ 4 سنوات.
أما عن السلبيات فأبرزها مشكلة تمليك الأراضي وتقنين أوضاع واضعي اليد والذى تمثل أكبر مشكلة لأهالى المحافظة، كذلك مشكلة الصرف الزراعى والمياه الجوفية بواحة سيوة، والتي تبلغ مساحتها 94263 كم2 ويبلغ إجمالى عدد السكان بها 17 ألف نسمة، من المشكلات التى تواجة الزراعة بالواحة بسبب زيادة ملوحة التربة وزيادة كميات المياه بعد حفر العديد من الآبار العشوائية، وعدم السيطرة على شركات البترول بالقياس بالمحافظ الأسبق محمد الشحات والذي أفاد المحافظة كثيرًا وسيطر على تلك الشركات.
كذلك فشل المحافظ في إصلاح القطاع الصحي، وتطوير أداء المستشفيات، والذى يعد من أهم الملفات، وتردي مستوى مدارس القرى والمراكز البعيدة، من أهم المشكلات المستمرة على أرض المحافظة وفشل قيادات التعليم مع تركيز المحافظ على المدرس فقط وعملية الحضور والغياب، وتحكم قيادات بعينها على رأسهم سيدة بالتعليم وتسوية حالات العاملين وتجاهل البعض ممن حصلوا على مؤهلات دون تدخل من المحافظ صاحب القرار.
ويعد أيضا ملف التخطيط العمراني، من أكثر الملفات الشائكة بالمحافظة، وعدم توصيل مرافق أو خدمات وتوقف مد شباكات مياه الشرب والصرف الصحي بالأحياء السكنية بمدن المحافظة، خاصة بمدينة براني، إضافة إلى نقص المياه، وفشل المحافظ في إزاحة رئيس الشركة رغم المطالبات، وعدم وجود مشروعات للشباب خاصة بمدن السلوم والنجيلة وبرانى مع تراجع العمل بالتجارة بين مصر وليبيا بسبب الاضطرابات التى تشهدها الجماهيرية الليبية وعدم وجود مصدر رزق بديل، وكذلك تراكم القمامة وعدم وجود أي صيانة للشوارع أو تجميل للمدينة نهائيا.