رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد غزة ومستقبل اجتياح الضفة الغربية وتهويد القدس: مفهوم ترامب للسلام فى المنطقة

فى ظلال ضبابية الأزمات فى المنطقة، تعيد الإدارة الأمريكية التى يرأس توجهاتها، ومساراتها الرئيس الأمريكى ترامب، هناك أسئلة جيوسياسية أمنية، سؤالها الأساس:

ماذا يحدث فى المنطقة بعد غزة.. وهل الآتى مرتبط جوهريًا، مع البعد السياسى والأمنى، بما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى من اجتياح همجى، فى محاولة لإعادة فتح جبهة دامية خطيرة داخل فلسطين المحتلة، رهان السفاح نتنياهو، مع جيش الكابنيت المتطرف، وحلم إعادة تشكيل واقع ومستقبل الضفة الغربية، الاجتياح فى مدن الضفة الغربية، وتحديدًا مخيم جنين، والمدن الأخرى الذى يستمر دون حدود، الخطير أن هذا الاجتياح مفتوح على كل الاحتمالات، وهو يدخل الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس ترامب فى رؤية عن [مفهوم ترامب للسلام فى المنطقة].

 

الاجتياح الاصطدام مع خطة ترامب لمسار الأحداث فى غزة، بعد الاتفاق، تحديدًا المرحلة الثانية، وأيضًا ربط المسارات وفق الوقائع السياسية والأمنية فى لبنان بعد اقتراب تنفيذ اتفاق وقف الحرب فى لبنان، والانسحاب الإسرائيلى من كل حدود جنوب لبنان. 

المسارات ترنو إلى فصل بعض النتائج عن بعض، أى أن الحدث السورى يعتبر أمريكيًا وإقليميًا وأمميًا، حالة منفصلة، برغم هيمنة البعد الأمنى بين الوجود العسكرى الإسرائيلى فى مناطق سورية حساسة أمنيًا بالنسبة للبنان وسوريا وفلسطين المحتلة، ودول جوار فلسطين المحتلة.

 

الاصطدام هنا يترك المنطقة تدور فى فلك القضية الفلسطينية ومستقبل الدولة، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، والواضح عمليًا أن المرحلة الجديدة، بكل ضبابيتها، تحيط بما على طاولة الرئيس ترامب، والإدارة الأمريكية والبنتاجون عن مستقبل منطقة الشرق الأوسط التى هى ميراث رئيس أمريكى سابق، صنع الحرب ودعمها من غزة وصولًا إلى كل الجبهات التى فتحت النار والدعم بين مقاومة وإسناد.

 

عن أى سلام والحرب مشتعلة؟..

 

الحقيقة العملية أن إرادة ترامب عن مفهوم «صناعة السلام»، يريدها المشروع السياسى للإدارة الأمريكية، وفق محددات هى:

 

أولًا:

استكمال مسار اتفاقات إبراهام، وفرضها على المزيد من الدول العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.

 

ثانيًا:

تحقيق تحوّل فى مواقف الدول العربية التى فى نطاق الجوار الفلسطينى، لبنان وسوريا، والأردن ومصر، بالارتكاز إلى كل التطورات التى حصلت منذ الحرب العدوانية على غزّة ورفح والضفة الغربية والقدس.

 

ثالثًا:

وضع شعار ترامب بإعادة إحياء مفهوم «أمريكا العظمى أولًا»، ضمن استراتيجيته تعتبر أن المنطقة المشتعلة، بداخلها دول الشرق الأوسط، حتمًا وجيوسياسيًا وأمنيًا وحتى اقتصاديًا، منطقة نفوذ أمريكى بشكل كامل حسب الطريقة الأمريكية للنفوذ الضاغط، الذى ليس شرطًا أن يحقق «سلامًا» مستدامًا لدول المنطقة، بقدر ما هو قد يحقق السلام لدولة الاحتلال الإسرائيلى هناك أى فرصة سياسية أو دبلوماسية لغير ذلك.

 

رابعًا:

إدارة ترامب السياسية والاقتصادية والأمنية لشئون المنطقة ودول الشرق الأوسط تعمل، وهذا ليس سرًا، على تحضير الرؤية للمرحلة التالية لمآلات جبهات الحرب القائمة فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ومحاور الإسناد والمقاومة التى تراقب الوضع.

 

خامسًا:

مفهوم ترامب قد يتحول وفق الآتى، فكل يوم بعد دخول ترامب البيت الأبيض، هناك اصطدام جديد مع السفاح نتنياهو، ومنذ انتخاب ترامب إلى اللحظة، كان يطالب بضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة وفى لبنان قبل دخوله إلى البيت الأبيض، ليطلق مساره للسلام وفق مفهومه، لكن اجتياح الضفة الغربية واستمرار اقتحامات القدس مع خلط الأوراق من جديد.

