رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وول ستريت: تصريحات ترامب أربكت الجميع.. والتهجير خط أحمر لدى مصر والأردن

ترامب
ترامب

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب، تهجير الفلسطينيين من غزة يذهل جميع الأطراف ويربك دبلوماسية الشرق الأوسط، بينما لا توضح خطته الجديدة ما إذا كان سيدعم السماح للفلسطينيين في نهاية المطاف بحكم دولتهم.

فشل دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين 

وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن اقتراح الرئيس دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من غزة المدمرة جراء الحرب كان بمثابة قطيعة حادة مع سلفه جو بايدن، وأدخل مبادرة جديدة مثيرة للجدل في خططه الدبلوماسية في الشرق الأوسط، وقال ترامب إن إعادة توطين الفلسطينيين من غزة "قد تكون مؤقتة أو طويلة الأمد".

وتابعت الصحيفة أن تصريحه يمثل تحولًا دراماتيكيًا في السياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين في ظل رؤساء من كلا الحزبين، ولم يشر أي من البيت الأبيض مؤخرًا إلى رحيل الفلسطينيين "طويل الأمد" من غزة، التي اعتبرها معظم رؤساء الولايات المتحدة جزءًا من الدولة الفلسطينية.

تفاصيل مقترح ترامب لتهجير سكان غزة

ووفقًا للصحيفة، اقترح مسئولون من إدارة ترامب، أمس الاحد، أن الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين يمكن أن يقدموا ضمانات بأن الفلسطينيين سيُسمح لهم في نهاية المطاف بالعودة، ورسموا ضمانًا بدا مصممًا لجعل الفكرة أكثر قبولًا سياسيًا للدول العربية، ولم يوضح المسئولون بعد المعايير الدقيقة للاقتراح، بما في ذلك كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني في غزة وما إذا كانوا قد يحققون في النهاية تطلعاتهم لحكم أراضيهم بالكامل.

وقالت الصحيفة إنه تم رفض الفكرة على الفور من قبل الأردن، كما رفضتها السلطة الفلسطينية في رام الله، وكذلك حركة حماس في غزة.

ووفقًا للصحيفة، لم يقدم ترامب خريطة طريق واضحة لتأمين السلام في غزة إذا كان من الممكن تمديد وقف إطلاق النار هناك إلى ما بعد المرحلة الأولى التي تبلغ مدتها 42 يومًا مع مواصلة الجهود لتحفيز العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وتأتي تصريحات ترامب عن صنع السلام في الشرق الأوسط في لحظة حرجة، حيث يبدو وقف إطلاق النار الإسرائيلي مع حماس في غزة ومع حزب الله في جنوب لبنان هشًا بشكل متزايد، وكان المبعوث الخاص ستيف ويتكوف يخطط للعودة إلى المنطقة.

وقال جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إن تصريحات ترامب مثيرة، ولكن من الصعب أن نتخيل أنها ستحظى بقدر كبير من القبول، وحيث ستقابل برفض وقلق من كل من مصر والأردن، وبين حلفائهما من دول الخليج العربية، وبين الحكومات الأوروبية التي لديها مصلحة في الاستقرار في مصر والأردن، بالإضافة إلى مشاعرها تجاه حقوق الفلسطينيين".

وقال مسئولون في الإدارة الأمريكية إنهم ينظرون إلى غزة كأرض قاحلة مليئة بالأنقاض والذخائر غير المنفجرة، والتي سيتم تسهيل إعادة إعمارها إلى حد كبير برحيل سكانها.

وقال مسئول كبير في إدارة ترامب: "لا يمكنك أن تطلب من الناس البقاء في مكان غير صالح للسكن لأسباب سياسية"، وأضاف أن الفلسطينيين قد يحصلون على ضمانات بأنهم قد يعودون في نهاية المطاف بعد مفاوضات مع الشركاء الإقليميين.

وقال السيناتور ليندسي جراهام (جمهوري، ساوث كارولينا) في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة سي إن إن: "فكرة أن جميع الفلسطينيين سيغادرون ويذهبون إلى مكان آخر، لا أرى أن هذا عملي بشكل مفرط".

فيما قال فرانك لوينشتاين، المفاوض الإسرائيلي الفلسطيني السابق في وزارة الخارجية: "إن تشجيع (الهجرة الطوعية) للمدنيين من غزة كان منذ فترة طويلة حلمًا يراود المتطرفين الأكثر تطرفًا في إسرائيل".

وقال مسئول أمريكي كبير سابق إن فكرة قبول مصر والأردن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين في غزة غير واردة. كانت هذه خطوطًا حمراء لكلا البلدين قبل أزمة غزة، ولا تزال خطوطًا حمراء أكثر حدة الآن.