رئيس "الفنون الشعبية" في حوار خاص لـ "الدستور": عدم وجود خطة للعمل أبرز مشكلة تواجه الفرق الفنية (1-3)
منذ توليه رئاسة البيت الفني للفنون الشعبية، وأصدر الشاعر مسعود شومان العديد من التصريحات الصحفية التي تشير نحو سعيه لإعداد استراتيجية عمل جديدة تخلص البيت الفني من العديد من المشاكل.
وكان مسعود شومان قد تم إنهاء ندبه كرئيس للهيئة، منذ عدة أسابيع، وذلك بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإداري بإلغاء قرار تعيينه كرئيس لإدارة مركزية بوزارة الثقافة، وهي الدرجة السابقة اللازمة لتعيينه رئيسًا للهيئة العامة لقصور الثقافة. وإثر صدور الحكم كلفه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة برئاسة البيت الفني للفنون الشعبية لحين البت في الحكم الصادر ضده.
وفي أول حديث صحفي له كرئيس للبيت الفني يكشف "شومان" للدستور النقاب عن مشروعه الجديد الذي يتمحور حول توثيق أنشطته ومسيرات الفنانين بالبيت الفني وكيفية استثمار موارده بالشكل الأمثل كما يتحدث باستفاضة عن قضية "قصور الثقافة" وكافة الإجراءات التي أتخذها لإتمام حقه في التقاضي وإرجاع الحقوق إلى أصحابها، وإلى نص الحوار...
ما هي المشاكل التي تواجه فرق البيت الفني للفنون الشعبية؟
أبرز مشكلة هي غياب الإستراتيجية، فلا توجد خطة واضحة لتنظم عمل الفرق، حيث من الصعب أن نعرف بالتحديد متى ستبدأ هذه الفرقة عملها ومتى تنتهي منه تلها مشكلة كبر سن أعضاء بعض الفرق مثل فرقتي رضا والقومية مما يصيبهم من عدم المقدرة على أداء أدوارهم بالشكل الأمثل لأن الرقص له سن معين، والبيت الفني في نفس الوقت في حاجة إلى تقديم رقصات جديدة تحتاج لاستقطاب أعضاء جدد وهذا ليس متوفر مع الحظر الموجود على التعيين، بينما المشكلة الأخيرة تتلخص في نقص الموارد التي تلبي احتياجات الفرق من أزياء وآلات موسيقية ومعدات وصيانة دائمة للمسارح.
وما الصعوبة في استقطاب الأعضاء الجدد ولو حتى على سبيل التدريب؟
لا أحد يريد أن يعمل بدون مقال مادي، غير أن اللوائح تحتم علينا أن نضع هؤلاء المتدربين تحت بند مالي، وهذا غير متوفر في الوقت الحالي بالتزامن مع قرار حظر التعيينات الصادر من رئاسة الوزراء، فأمر المتدربين ليس قانوني بتاتاً فمن سيتحمل مسئوليتهم حينما يتعرضون للمخاطر، ولكننا نحتاج إلى آلية قانونية جديدة تتيح التعاقد لأعضاء جدد مثلما يحدث في المسرح تعاقدات لمدد محددة أو تعاقدات على رقصات معينة ومن يتم تنفيذ عمله ببراعة ببراعة نجدد التعاقد معه.
منذ سنوات ولم يؤسس البيت الفني فرق جديدة؟
تأسيس فرق جديدة يحتاج إلى إجراءات عديدة ليست في مقدورنا حالياً، ولكن البيت الفني يرحب بكل من يرغب في العرض على مسارحه شريطة أن تندرج هذه العروض تحت إطار الفنون الشعبية ولا تحيد عن أهداف البيت الفني.
منذ توليك رئاسة البيت الفني أعلنت عن إستراتيجية جديدة تغير مسار العمل به، فما تصورك؟
البيت الفني هو القطاع الأكثر إنتاجاً والأعلى في تحقيق إيرادات بين قطاعات وزارة الثقافة وتصوري يتمحور حول كيفية استثمار تلك الإيرادات من خلال الموارد المتاحة.
