حكماء المسلمين يدعو إلى تدريس التَّربية الإعلامية لحماية الجمهور وزيادة الوعي لديهم
عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ثامن ندواته الثقافية بعنوان "الإعلام وتعزيز الوعي المجتمعي"، بمشاركة الدكتور رضا عبد الواجد أمين، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، الدكتور عادل فهمي، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، وأدار الندوة الإعلامي سعد المطعني.
وقال الدكتور عادل فهمي، إن الإعلام الرقمي أو الإعلام الجديد أو إعلام المواطن هو آخر مراحل تطور علم الاتِّصال؛ حيث انتقل الثقل فيه إلى الجمهور والمواطن، وإذا لم يحسن استغلال هذا النوع من الإعلام برؤية ثاقبة واحتراف، فإنَّ هويَّات المجتمعات تحت خطر التهديد والتفتت، مشددًا على تربية الضمير الديني الذي يُعدُّ آخر المعاقل في الدفاع عن الإنسانية.
وطالب أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة بضرورة تنمية الوعي الإعلامي وتعزيز هوياتنا في ثلاثية (العقيدة والتراث واللغة) مطالبًا الجهات الفاعلة بضرورة امتلاك نصيب في الإعلام الرقمي للحفاظ على الأوطان والثقافة والهوية وشبكة القيم الأخلاقية، محذرًا من مخاطر انفصال بعص الأجيال الرقميَّة عن ماضيهم وحاضرهم، مشيدًا في الوقت نفسه بدور المؤسسات الدينية كالأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تعزيز الوعي وبث القيم الأخلاقيَّة عبر وسائل الاتصال المختلفة.
من جانبه، أكَّد د. رضا عبد الواجد أمين، على أهمية الهدف والرسالة في الإعلام التقليدي والجديد، لافتًا إلى مسؤولية الكلمة والصورة لتأثيرها الخطير على الأفراد والمجتمعات؛ الأمر الذي يحفظ الأمن الفكريَّ والمجتمعيَّ.
وحذَّر عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر من سطوة الإعلام الرقمي على الأطفال والنشء، الأمر الذي قد يتسبَّب في تآكل منظومة القيم الأخلاقية، لافتًا إلى أنَّ الحلول تكمُنُ في التربية التي تقوم على الوعي والحوار، داعيًا في الوقت ذاته إلى زيادة المحتوى الجاد مقابل المحتوى الهابط، ومطالبًا بتدريس مقرَّر دراسي عن التربية الإعلامية لتحقق الجمهور من صدق المعلومات.
وفي السياق ذاته، أوضح د. سمير بودينار أنَّ أهمية حماية الأجيال الجديدة في عصر طغيان الصورة على كل وسائل الاتصال، وذلك عن طريق بناء المناعة الداخليَّة التي تعصمهم من المخاطر، والتي تتمثل في ثلاثة أنواع من المناعة: مناعة إيمانية روحية، ومناعة فكرية، ومناعة سلوكية، مطالبًا بتعزيز المحتوي الإيجابي في مقابلة المحتوى السيئ.
وأضاف مدير الحكماء لبحوث السلام أنَّ الكلمة والصورة المسئولتين هما من أقوى وسائل الاتصال لتعزيز قيم التعايش، لافتًا إلى أنَّ مجلس حكماء المسلمين تبنَّى مطلب التعايش الإنساني وجعله من أهم الواجبات، ونشر ذلك بشتى الوسائل، سواء عن طريق نشر الكتب وبلغات مختلفة، أو من خلال وسائل الإعلام الجديد، وذلك لتعزيز الوعي بهذه القيم الإنسانية.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير 2025؛ حيث يضم الجناح عددًا كبيرًا من الإصدارات المتميزة للمجلس، بالإضافة إلى تنظيم مجموعة من الندوات والأنشطة والفعاليات التي تركِّز على نشر قيم الخير والمحبَّة والسَّلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.