 

مفهوم ترامب للسلام لا علاقة له بحقوق الدول والشعوب.. كيف؟

 

إذا أردنا فهم الآتى على منطقة الحرب ونزاعاتها وخرائط التغيير القسرى، يقرأ بعض إحداثياتها الكاتب والمحلل السياسى منير الربيع، رئيس تحرير موقع المدن الإعلامى فى لبنان، الذى يعيد للأذهان طبيعة ومسارات وتحديات مشروع ترامب، أو بحسب الوصف:

مفهوم ترامب للسلام، الذى يراه مرتبطًا جذريًا وأمنيًا بالمعنى الاقتصادى، وليس له أى [علاقة بحقوق الدول والشعوب ولا بالحقوق السياسية. فهو لا يعنى السلام بالمفهوم القيمى أو الأخلاقى أو الحقوقى الذى كانت الولايات المتحدة الأميركية تقدّم نفسها كراعية له]، وزاد الربيع: بل هو [يمثّل انقلابًا على كل الثوابت الأمريكية، فيرفض للسلام أن يكون مرتبطًا بحقوق الشعب، أو حق تقرير المصير، أو حقوق الإنسان، وحسن الجوار بين الدول].

 

وعن ماذا يعنى ذلك جيوسياسيًا أو أمنيًا أو دلالته بالنسبة لاستكمال السلام، بين دول المنطقة ودولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، هو عنصر مسهّل أو مكمّل للصفقات وعالم البزنس ونظرته إليه من منظور اقتصادى صرف، والغاية، بحسب الربيع: [هى إسكات الشعوب بالخدمات البسيطة وبحدودها الدنيا، فى مقابل إبعادها عن الممارسة السياسية أو تحقيق أى تطلعات ذات بعد وطنى]، والمنظور هنا خطير، داعم بطريقة أو أخرى للكيان الصـهيونى.

 

والخطر القادم ينطلق من اجتياح الضفة والسكوت عنه من أمريكا.

 

لا يمكن تفسير السكوت المستهجن من مواقف الإدارة الأمريكية، عن تزامن اجتياح الضفة الغربية والقدس، مع استمرار الحوار حول تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ورفح، وأيضًا مستقبل استكمال اتفاق لبنان، لعملية استقرار الأوضاع الخطرة فى سوريا اليوم بعد انهيار دولة الرئيس الأسد، والدعم الظاهرى الهش فى واقع مشروع دولة الشرع/الجولانى، التى قد تنفجر فى أى وقت، والظروف الإقليمية مواتية.

 

ووفق تحليل الربيع، تبدو ملامح مشروع ترامب للسلام، وتتكشف، مع الإشارة إلى أن دوائر قراره تنظر إلى تعقيدات أساسية تتصل بالمسار السورى؛ وهذا لا يمكن أن يستقر بعيدًا عن استقرار فلسطين المحتلة، وكبح مشاريع السفاح نتنياهو، الذى يخطط لخلط أوراق القضية مع أزمات دول الجوار الفلسطينى.

 

والنظرة المثيرة للجدل الجيوسياسى الأمنى أن الإدارة الأمريكية تمسك بملفات متعددة، محاورها:

 

 

١:

 

إلى جانب سوريا، هناك مسار يُراد فتحه للبنان أيضًا، مع تأكيد أمريكى حول الرغبة فى فصل المسارين عن بعضهما البعض، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقًا، حيث ارتبط البلدان بمعادلة وحدة المسار والمصير.

 

٢:

لا بد من إطلاق مسار جديد لتسوية لبنانية من دون تأثير التعقيدات السورية عليها، ومن دون أى أثر لضغوط سورية لدفع لبنان إلى رفض التفاوض مع إسرائيل، طالما أن سوريا لم تدخل فى هذه المفاوضات.

 

٣:

هناك مساران يضعهما فريق ترامب للتسوية التى يراد العمل عليها لبنانيًا، وهى بالتالى، وفق تحليل المدن، تقوم على:

 

أ-المسار الأول:

عملية الترسيم البرى وإنجازها تقنيًا، وهى ستنطلق بعد تطبيق اتفاق وقف النار، وتجديد اجتماعات اللجنة الثلاثية فى الناقورة لإنجاز النقاط العالقة، وسط معلومات عن وجود أساس واضح لهذا المسار، ويمكن إنجازه خلال فترة سنة تقريبًا.

 

ب-المسار الثانى:

فلسطينى؛ ربط ملف التفاوض اللبنانى الإسرائيلى بالتفاوض حول إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية وفق رؤية ترامب.

 

٤:

ما يخطط له بداية، يُراد لفلسطين أن يتم إنتاج سلطة جديدة، تبنى على ما سيحصل فى قطاع غزة، للاتجاه نحو مسار يسميه ترامب «السلام»، من خلال تشكيل سلطة انتقالية تفاوض على كيان فلسطينى وليس دولة فلسطينية.

