رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيدة زينب عقيلة بنى هاشم


«يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله وآويتمونا آواكم الله وأعنتمونا أعانكم الله جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجًا».
بهذه الكلمات الطيبة المباركة من عقيلة بنى هاشم محبوبة المصريين السيدة زينب عليها السلام صاحبة المقام الطاهر بقاهرة المعز، والذى هو مأوى المحبين وملاذ أهل المودة التى دخلتها فى شهر شعبان عام 61هـ، بعد أشهر من واقعة كربلاء التى أستشهد فيها أخيها سيدنا الإمام الحسين عليه السلام، وزهور وورود أهل البيت عليهم السلام أمام ناظريها، وما كان منها إلا الرضا والتسليم المطلق لإرادة الله ومشيئته.
ومن خلال هذا الموقف العظيم الذى جسدت من خلاله أيضًا أسمى معانى البطولة أمام هول ما رأت وعظيمَ ما حدث دون ضعفٍ أو وهن مواجهةُ كل محاولات الإحباط والتوهين والشماتة حينما قال لها والى الكوفة «أرأيتِ صُنع الله بأخيكِ وأهل بيتك؟».
كان هذا الرد المُفحم الذى خرج منها وهى فى قمة الإنضباط والإتزان النفسى وقوة الإرادة والعزيمة فى تلك اللحظات الحرجة من موقع إيمانها العميق بإرادة الله ومشيئته قائلة له: «والله ما رأيت إلا جميلًا» فمن خلال هذه النشأة النبوية كان لها هذا الموقف الذى أبى أن يُمحى من صفحات التاريخ الإنسانى فى لحظات لم تتعرض لها سيدة فى التاريخ البشرى وأن تصمد هذا الصمود وإنطلقت بكل عزم عندما سيقت أسيرة هى وأهلها مكبلين من العراق إلى الشام.
فقالت ليزيد بن معاوية خليفة المسلمين حين وصلت إليه: «أظننتَ يا يزيد حين أخذتَ عليا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء؟ أنسيت قول الله تعالى «ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى خير لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثمًا ولهم عذاب مهين» صدق الله العظيم، أمنَ العدلِ يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقُك بنات رسول الله سبايا وقد هتكتَ ستورهن وأبديتَ وجوههن تحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد؟ فوالله ما فريتَ إلا جلدك وما حززت إلا لحمك ولترِدن على رسول الله صلى الله عليه وآله بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته فى عترته ولحمته ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النُجباء لحزب الشيطان الطلقاء ولئن جرت على الدواهى مخطابتك إنى لأستصغرُ قدرك وأستعظمُ تقريعك وأستكثرُ توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حَرى».
وتختم بقولتها الخالدة: «فكد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ولا يرحضُ عنك عارها وما رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد وجمعك إلا بدد يوم ينادى المنادى ألا لعنة الله على الظالمين».
وضاقت عليها بلاد الدنيا ولم تجد إلا مصر المؤمنة لتلجأ إليها بعد أن نصحتها ابنة عمها زينب بنت عقيل قائلة لها: «يا ابنة عم لقد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء فطيبى نفسا وقرى عينا وارحلى إلى بلد آمن».
فاختارت مصر ودخلتها مع بعض من أبناء سيدنا الحسن وسيدنا الحسين عليهما السلام وعدد من آل البيت ومحبيهم فاستقبلها المصريون فحملوها على هودج بكل حفاوة وترحاب وبعد أن رأت كل هذا من أهل مصر دعت لهم هذا الدعاء الطيب المبارك الذى انتفعت به مصر وأهلها الطيبين وبعدها أصبحت مصر ملاذًا لأهل البيت عليهم السلام حتى  سكنوا كل نواحيها وكذلك ملاذًا لكل المستضعفين والذين ضاقت بهم الحياة من جميع أنحاء المعمورة إلى هذا اليوم وليس غريبًا على بلد زكاها الله فى كتابه ودعا لها كل أولياء الصالحين فسلام الله تعالى على السيدة زينب بضعة الزهراء وقدوة النساء مثل أمها.. وكل عام وأنتم بخير.
*****
مبارك اسمها طابت وطبتم.. وطاب وليكم دنيا وأخرى
وفى الجنات زغردة وعيد.. تناثر روضها وردًا وزهرًا
بمولد زينب الحوراء يحلو.. لأهل ولائها الصلوات جهرًا