"الصحة العالمية" تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على أمراض المناطق المدارية
دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات والقادة والمجتمعات المحلية، إلى تعزيز الجهود والاستثمار المستدام للقضاء على هذه الأمراض، التي تؤثر على ما يقرب من 1.5 مليار شخص حول العالم، وتكرس دائرة الفقر والمعاناة الصحية في المجتمعات الأكثر ضعفًا وهشاشة.
ويُحتفل باليوم العالمي لأمراض المناطق المدارية المهملة في 30 يناير من كل عام، للتذكير بأهمية هذه الأمراض وتأثيرها السلبي على الصحة والتنمية. ويركز موضوع عام 2025، الذي يحمل شعار "الاتحاد والعمل للقضاء على الأمراض المهملة"، على الحاجة إلى التزام جماعي يشمل توفير الموارد، والدعم التقني، وتعزيز التضامن الدولي، لمكافحة هذه الأمراض من خلال العلاجات الفعالة، والحد من انتقال العدوى، والتصدي للإعاقات والممارسات التمييزية التي تؤثر على المصابين بها.
وتشمل أمراض المناطق المدارية المهملة أكثر من 21 مرضًا من بينها الطفيلية، والبكتيرية، والفيروسية، والفطرية، وتنتشر بشكل خاص بين الفئات التي تعاني من الفقر ونقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والرعاية الصحية الأساسية، ويعاني أكثر من مليار شخص حول العالم من هذه الأمراض، التي تتسبب في آلاف الوفيات التي يمكن الوقاية منها سنويًا.
الأمراض المدارية
وفي إقليم شرق المتوسط، يتأثر الملايين بهذه الأمراض سنويًا، مما يشكل عبئًا صحيًا كبيرًا على المجتمعات الأكثر ضعفًا، إذ يحتاج نحو 75 مليون شخص إلى تدخلات صحية لمكافحتها، وأُبلغ عن انتشار بعض هذه الأمراض في أوساط السكان النازحين، كما أن الأمراض المدارية المهملة المرتبطة بالجلد تمثل تحديًا خاصًا في الإقليم، لما تسببه من وصم اجتماعي ومضاعفات نفسية قد تؤدي إلى الإعاقة في حال عدم علاجها، فيما يحتل الإقليم المرتبة الأولى عالميًا في معدلات الإصابة بداء الليشمانيات الجلدي.
وعلى الرغم من هذه التحديات؛ أحرزت عدة دول تقدمًا في مكافحة هذه الأمراض، حيث نجحت 10 دول في إقليم شرق المتوسط في القضاء على مرض واحد على الأقل بحلول عام 2024. كما شهدت الفترة بين عامي 2010 و2022 انخفاضًا بنسبة 54% في عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى تدخلات وقائية ضد هذه الأمراض، وعلى مستوى العالم، تمكنت 54 دولة من القضاء على مرض واحد على الأقل من أمراض المناطق المدارية المهملة بحلول ديسمبر 2024.
فيما استطاعت 7 دول تحقيق هذا الإنجاز خلال عام 2024 وحده، وتهدف منظمة الصحة العالمية إلى تمكين 100 دولة من القضاء على مرض واحد على الأقل من هذه الأمراض بحلول عام 2030.
وفي عام 2023، تلقى أكثر من 860 مليون شخص علاجات لأمراض المناطق المدارية المهملة عبر برامج المعالجة الجموعية بالأدوية، إلا أن الوصول إلى العلاجات لا يزال يمثل تحديًا في العديد من المناطق، بسبب العوائق الاقتصادية والجغرافية التي تحول دون حصول الفئات الأكثر احتياجًا على الرعاية الصحية اللازمة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال البرامج العالمية لمكافحة هذه الأمراض تواجه تحديات متعددة، من بينها نقص التمويل، والتفاوت في التزام الحكومات، وضعف القدرات الصحية في بعض المناطق، وتفاوت التقدم المحرز بين الدول، وغياب البيانات الدقيقة حول انتشار الأمراض، فضلًا عن التأثيرات السلبية للنزاعات المسلحة والهجرة وتغير المناخ، الذي بات يشكل تهديدًا متزايدًا، خاصة فيما يتعلق بانتشار الأمراض المنقولة بالنواقل.
وفي هذا السياق، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تكثيف التعاون الدولي لضمان إدراج مكافحة هذه الأمراض ضمن الأولويات الصحية الوطنية والعالمية، مؤكدة أن اليوم العالمي لأمراض المناطق المدارية المهملة يمثل فرصة لتجديد الالتزام بالقضاء على هذه الأمراض وكسر حلقة الفقر واعتلال الصحة التي تكرسها.
وتواصل المنظمة، بالتعاون مع الحكومات والشركاء الدوليين، تنفيذ استراتيجيات متكاملة تستهدف الوقاية والعلاج والتوعية، وذلك في إطار خريطة الطريق 2021-2030 وإعلان كيغالي لعام 2022، اللذين يحددان أهدافًا واضحة لمكافحة هذه الأمراض والقضاء عليها.
وبمناسبة اليوم العالمي لأمراض المناطق المدارية المهملة لعام 2025، تجدد منظمة الصحة العالمية دعوتها للمجتمع الدولي إلى تعزيز الجهود والعمل المشترك من أجل القضاء على هذه الأمراض، وضمان حصول جميع السكان على الرعاية الصحية اللازمة، بما يسهم في تحسين حياة الملايين حول العالم.