 

استنادًا لكل هذه العمليات من التخطيط المسبق، وفق تجارب ترامب فى رئاسته الأولى، وصولًا إلى اليوم، وما شكلته معركة طوفان الأقصى فى السابع من تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣، ستكون، ضمن التصورات المعلن عنها جزئيًا، أن حسن إيقاف الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح وتجربتها ما بعد الحرب- مدى استمرار اتفاق هدنة غزة- وإنتاج السلطة الجديدة فيها، لهذا تريد الإدارة الأمريكية أن تتم دراسة آفاق ما بعد الحرب، أو إيقاف الحرب، بحيث تكون هى المختبر الأساسى، وفق تحليل الربيع، الذى لا بد له أن ينعكس على وضع الضفة الغربية وإعادة تشكيل سلطة فيها. وذلك بهدف حكم كيان «ما دون الدولة الفلسطينية وما فوق اتحاد تجمع شتات البلديات الفلسطينية فى الضفة الغربية والقدس»، والنتيجة التى ستثير الحراك السياسى والدبلوماسية فى المنطقة ودول جوار فلسطين، لأن ما قد يفجره ترامب: أى شكل من أشكال السلطة الذاتية، كيان غير مكتمل الأركان لحكم ذاتى، ويكون بإشراف دولى، ولا يكون لديه سلاح أو مواطنة فعلية، وهو نموذج لن توافق عليه الدول العربية والإسلامية، وربما الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى.

 

اجتياح الضفة الغربية.. جنين البداية

 

الصمت الدولى والعربى والأممى ترك دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية تستمر فى ترك يد السفاح نتنياهو، والكابنيت وحكومة الاحتلال المتطرفة تنفذ مشاريعها فى اجتياح عنيف، البداية فيه إبادة تتجدد فى مخيم جنين، النتائج 63 شهيدًا وجريحًا بـ3 أيام من العدوان، والحدث أن الاحتلال يحرق المنازل فى مخيّم جنين ويهجّر سكانه.

 

لليوم الثالث على التوالى، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عمليته العسكرية التى أسماها «السور الحديدى»، فى جنين ومخيمها، فى الضفة الغربية المحتلة، موقعًا المزيد من الشهداء والجرحى، ومخلفًا دمارًا هائلًا فى المنازل والبنى التحتية فى المدينة، ومجبرًا المئات من مخيم جنين على النزوح تحت تهديد السلاح، بعد أن قام بقطع الكهرباء عن المخيم ومحيطه، ودفع، منذ الاجتياح وإلى اللحظة، الكابنيت يتحرك بتعزيزات عسكرية إلى جنين ومخيمها.

وتشير التسريبات الإعلامية إلى ما نفذته قوات الاحتلال، من اقتحامات ومداهمات واسعة فى مناطق مختلفة من الضفة، تخللتها مواجهات واعتقالات طالت عددًا من الفلسطينيين، ردّت عليها المقاومة بتفجير عبوات ناسفة بالآليات المقتحمة.

كما فرض جيش الاحتلال حصارًا كاملًا على مدينة جنين وأغلق مخيمها، وأسفر العدوان على عموم جنين ومخيمها عن 13 شهيدًا، بينهم طفل، وأكثر من 50 إصابة بجراح متفاوتة بينها خطيرة، وفق مصادر طبية فلسطينية رسمية.

وقال مدير مستشفى «الرازى» فى جنين، فواز حماد، إن معظم الإصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلى، التى تصل المستشفى، إما خطيرة أو بالغة الخطورة، مبينًا أن هناك إصابتين خطيرتين جرّاء الاشتباكات أمام المستشفى.

وأحرقت قوات الاحتلال الإسرائيلى عددًا من منازل المواطنين فى مخيم جنين، فيما حولت منازل أخرى إلى ثكنات عسكرية، وأرغمت مئات العائلات الفلسطينية على الخروج من المخيم، وعمدت إلى إخضاع الفلسطينيين لإجراءات تفتيش مشددة، منها تعرية الشبان تمامًا، وأفادت مصادر محلية بـدوى انفجارين كبيرين سمعا فى مخيم جنين، فيما دفع الاحتلال المزيد من التعزيزات العسكرية والجرافات إلى أطرافه.

واعتقلت قوات الاحتلال 11 فلسطينيًا، بينهم والدتا شهيدين، وواصلت جرافاته تدمير البنى التحتية ومدخل المستشفى الحكومى فى جنين، كما حاصرت مستشفيات المدينة، وقيّدت حركة الطواقم الطبية.

كما اقتحم جنود الاحتلال المبنى الذى يتواجد فيه مكتب تليفزيون فلسطين، فى مدينة جنين، بعد إبلاغ الطاقم بمنع التليفزيون من التصوير وتغطية العدوان الإسرائيلى على جنين ومخيمها.

وقال جيش الاحتلال إنه اغتال المطاردين محمد أبوالأسعد وقتيبة الشلبى، بعد اشتباك مسلح استمر لساعات عدة، فى بلدة برقين غرب جنين، واحتجز جثمانيهما، وأضاف أنه قضى مع «الشاباك»، على منفذى عملية الفندق فى قلقيلية، التى أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين، بينهم شرطى. واعترف بإصابة جنوده خلال العملية، فى بلدة برقين غرب جنين، إضافة إلى تجديد سيناريوهات الاجتياح الدموى التى يعمل عليها الكابنيت.

