رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيادة الحركة الجوية والركابية بين مصر وقطر خلال الأونة الأخيرة (خاص)

جريدة الدستور

تشهد حركة الطيران بين المطارات المصرية والقطرية زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة، مما يعكس تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة، سواء الاقتصادية أو السياحية أو الثقافية. وتُعتبر هذه الزيادة انعكاسًا لعدة عوامل تتعلق بالتحسن في العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن النمو في قطاع السياحة والأعمال، وزيادة الطلب على السفر بين العاصمتين، حسبما صرحت مصادر مطلعة بالشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية.

تحسن العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وقطر

وأضافت المصادر، في تصريحات خاصة لـ" الدستور"، أنه منذ السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين مصر وقطر تحسنًا ملحوظًا على مختلف الأصعدة، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تعاون سياسي واقتصادي، وهو ما انعكس إيجابًا على قطاع النقل الجوي بين البلدين، وقد أدى هذا التحسن إلى زيادة التعاون بين شركات الطيران المصرية والقطرية، وتعزيز الرحلات الجوية المباشرة بين مطار القاهرة الدولي ومطار حمد الدولي، حيث أن العلاقات الدبلوماسية أكثر سلاسة، ما أدى إلى تسهيل التراخيص المتعلقة بتسيير الرحلات بين البلدين، مما حفز الشركات على زيادة عدد الرحلات اليومية والموسمية.

الزيادة في عدد الرحلات الجوية

وأشارت المصادر، إلى أنه في إطار التعاون بين شركات الطيران، تم زيادة عدد الرحلات الجوية بين القاهرة والدوحة في الفترة الأخيرة، فعلى سبيل المثال، الخطوط الجوية القطرية زادت من عدد رحلاتها إلى القاهرة، حيث كانت تقدم سابقًا ثلاث أو أربع رحلات يوميًا، بينما أصبحت تقدم الآن ما يصل إلى خمس أو ست رحلات، ومن جهة أخرى، وسعت شركات الطيران المصرية مثل “مصر للطيران” جدول رحلاتها إلى الدوحة، في محاولة لمواكبة الزيادة في الطلب على السفر بين العاصمتين، حيث أنهذه الزيادة في الرحلات لعبت دورًا أساسيًا في رفع مستوى الربط الجوي بين البلدين، وتسهيل السفر للأفراد والأعمال.

تعزيز حركة السياحة بين البلدين

وأوضحت المصادر، أن الزيادة في الحركة الجوية بين القاهرة والدوحة تتوازى مع نمو حركة السياحة بين البلدين، حيث تعد مصر من الوجهات السياحية الشهيرة لدى القطريين، حيث يزور العديد منهم مناطق الجذب السياحي مثل الأهرامات، الأهرامات الكبرى في الجيزة، الأقصر وأسوان، إضافة إلى شواطئ البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة، كما أن القطريين يعتبرون القاهرة وجهة مهمة للسياحة الثقافية والمدينة التي تضم العديد من الأنشطة الترفيهية، وفي المقابل، يقصد المصريون الدوحة لزيارة معالم المدينة الحديثة والمتطورة، مثل الحدائق العامة، المجمعات التجارية الضخمة، وأماكن الترفيه.

وتابعت المصادر، أنه نتيجةً لذلك، فإن زيادة حركة الطيران بين القاهرة والدوحة تدعم بشكل كبير السياحة الثنائية بين البلدين، حيث أصبح من السهل على السياح التنقل بين العاصمتين بفضل الرحلات الجوية المتزايدة، كما ساعدت هذه الزيادة على جذب مزيد من السياح القطريين إلى مصر والعكس.

توسيع قطاع الأعمال والاستثمار

وأضافت المصادر، أن هناك عامل آخر ساهم في زيادة الحركة الجوية بين القاهرة والدوحة، وهو توسع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وقطر، ففي السنوات الأخيرة، شهدت قطر استثمارات كبيرة في قطاعات البناء، التطوير العقاري، والقطاع المالي في مصر، مما أدى إلى زيادة حركة رجال الأعمال بين العاصمتين.

وأصبحت هذه العلاقات الاقتصادية أكثر قوة، حيث يجتمع المستثمرون في القاهرة لبحث فرص الاستثمار، مما أدى إلى زيادة الحاجة إلى السفر الجوي لتسهيل اللقاءات والمفاوضات التجارية.

على الجانب الآخر، فقد تزايد عدد الشركات القطرية العاملة في مصر، وهو ما يتطلب مزيدًا من الرحلات الجوية لتنقل موظفي هذه الشركات بين العاصمتين، كما أن العديد من القطريين يزورون مصر لمتابعة الاستثمارات التي قاموا بها في مشاريع مختلفة.

التأثيرات الاقتصادية الإيجابية

وأكدت المصادر، أن زيادة الحركة الجوية بين القاهرة والدوحة لها تأثيرات إيجابية على الاقتصاد المصري. من خلال زيادة عدد الركاب المسافرين بين البلدين، تساهم هذه الحركة في زيادة العوائد الاقتصادية للمطارات المصرية، وتوفير فرص عمل إضافية في مجالات مثل السياحة والنقل.

 كما تساعد هذه الحركة على تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين، مما يعزز النمو الاقتصادي في مصر، وأيضًا، فإن شركات الطيران المصرية تستفيد من زيادة الرحلات، سواء من حيث زيادة الإيرادات التشغيلية أو من خلال توسيع قاعدة عملائها في السوق القطري، كما أن قطر تستفيد من زيادة حركة الطيران لأنها تساهم في تحسين العلاقات الاقتصادية مع مصر في مختلف المجالات.

التحديات التي تواجه حركة الطيران

رغم النمو الكبير في حركة الطيران بين القاهرة والدوحة،  أشارت المصادر، إلى إن هناك تحديات مستمرة تواجه القطاع. من أبرز هذه التحديات هي التنافسية في الأسعار، حيث يسعى كل من شركتي مصر للطيران والخطوط الجوية القطرية، إلى تقديم خدمات مبتكرة وأسعار تنافسية لجذب الركاب. كما أن هناك تحديات تتعلق باللوائح والقوانين الجوية في بعض الأحيان، حيث تعمل السلطات الجوية في كلا البلدين على تنسيق الجهود لتيسير حركة الطيران وتنظيم الرحلات بطريقة تعود بالنفع على الطرفين.

التوقعات المستقبلية للحركة الجوية بين القاهرة والدوحة

وتوقعت المصادر،  أن شركات الطيران ستواصل توسيع نطاق رحلاتها، وقد يتم إضافة المزيد من الوجهات المباشرة في المستقبل لزيادة التنقل بين المدن الكبرى في البلدين،  تزامنًا مع استمرار النمو في حركة الطيران بين القاهرة والدوحة، في ظل تحسن العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وقطر، بالإضافة إلى النمو المستمر في حركة السياحة بين البلدين، وزيادة الفوائد الاقتصادية للبلدين.