رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل غيرة أبناء الكار الواحد وراء تجاهل محمد جبريل؟.. حسين حمودة يوضح

محمد جبريل
محمد جبريل

عبر حسابه الشخصي بـ"فيسبوك"، عبر الناقد دكتور، حسين حمودة، عن حزنه لرحيل الكاتب والقاص، محمد جبريل، والذي رحل عن عالمنا قبل قليل.

هل كانت غيرة أبناء الكار الواحد وراء تجاهل محمد جبريل؟

وقال “حمودة”: محمد جبريل، المرة الأولى التي التقيته فيها كانت تقريبا في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، في مؤتمر عقد بالأقصر. وكنت ملازما لاثنين معا: هو وأستاذي الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي. أمضينا أوقاتا طويلة بين الجلسات وبعدها. حكى خلالها بالتفصيل عن "الترتيب المذهل" الذي هو سلسلة من المصادفات الغريبة، عندما تعرض لأزمة صحية عاصفة، وكتبت له حياة جديدة في عملية جراحية كبيرة بالقلب تم التجهيز لها في دقائق معدودات. حدثني أيضا عن بعض تجاربه في الكتابة وحدثته عما قرأت له وصرنا قريبين إلى حد ما.

وتابع “حمودة”: فيما بعد، وخلال ما يقرب من ثلاثة عقود، التقينا بندوات عن بعض أعماله شاركت فيها، وفي مناقشة رسالة جامعية عن بعض هذه الأعمال في كلية الألسن، وكنت أحد مناقشيها، لكن التقارب الأكبر بيننا كان خلال مكالمات مطولة.. تحدثنا كثيرا جدا عن عالم نجيب محفوظ، وعن بعض الكتابات المضيئة في التاريخ والتراث، وأحيانا عن الحياة الثقافية.. وغير مرة أومأ إلى عدد الدراسات النقدية والرسائل الأكاديمية الكبير عن كتاباته، وفي المقابل تجاهله من بعض زملاء الكتابة الذين أصبحوا يشغلون مناصب في الصحافة الثقافية: "أنا مش متضايق منهم.. لكن با وضّح لك الصورة العامة".. عبارة قالها بتنويعات عدة.. وكنت أواسيه بكلام متعثر عن "غيرة أبناء الكار الواحد".

كتب مقالات عديدة في "دورية نجيب محفوظ" الذي أحبّ أعماله وقدّرها كما أحببتها وقدّرتها، وكان مثالا للالتزام في تقديم كل مقالة قبل موعدها..

وأضاف: في السنتين الأخيرتين تابعت أخبار متاعبه الصحية، والتعذر المؤسف لسفره للعلاج بالخارج.. وكنت أحاول أن أواسيه أيضا، ولكنه كان يحوّل المواساة في وجهة أخرى ويتكلم "في المفيد"، وكان المفيد دائما مرتبطا بالإبداع والكتابة.

وأوضح: قبل شهور، حدثته وحدثني عن "ملتقى الإسكندرية الأول للسرد العربي"، وكانت الجلسة الأولى من هذا الملتقى مخصصة لأعماله، وقد كنت أحد المتحدثين فيها.. كلمته عما سوف أتحدث عنه، وقال لي إنه لن يستطيع للأسف الحضور بسبب حالته الصحية.. والحقيقة أنه خلال الجلسة، كان له رغم غيابه الحضور الأكبر.

واختتم “حمودة”: قبل قليل، ردت عليّ زوجته الوفيّة، الناقدة الدكتورة زينب العسال، كانت نبرة صوتها تحاول أن تخفي الألم، وأن تشي بتقبّل رحيله.. وتقريبا كانت تحاول أن تأخذ بيدي في وقت يفترض فيه أن آخذ أنا بيدها..أفكر الآن: لا أحد سوف يبقي خالدا... ولكن أعمال محمد جبريل الغزيرة، المتنوعة، التي كتبها بانتظام وبدأب وبإقبال على العمل لم يتوقف لزمن طويل جدا، هي مما سوف يمكث على هذه الأرض.

ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة ظهر غدٍ الخميس 30 يناير، عقب صلاة الظهر فى مسجد أبوبكرالصديق، فى ميدان الحجاز بحي  بمصر الجديدة.