 

وما زالت سياسة تهجير سكان مخيم جنين؛ وفق محافظ جنين كمال أبوالرب، من أن المئات من سكان مخيم جنين، فى شمال الضفة الغربية المحتلة، غادروا منازلهم،، بعد تهديدات أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلى عبر مكبرات صوت ثبتت على طائرات مسيّرة، مطالبًا بالإخلاء.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال قطعت الكهرباء عن مخيم جنين وأجزاء واسعة فى محيطه، الأمر الذى أدى إلى انقطاع التيار الكهربائى عن مستشفى جنين الحكومى وابن سينا. 

وأكد أبوالرب أن الاحتلال يمنع وصول الوقود إلى المستشفيات لاستعماله فى تشغيل المولدات الكهربائية، لافتًا إلى أنه يتم العمل بالوقود المتوفر حاليًا فى مولدات المستشفيات، وتجرى محاولات لإدخال المزيد من الوقود حتى لا يتم قطع الكهرباء عن غرف الطوارئ وقسم غسيل الكلى والحضانات.

 

المقاومة فى مخيم جنين

مخيم جنين ليس هو النموذج المطلوب إبادة حاليًا، فالتاريخ يذكر حجم وقوة المقاومة الفلسطينية، ووجود عديد الفصائل والتنظيمات، التى تتحرك لحماية جنين وكل الضفة الغربية، وفى المقابل، أعلنت المقاومة الفلسطينية، فى مخيم جنين، منها: «سرايا القدس» و«كتائب القسام»، عن أنها تتصدى للعدوان، وقالت إنها فجّرت عبوات ناسفة فى آليات الاحتلال العسكرية، و«أمطرت» جنود الاحتلال بالرصاص فى أكثر من محور.

وقالت كتائب القسام إن عناصرها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقنابل المحلية الصنع فى بلدتى عرابة وفحمة غرب جنين.

وذكرت، فى بيان، أن «مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة بجرافة إسرائيلية عسكرية، قرب سينما جنين، وسط المدينة»، وخاضوا اشتباكات ضارية مع قوات العدو بالأسلحة الرشاشة والقنابل محلية الصنع، غربى جنين.

.. وبرزت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، فى بيان: «تمكن مقاتلونا من تفجير عبوة ناسفة موجهة من نوع سجيل بآلية عسكرية فى محور الجلبونى محققين إصابات مؤكدة»، مشيرة إلى أنه تم إيقاع قوات الاحتلال وآلياتها فى كمائن عدة.

 

ورغم المقاومة وظروفها، قال نادى الأسير الفلسطينى إن قوات الاحتلال الإسرائيلى تنفذ إعدامات ميدانية فى جنين ومخيمها، مشيرًا إلى اعتقال 25 فلسطينيًا منذ الاجتياح، فى الضفة الغربية.

وأوضح، فى بيانات متتالية، أن حملات الاعتقال والتحقيق الميدانى انتقامية وعقاب جماعى للفلسطينيين لتقويض المقاومة، كاشفًا عن أن بين المعتقلين سيدة وأسرى سابقين.

ولفت النادى إلى أن الجيش الإسرائيلى «شن حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات فى مدينة جنين ومخيمها، ترافقها عمليات تدمير للبنية التحتية، وتنكيل وتخريب وعمليات إعدام ميدانية»، مشيرًا إلى أن «عمليات الاعتقال توزعت على محافظات الخليل جنوب الضفة، ونابلس وطولكرم فى مناطق الشمال، ومدينة رام الله والقدس، فى وسط الضفة وهى تمتد مع وجود كثافة آليات أسلحة جيش الاحتلال الإسرائيلى.

 

تزامن مستقبل اتفاق غزة مع اصطدام نتائج الاحتيال سياسيًا وأمنيًا

 

الوضع الميدانى ما زال ملغومًا، ضغط السفاح نتنياهو، الكابنيت، وموقف الإدارة الأمريكية والبنتاجون الصامت، عدا عن غياب أى قوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن.. ومع ذلك، يتم نشر تسريبات عن بنود جديدة عن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة ورفح، ودور حركة حماس فى هذه المرحلة، التى تتراوح التكهنات من الوصول إليها، برغم استمرار جهود الدول الوسطاء الضامن لوثيقة اتفاق غزة.

 

عمليًا، أكدت حركة «حماس»، وفق معلومات روسيا، اليوم، أن النازحين سيتمكنون من التنقل بين جنوب وشمال غزة فى اليوم السابع لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن المركبات سيُسمح لها بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها، فيما سيتمكن النازحون المشاة من العودة عبر شارع صلاح الدين دون تفتيش فى اليوم الـ22 من الاتفاق.

 

وفيما دخلت الهدنة حيز التنفيذ الأحد الماضى، شدد الجيش الإسرائيلى على التزامه بتنفيذ الاتفاق بالكامل، مؤكدًا استعداده لأى سيناريو واتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالة أى تهديد مباشر لقواته.

 

كما تضمن الانسحاب الإسرائيلى التدريجى من كامل القطاع المدمر، مع إنشاء منطقة عازلة شمالًا.

