أغاني الموالد والأعياد.. تراث "وطنى" يقاوم أفيون " المهرجانات"
عرفت مصر الغناء البلدي منذ مئات السنين، وانتشر في الأفراح والمناسبات الدينية الخاصة كـ"الموالد" و"الأعياد" وغيرها من المناسبات، وخاصة في الأقاليم وقرى الصعيد المختلفة.
ويعتبر الغناء البلدي من أرقى ما تسمعه الأذن في وقتنا هذا الذي انتشرت فيه العديد من الأغاني الشعبية "غير المفهومة" في كثير من الأحيان، حيث يلجأ الكثير من المصريين للعودة إلى هذا النوع من الطرب الأصيل تنقية لأسماعهم مما يقابلونه في حياتهم اليومية من أنواع شاذة تحتوي على كلمات وألفاظ خادشة للحياء
ومع التطور التي تشهده البلاد في كل المجالات، وانتشار الأغاني الهابطة، من مهرجانات، وأغاني شعبية مليئة بالكلمات البذيئة؛ لم يعد للغناء البلدي مكانا وسطها.
موضوعاته من أحداث الواقع
استلهم الغناء البلدي موضوعاته من واقع الأحداث التي نعيشها وصيغت في قالب قصصي مما جعله نمطا غنائيا قائما بذاته، كما أنه كان يعالج بعض خصائص التميز على اختلاف ألوانها.
اعتمد المطربون على تميز وضعهم الفني، ليس من الناحية التي تتعلق بالأداء وأساليبه فقط وإنما من ناحية أثره على تشكيل سمعتهم الفنية والاجتماعية وكانوا دائما ما يبحثون على المستمع لهم، لثقتهم في أن المستمع هو من يبحث عنهم لحسن ما يلقونه من كلمات وأغانٍ معبرة مستلهمة من واقع الحياة.
أشهر مطربيه
اشتهر العديد من النجوم بالغناء البلدي الذين برعوا في هذا الغناء وقدموا له كل العطاء حتى أصبحوا من ألمع نجوم الغناء البلدي وكان من أبرزهم.
"فاطمة عيد"
وتعتبر المطربة الشعبية الكبيرة فاطمة عيد، من أكبر المغنيين في مجال الغناء البلدي التي مازال الشعب يردد أغانيها حتى الآن، ولدت في مدينة الزقازيق ودرست في مدرسة الابتدائية وكانت تغنى في حفلات عيد الأم بالمدرسة، وذهبت إلى القاهرة وعمرها 14 سنة وسمع لها الشاعر مصطفى الطائر، وكانت تغنى وتطبل على "الترابيزة" والتحقت بمعهد الموسيقى قسم الأصوات، وقدمت العديد من الأغاني البلدية الشهيرة والتي بلغت ما يقرب من 800 أغنية وشاركت في العديد من المسلسلات التليفزيونية مثل، أبو زيد الهلالي، وزهرة في حضن الجبل، صرخة بريء، وغيرها.
أبو دراع
وهو المطرب محمد المحلاوي أبو دراع، من أبناء مدينة المحلة الكبرى، ورحل إلى القاهرة عام 1935 وعمل بائعا للجرائد لمد 6 أشهر حتى التقى بالحاجة زينب والمطرب محمد العربي "الكبير" والذي تتلمذ على يدهم، وشاركهم في الليالي الفنية التي كانت تقام كل يوم خميس لمدة 20 عاما، كما شارك أبو دراع في السرادقات التي تقام في ليالي شهر رمضان في حي الحسين، إلى جانب المسرح الشعبي والمسرح العسكري، وأصبح من أكبر مطربي وملحني الغناء البلدي في مصر.
السيد فرج السيد
المطرب الشعبي الكبير "السيد فرج السيد" اشتهر بمصاحبة الربابة في غنائه البلدي وشارك في أعمال إذاعية منها أوبريت "علي بابا" في دور الراوي الشعبي، كما غنى في أحد المشاهد بفيلم "الفتوة".
أشهر مؤلفيه
ارتفع عدد مؤلفي الغناء البلدي في مصر مع اشتهاره وازدياد عدد مطربيه، وكان من أبرزهم "الريس بيرة" وهو خليل محمد خليل، من أبناء حي الحسين بالقاهرة.
قرأ "خليل" القرآن في الكتاب وألف ولحن وغنى وهو طفل أغنية بكى فيها سعد زغلول ويقول مطلعها" على روح الأموات.. يا عطشان سبيل" وتخصص المؤلف في تقديم اللون الصعيدي ابتداء من عام 1943، وقدم هذا اللون في الإذاعة المصرية كما غنى اللون النوبي والجعفري في كل مكان.
زكريا الحجاوي
اسمه زكريا عبد الرحمن الحجاوي، من أبناء المطرية بالدقهلية، والتحق بمدرسة الفنون والصناعات وجمع الملاحم الشعبية من كل مكان في مصر، وقدمها للإذاعة والمسرح الشعبي والتليفزيون والسامر وفى سرادقات وزارة الثقافة في ليالي رمضان والموالد وقدم ألوانا تنوعت فيها الآلات الموسيقية الشعبية.
أشهر ملحنيه
كما اشتهر ملحنو الغناء البلدي المصاحبون له في كل مكان ومن أبرزهم "شفيق الشايب" الذي ولد في الشرقية والتحق بكلية الشرطة وتخرج عام 1964 واعتمد ملحنا بالإذاعة عام 1976 بألحان شعبية لزوجته المطربة فاطمة عيد ومن أعماله "عشمتني بالحلق، يا بيضة بياضك تللى" وغيرها.
زاهر عبد الحميد
كما بدأ زاهر عبد الحميد التلحين في عام 1964 في إذاعة الإسكندرية، وكانت أغنيتا "لعبة الحب، وإسكندرانية" من أول ألحانه، ثم لحن لشريفة فاضل" أبو الحسن"، ومحمد العزبي "روايح " ولحن للإذاعة مسلسل بعنوان "لعبة الحياة" من غناء سماح.