وما الخطوات التي اتخذتوها في ذلك الشأن؟
سيكون ذلك مبنياً على أساس علمي من خلال إدارة الدراسات والبحوث التابعة للبيت الفني فهذه الإدارة منذ أن تأسست لم تكن تلعب دور بحثي بل كانت تلعب دور توثيقي فقط، وحينما اجتمعت بهم وجهتهم إلى البحث وبالتحديد في مجال البحث الميداني حيث تمد هذه الفرق بما يتعلق بالعادات والتقاليد والكماليات المتعلقة بالرقصات التي يعرضونها، أيضاً سنقوم بتأسيس مكتبة تختص بكتب عن الفنون الشعبية والفلكلور وطلبنا من وزارة الثقافة أن تمدنا بالكتب الهامة في هذه الفنون.
منذ عدة أيام توفى لاعب بلياتشو بالسيرك القومي ولم تعثر الصحف على سيرة ذاتية له لوجوب نعيه، فإلى متى سيظل البيت الفني مقصر في توثيق أنشطته ومسيرة فنانيه؟
أتفق معك في أننا لا نملك قاعدة بيانات ولا آلية لتكريم هؤلاء الفنانين ولكننا بدأنا في عمل قواعد بيانات لكل الفنانين سواء على مستوى السيرك القومي أو الفرق الاستعراضية وهذا سيفيدنا كثيراً في توفير كافة المعلومات لجمهور هذا الفن وإعطاء هؤلاء الفنانين حقهم في النجومية والشهرة، أيضاً بدأنا في استحداث آليات تكريم للعلامات البارزة في مسيرة الفنون الشعبية، وقد أعلنا منذ أيام عن تكريم الفنان محمود رضا، وأطمح أن أشرع في عمل معجم للفنانين البارزين والمتميزين مثلما يحدث في جميع دول العالم.
وهل هناك مواعيد محددة للانتهاء من هذا المشروع؟
أنا أجتهد ولا أحد يتعاون معي ولا أحد مهتم، لكنني بدأت بالفعل في إعداد الاستمارات وأناشد جميع الفنانين للتعاون معنا في هذه المسألة، لأننا لا نستطيع التطور بدون إحصائيات ووثائق، وتواجهني مشكلة في تحديد من سيقومون بعمل هذه الأرشفة فالإمكانيات ضعيفة جداً، فأنا لا أملك جهاز كمبيوتر على مكتبي.
وكيف ستقومون على إنجاز تلك المشروعات ورئيس البيت الفني نفسه لا يمتلك جهاز كمبيوتر على مكتبه؟
كل ما أفعله أنني أحاول التفاؤل حتى أستطيع أن أنفذ ما أخطط إليه، بالتأكيد سنحصل على أجهزة كمبيوتر لجميع العاملين، ولكن كل شيء في البلد يحتاج إلى وقتاً طويل بسبب البيروقراطية والأوراق الرسمية، ونحاول أن نحل هذه المشاكل البسيطة باللقاءات المباشرة بعيداً عن تعقيدات الأوراق الرسمية.
الفنان عماد سعيد رئيس البيت الفني الأسبق أعلن أكثر من مرة عن إنشاء مدرسة لتعليم فنون السيرك، فما مصيرها الآن؟
بحثت عن هذا الورق المتعلق بالمدرسة ولم أجده ومازلت أجري البحث عنه، وأظن أنه كان هناك حلم نأمل أن يتحقق في الواقع فكان المراد إقامة مدرسة في السيرك تكون تابعة لأكاديمية الفنون بحيث يورد للسيرك فنانين في كل الألعاب، ورغم أن هذا لم يحدث في أرض الواقع لكنني لا استطيع أن أمنع نفسي من التساؤل عمن الذي سيقوم بالتدريس؟، وما هي المناهج التي ستدرس هل ملامحها ستكون شرقية أم غربي؟ ومن سيضعها، كل هذه أسئلة يجب أن نضعها في الحسبان قبل البدء في تنفيذ أي شيء فالأمر ليس بالهين.
(تابع الجزء الثاني من الحوار)