 

كذلك نص على وقف الحرب بشكل دائم، وإعادة إعمار غزة.

 

ونشرت حركة «حماس» عبر موقعها الرسمى، الخميس، أهم النقاط بشأن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.

 

ولفتت الحركة إلى أنه من المقرر فى اليوم السابع للاتفاق «25 كانون الثانى 2025»، وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى فى ذلك اليوم، وإتمام الجيش الإسرائيلى انسحابه من محور شارع الرشيد «البحر»، سيسمح للنازحين داخليًا من المشاة بالعودة شمالًا دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله.

 

كما سيتم السماح للمركبات «بمختلف أنواعها» بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها، أما فى اليوم الـ22 للاتفاق سيسمح للنازحين داخليًا من المشاة بالعودة شمالًا عبر شارع صلاح الدين دون تفتيش.

 

فى مقابل ذلك، وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن «إسرائيل» بصدد تسلم أسماء 3 مجندات ومدنية أسيرات فى قطاع غزة من حركة حماس تمهيدًا لإطلاق سراحهن غدًا، وذلك بالتوازى مع الحديث عن بدء الترتيبات لانطلاق المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة.

 

واللافت أن صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، نقلًا عن مسئولين فى الكابنيت، قالت إنهم يعتقدون أن حماس ستلتزم بصفقة التبادل وستفرج عن المحتجزات، السبت، وهذا تزامن مع معلومات أوردتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأنه من المقرر بعد ظهر السبت أن يتم تسليم الأسيرات الأربع إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ثم نقلهن إلى قوات الجيش الإسرائيلى.

 

وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن توقعات بأن تكون «أربيل يهود» هى الرهينة المدنية التى سيتم إطلاق سراحها، وأنه فى الاتفاق أن تتسلم إسرائيل، السبت، القائمة الكاملة التى تعهدت حماس بتسليمها، والتى تتضمن الأسرى الأحياء والموتى ضمن بقية الـ33 أسيرًا الذين سيطلق سراحهم بالمرحلة الأولى.

 

وكشفت الصحيفة: «بحسب التقديرات فى إسرائيل، فإن 25 على الأقل من المختطفين الـ33 ما زالوا على قيد الحياة».

 

حقائق من أرض الاجتياح.. الدلالة والأثر

 

.. هنا بعض الحقائق التى تعكس ما يحدث فى مناطق اجتياح الضفة، وهى حقائق، لها دلالاتها وأثرها فى مفاصل الحدث.

 

١:

وزير الحرب الإسرائيلى: سنواصل العمل بقوة لإحباط الإرهابيين وتدمير البنية التحتية للإرهاب فى مخيم جنين.

.. وتزامن ذلك مع تواجد رئيس هيئة الأركان فى جيش الاحتلال فى جنين.

 

 

٢:

قوات الاحتلال تعتقل شابًا خلال اقتحام مخيم شعفاط شمال القدس المحتلة.

 

 

٣:

وسائل إعلام إسرائيلية: إصابة جندى إسرائيلى خلال اشتباك مع الخلية التى نفذت عملية الفندق فى الضفة الغربية

فى السياق ذاته قالت كتائب القسام: نزف الشهيدين القساميين قتيبة وليد الشلبى ومحمد أسعد نزال منفذى عملية الفندق البطولية، ونشدد على أن خطط العدو الدموية فى الضفة الغربية لن تجلب له إلا الضربات الموجعة والعمليات المشتركة.

 

 

 

٤:

كتائب شهداء الأقصى: استهداف «حاجز دوتان العسكرى» غرب مدينة جنين بالأسلحة الرشاشة.

 

 

٥:

نادى الأسير الفلسطينى: قوات الاحتلال اعتقلت 22 فلسطينيًا الليلة الماضية وفجر اليوم فى الضفة الغربية

 

 

٦:

كشفت سلطات الاحتلال الصهيونى عن مخططات لبناء مزيد من البؤر والوحدات الاستيطانية فى القدس المحتلة، تتضمّن بناء مدرسة دينية للمتطرفين الصهاينة فى حى الشيخ جراح، إضافة لأكثر من عشرة آلاف وحدة استيطانية على أراضى المواطنين الفلسطينيين بالقدس؛ وهو انتهاك جديد يأتى فى إطار الحرب الشاملة التى تشنها حكومة مجرم الحرب نتنياهو على شعبنا الفلسطينى، والتى تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض فى محاولة لفرض سيادتها المزعومة على الضفة المحتلة والقدس.

 

 

٧:

حركة حماس تحذر من تداعيات هذه الإجراءات الصهيونية الخطيرة، وتدعو إلى توحيد الصف الفلسطينى لمواجهة هذا التغول الصهيونى على أرضنا وحقوقنا، والانخراط فى برنامج وطنى شامل لمواجهة المخططات الاستيطانية الخبيثة، وتفعيل العمل النضالى المقاوم حتى دحر الاحتلال عن أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

 

 

٨:

وسائل إعلام فلسطينية: تزامنًا مع العملية العسكرية للاحتلال فى جنين، أجهزة أمن السلطة تعتقل عددًا من مقاومى كتيبة جنين وتنكل بهم.

