حسين دعسة: مصر والأردن تصدتا لمؤامرات تشتيت الشعب الفلسطينى
استضافت قاعة الصالون الثقافى «2» التابعة لفرع «أيام عربية»، ندوة بعنوان «ثقافتنا فى الأردن»، بحضور الكاتب الصحفى والروائى حسين دعسة، والكاتب والأكاديمى الدكتور محمد ناجى عمايرة، وأدارتها الإعلامية ميادة الفيشاوى.
قالت الإعلامية ميادة الفيشاوى: «فى دورة معرض القاهرة الدولى للكتاب سنتحدث عن الروابط الثقافية بين مصر والأردن، هذه الروابط التى تمتد منذ القدم، وهى مستمرة بين البلدين، ضيوفنا اليوم هم الكاتب الصحفى والأكاديمى الدكتور محمد ناجى عمايرة، الذى يُعد من مؤسسى جريدة الرأى الأردنية، والكاتب الصحفى والناقد حسين دعسة، مدير تحرير صحيفة الرأى الأردنية».
من جهته، قال الكاتب والأكاديمى الدكتور محمد ناجى عمايرة: «فيما يتعلق بالثقافة العربية الأردنية- المصرية ومستقبلها، نحن بلدان شقيقان. هذا تعبير حقيقى وليس عاطفيًا، وهو يعكس العلاقات على الصعيدين الرسمى والشعبى. هناك خصوصيات ثقافية لكل بلد، لكن ما يجمعنا هو الثقافة العربية الإسلامية، العديد من الأردنيين تلقوا تعليمهم على أيدى معلمين مصريين. ومع ذلك، لا يمكننا تجاهل تأثير اتفاقية سايكس- بيكو التى سعت إلى تمزيق الأمة، لدينا جوامع مشتركة، مثل اللغة والتاريخ والعقيدة، ما يعزز مستقبل الثقافة العربية الذى أراه مشرقًا، لدينا دوائر ثقافية تجمعنا، بدءًا من الصعيد الرسمى مثل مقر الجامعة العربية فى القاهرة».
بدوره، قال الكاتب الصحفى حسين دعسة: «النسيج الثقافى المشترك بين مصر والأردن يظهر من خلال المسارات التى تجمعنا، مثل البروتوكولات الثقافية والمشاركات فى المهرجانات بين البلدين، تجربة مكتبة الأسرة الأردنية استُلهمت من التجربة المصرية المتميزة فى توصيل الكتب للقارئ بأسعار مناسبة، كما أن إحدى أبرز الشخصيات الأردنية التى درست فى مصر هو الكاتب نصر الدين الأسد، صاحب كتاب (فى نقد الشعر الجاهلى)، الذى ناقش فيه كتاب طه حسين (الشعر الجاهلى)، هناك أيضًا عدد كبير من الكُتاب والفنانين الأردنيين الذين تلقوا تعليمهم فى مصر، وتركوا بصمات واضحة على العلاقة الثقافية بين البلدين».
عندما سُئل الدكتور محمد ناجى عمايرة عن أبرز الشخصيات الثقافية المصرية التى أثرت فى مسيرته، أجاب: «من بين البارزين الذين أثروا فى المشهد الثقافى المصرى والعربى: طه حسين، شوقى ضيف، وطلعت سلام، الذين كانوا من أساتذتى بالجامعة الأردنية عند تأسيسها، وقد أشرت إلى هؤلاء فى كتابى (إعلام فى القاهرة)، حيث استعرضت أسماءً بارزة من الكتاب العرب والمصريين».
فى سؤال آخر حول التحديات المرتبطة بالحفاظ على الهوية العربية فى ظل تقسيمات سايكس-بيكو، أجاب حسين دعسة: «نشهد حاليًا فقدانًا واضحًا لهوية العديد من المناطق العربية نتيجة عمليات التغيير والتهجير، خصوصًا بعد حرب غزة. مصر والأردن لعبتا دورًا كبيرًا فى مواجهة هذه العمليات ودعمتا الشعب الفلسطينى منذ بداية الأزمة، العمل الثقافى فى البلدين يسهم فى دعم الهوية الثقافية العربية، ويؤكد أن سايكس- بيكو لم تنجح سوى فى رسم خرائط، بينما الثقافة ظلت تربط الشعوب».
وعن مستقبل ثقافة الطفل عربيًا، قال دعسة: «ثقافة الطفل تحتاج إلى خطط وميزانيات كبيرة. التجربة المصرية تُعد رائدة فى هذا المجال، كما كان العراق فى السابق، والآن نجد تطورًا ملحوظًا فى دول الخليج العربى، اللافت أن الأطفال العرب فى بعض الدول باتوا واعين بما يجرى حولهم، ويقودون حملات مقاطعة المنتجات الداعمة للعدو الصهيونى».
وعندما سُئل عن دور الأحزاب السياسية فى المشهد العربى، قال دعسة: «الأحزاب السياسية فى العالم العربى عانت قيودًا كبيرة فى الماضى، حيث كان الحكم فى العديد من الدول قائمًا على حزب واحد، اليوم، نشهد تجربة جديدة فى الأردن، حيث أصبح التعدد الحزبى ممكنًا، ما يعكس تطورًا فى الديمقراطية. فى كتابى عن الأحزاب السياسية، تناولت فكرة التربية الحزبية وكيف استُخدمت لخدمة المصالح الحزبية، التجربة الأردنية الحديثة تسير نحو مزيد من الانفتاح، مقارنة بفترة الستينيات والخمسينيات، التى كانت مليئة بالخطوط الحمراء.