٩:

آليات عسكرية إسرائيلية تلاحق مركبة خلال اقتحام بلدة حلحول شمالى الخليل فى الضفة الغربية المحتلة.

 

١٠:

القناة 14 العبرية: انتهاء المرحلة الأولى من عملية «السور الحديدى» فى جنين وستبدأ مرحلة ثانية لهدم منازل المسلحين وعوائلهم وتدمير البنية التحتية.

 

١١:

كتائب شهداء الأقصى- شباب الثأر والتحرير فى فلسطين: لا تزال العملية العسكرية المشتركة بين أجهزة أمن السلطة وقوات العدو الصهيونى مستمرة على مدينة جنين ومخيمها، فى محاولة لإنهاء المقاومة والقضاء على المقاومين، وتحاصر قوات العدو الصهيونى جنين ومخيمها جوًا وبرًا، وتواصل أجهزة السلطة حصار المقاومين وملاحقتهم واعتقالهم.

 

١٢:

صحيفة «إسرائيل اليوم» العبرية: بالتوازى مع العملية العسكرية للجيش فى جنين الهادفة للقضاء على المقاومة، تعمل أجهزة السلطة على اعتقال مطاردى الكتيبة وتسعى أيضًا لذات الهدف، والأخبار المهمة جدًا تأتى من المناطق التى تعمل فيها السلطة.

 

هناك رؤية صهيونية من إطلاق دولة الاحتلال عملية «السور الحديدى».. ما هى؟

 

حتمًا، هناك رؤية صهيونية من إطلاق دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية عملية «السور الحديدى» الدموية فى مدينة جنين ومخيمها، وهى عملية يسعى السفاح نتنياهو لاستعراض سياسته فى واقع العلاقة بين الاحتلال ومستقبل الضفة الغربية والقدس، بأهداف عسكرية وأمنية وسياسية، وقد يكون تزامنها مع اتفاق غزة، والسعى لوقف إطلاق النار فى نهاية مراحل الاتفاق غير الواضحة. 

السفاح يريد فرض دور لجيش الكابنيت فى توسيع أهداف الحرب الإسرائيلية لتشمل فرض الأمن بالضفة الغربية. 

السفاح نتنياهو، وفى ظل إدارة أمريكية صامتة، يسعى أساسًا، وفق المحلل الفلسطينى ماجد عزام، إلى إبقاء زعيم حزب الصهيونية الدينية وزير المالية زعيم التطرف فى ائتلاف السفاح نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، وإغرائه لعدم مغادرة الحكومة، وبالتالى سقوطها، خصوصًا مع مغادرة حليفه زعيم حزب القوة اليهودية وزير الأمن الداخلى المتطرف إيتمار بن غفير. 

وكما العملية المماثلة قبل أكثر من عقدين، يتابع عزام الإشارة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية مستلبة لقاعدة أن ما لم يتحقق بالقوة يتحقق بالمزيد منها، علمًا بأن الاستلاب للخيار العسكرى لن يجبر الشعب الفلسطينى على الاستسلام حتى مع تحقيق إنجازات عسكرية دموية وتكتيكية، تبدو قاصرة عن فرض الهزيمة عليه أو شطب القضية الفلسطينية العادلة عن جدول الأعمال الإقليمى والدولى.

 

إطلاق اسم «السور الحديدى» مستنسخ حرفيًا من شعار منظر اليمين ومرشده زئيف جاوبوتنسكى معلم عائلة نتنياهو الأب «بن صهيون» والابن «بنيامين»، والهدف كان بناء السور الفولاذى، ولكن نفسيًا ومعنويًا تجاه الأعداء العرب لإقناعهم باستحالة التحدى، ناهيك عن تحرير فلسطين وهزيمة إسرائيل. ومن هنا بدا الاسم الأخير للعملية فى جنين، ليس فقط عودة للبدايات، لشد العصب وما تسميه الدولة العبرية حرب الاستقلال- يكثر نتنياهو من استخدام المصطلح- ولكن فى السياق أيضًا، إرضاء اليمين المتطرف والغاضب من وقف إطلاق النار المؤقت فى غزة، والمطالب والمدافع عن حرب أبدية فيها وحتى عودة الاستيطان إليها، وفق تحليل عزام.

 

إسرائيليًا، الهدف: فرض الأمن فى الضفة الغربية إلى أهداف الحرب العدوانية الأربعة الأخرى المتمثلة باستعادة الأسرى، وإزاحة حماس من السلطة فى غزة، بحيث لا تشكّل أى تهديد أو خطر على دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، وعودة المستوطنين إلى شمال فلسطين.

 

 

وفى فهم دلالة الاجتياح العدوانى الدموى للضفة الغربية، ومسار العملية الراهنة، يتضح سعى الاحتلال الإسرائيلى المستمر إلى إضعاف السلطة الفلسطينية ودق إسفين بينها وبين مواطنيها والدول العربية والمجتمع الدولى، موضحًا المحلل عزام أن الاجتياح يعنى فى سياقه الحالى: إيصال الرسائل- عن واقع السلطة الفلسطينية- بعجزها وضعفها، وأنها غير ذات صلة، وذلك لقطع الطريق على الدعوات لسيطرتها على غزة وإنهاء الانقسام، وإعادة توحيدها مع الضفة ضمن أفق مسار سياسى لا رجعة عنه نحو الدولة الفلسطينية، وهو ما يرفضه السفاح نتنياهو ويفسّر من جهة أسباب نقل الحرب إلى الضفة، وتعمد إطالة أمدها فى غزة، ورفض أى حل سياسى أو تقديم التصوّر الإسرائيلى لليوم التالى لها، فى ظل إصرار فلسطينى عربى مدعوم دوليًا، على سيطرة السلطة بعد إصلاحها وبشكل توافقى، للقيام بمهامها وواجباتها فى غزة والضفة كوحدة واحدة على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة.

 

 

وفيما يتعلق بجنين المخيم المدينة والمحافظة كلها بريفها وقضائها وقراها، يقول عزام إن اسم العملية «كما هى برمتها»، يعيدنا عقدين تقريبًا إلى الوراء أى إلى عملية السور الواقى 2002 التى دمرت المخيم، وقضت على مجموعات المقاومة هناك، من دون أن تقضى على الفكرة ذاتها، ولا طموحات وآمال الفلسطينيين فى التخلص من الاحتلال الصهيونى.

 

مخطط إسرائيلى لبناء 10 آلاف و100 وحدة استيطانية بالقدس

 

.. كانت «الدستور» حذرت من خطط دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وتحديدًا الاستيطان أو اجتياح القدس، مقال [لعنة الحرب.. وشهوة نتنياهو تنتقم فى الضفة الغربية والقادم انتقالها إلى القدس الخميس 23/يناير/2025]. 

.. هنا، يجب كشف ما تسعى إليه حكومة التطرف اليمينى الإسرائيلية، التى تجتمع مع السفاح نتنياهو، لتنفيذ ثلاثة مخططات كبرى، لبناء معهد توراتى استيطانى، وأكثر من 10 آلاف و100 وحدة استيطانية جديدة، فى القدس المحتلة، تستهدف مناطق الشيخ جراح، ومطار القدس «قلنديا» المهجور، وقرية شرفات الفلسطينية.

.. فى هذا الاتجاه والتصعيد الخطير، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المخططات تشمل:

١:

إقامة مدرسة دينية للحريديين فى حى الشيخ جراح.

٢:

بناء 9 آلاف وحدة استيطانية جديدة فى شمال شرق القدس. 

٣:

بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة غرب بيت صفافا، ضمن أراضى القدس الشرقية.

 

.. الصحيفة تذكر أن المخططات الاستيطانية متزامنة- سياسيًا وأمنيًا- مع تنصيب الرئيس الأمريكى ترامب.

.. وكشفت المصادر عن أنه تم  إقرار ووضع المخططات الثلاثة للتوسع الاستيطانى على جدول أعمال لجنة التنظيم والبناء فى منطقة القدس.. المؤسف أن التطرف الإسرائيلى التوراتى المشبوه يعزف على وتر مشاريع ترامب، فى ولايته الثانية، الداعمة للتوسع الاستيطانى على الأراضى الفلسطينية.

وفى حى الشيخ جراح، يشمل المخطط بناء معهد دينى حريدى من ثمانية طوابق لصالح جمعية «أور سمياح» على أرضٍ فلسطينية كانت تُستخدم سابقًا كموقف سيارات، وصودرت بحجة «الاستخدامات العامة» قبل أن تُخصص للجمعية الاستيطانية.

وقطعة الأرض المخصصة للمعهد الحريدى تعدّ الأكبر من نوعها فى الحى ومخصصة للمبانى العامة، وصودرت بذريعة خدمة «احتياجات السكان»، لكنها خُصصت للجمعية الحريدية لبناء المعهد التوراتى، رغم الضيق الذى يعانى منه سكان الحى الفلسطينى.

وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى وجود تقارير صادرة عن بلدية القدس، تؤكد نقص الأراضى العامة فى الحى، حيث أظهرت دراسة أن السكان الفلسطينيين يضطرون للخروج من الحى لتلبية احتياجاتهم التعليمية والخدمية.

ووصف نائب رئيس بلدية الاحتلال القدس، المصادقة على المخطط، بأنها «انعدام صارخ للعقلانية وظلم فادح». وأشار إلى أن البلدية «تصادر الأرض من السكان، وتمنحها لجمعية حريدية، رغم أن الأرض يجب أن تُستخدم بالكامل لصالح سكان الحى».

 

كما يُخطط الاحتلال الإسرائيلى لبناء حى استيطانى ضخم يضم حوالى 9 آلاف وحدة سكنية على أنقاض مطار قلنديا المهجور، شمال شرق القدس، قرب جدار الفصل وبلدة كفر عقب الفلسطينية التى يقطنها قرابة 10 آلاف نسمة.

وتوقف العمل فى المطار مع اندلاع الانتفاضة الثانية، وأصبحت المنطقة مهجورة منذ ذلك الحين. ورغم ضغوط دولية سابقة لتجميد المشروع، تُواصل سلطات الاحتلال الدفع به، متجاهلة التحذيرات البيئية والصحية بشأن تلوث المنطقة؛ بسبب المنشآت الصناعية القريبة.

وخلال اجتماع اللجنة، أشار ممثل وزارة الصحة إلى أن الظروف البيئية تجعل السكن فى المنطقة غير ممكن، بينما ادعى المستشار البيئى للخطة أن التلوث يمكن معالجته. كما ناقشت اللجنة القضايا الأمنية المتعلقة بقرب الحى المخطط له من جدار الفصل وبلدة كفر عقب. ومن المقرر أن تستأنف اللجنة مناقشة المشروع الشهر المقبل.

وفى جنوب القدس، تسعى سلطات الاحتلال لإقامة مستوطنة «غفعات شاكيد»، على أراضى بيت صفافا، وذلك على حساب قرية شرفات الفلسطينية الواقعة غرب بيت صفافا وشمال بيت جالا، بإضافة 400 وحدة استيطانية إلى 700 وحدة تمت المصادقة عليها سابقًا.

وكانت سلطات الاحتلال قد صادقت على إقامة 700 وحدة استيطانية على مساحة تبلغ 50 دونمًا كانت مخصصة لتوسع قرية بيت صفافا، بحسب الخارطة الهيكلية لبلدية الاحتلال فى القدس والتى تم إقرارها عام 1992.

وقال الباحث أفيف تاترسكى من جمعية «عير عميم» إن «الخطط التى تناقشها لجنة التنظيم والبناء فى القدس تظهر مدى تشوه عمليات التخطيط بسبب الاعتبارات السياسية والديموغرافية ضد سكان القدس الشرقية».

فى غضون ذلك، حصلت الجمعية الاستيطانية «عطيرت كوهانيم» خلال الأسبوعين الماضيين، على أحكام قضائية من محكمة الصلح بالقدس، تقضى بإخلاء مئات الفلسطينيين من منازلهم فى حى بطن الهوى، ببلدة سلوان، ضمن حملة تهجير قسرى تستهدف الحى، الذى يعد من أحياء القدس الحيوية لحياة الناس.

.. وما زال خطر تهديد القدس قائمًا.

 

 

*تحذيرات ومخاوف عربية ودولية من الأسوأ

 

 

التحذيرات والإدانات العربية والإسلامية، عدا عن الدولية، كانت تطلق التحذير من الممارسات الإسرائيلية المستعرة عبر اجتياح جيش الاحتلال الضفة الغربية والقدس. الأردن ومصر ودول الخليج العربى، ومنظمات دولية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى كلها أدانت هنجهية السفاح نتنياهو، من جانب، كان وزير الخارجية الأردنى، أيمن الصفدى، يحذر فى منتدى دافوس الاقتصادى، من تكرار ما حدث بغزة فى الضفة الغربية، وسط ما تتعرض له مدينة جنين ومخيمها من عدوان إسرائيلى واسع ضد الفلسطينيين، أسفر عن شهداء وجرحى ودمار بالبنية التحتية.

 

الصفدى تحدث خلال جلسة- بمنتدى دافوس، إلى جانب نظرائه من العراق وسوريا وفرنسا وفلسطين، وفق بيان للخارجية الأردنية، حملت عنوان «كيف نخفض التصعيد فى الشرق الأوسط؟»، وقال إن تلبية حقوق الفلسطينيين فى الحرية والدولة المستقلة هى أساس السلام، مشددًا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، وتقديم المساعدات الكافية بشكل فورى.

 

الوزير الصفدى أطلق تحذيرات شديدة الخطاب دوليًا وكشف: ما يحدث فى الضفة الغربية خطير جدًا ويجب أن يتوقف وألا يقود إلى تكرار ما حدث فى غزة.

 

.. ولعل الحديث بدا منطقيًا، يخاطب دبلوماسية المجتمع الدولى، رغم انهيارها أمام الدعم الأمريكى والغربى الأوروبى بالذات، بسبب حرب الإبادة التى يقودها هتلر الألفية الثالثة السفاح نتنياهو، فقال الوزير الصفدى إن الحلول العسكرية لن تؤدى إلا للمزيد من الصراع «فهى لم تنجح فى الماضى، ولن تنجح الآن».

 

وثمة فرص لخفض التصعيد فى المنطقة ونجاحها يتطلب أن يقوم الجميع بدوره. 

.. كل المواقف من دول صنع القرار العربى مصر، الأردن، السعودية الإمارات، تأتى لتطلق المزيد من مخاوف الدعم الأمريكى لمشاريع الإبادة والاستيطان والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية. 

وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلى، والكابنيت عملياته، وسط ما صعّده المستوطنون، من اعتداءات فى الضفة الغربية، والقدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 873 فلسطينيًا، وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفًا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية، وذلك منذ بدء الاقتحامات بعد معركة طوفان الأقصى، وإلى اليوم.