"المصري للفكر" يناقش إعادة هيكلة توازن القوى فى الشرق الأوسط في ندوة بمعرض الكتاب
عقد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ندوة بعنوان "إعادة هيكلة توازن القوى في الشرق الأوسط"، وذلك على هامش فعاليات معرض القاهرة للكتاب.
وقالت الدكتورة دلال محمود، مدير برنامج الأمن وقضايا الدفاع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن أهم خاصية تميز الشرق الأوسط هو أنه بات يشكل تحدي أمني على كافة المستويات، كما لم يعد من الممكن الحديث عن شرق أوسط واحد وإنما هناك مجموعة من الأقاليم الفرعية التي تحمل خصائص وأولويات مختلفة.
وأضافت خلال كلمتها فى الندوة، أن هناك مشتركات بين أقاليم الشرق الأوسط الفرعية تتعلق باستمرار الصراعات على الموقع والموارد والتنمية المستدامة، فيما يُشكل دور الفاعلين من غير الدول أحد التحديات التي تواجه أقاليم الشرق الأوسط لا سيَّما مع تمكن بعضها من الوصول إلى الحكم.
مصر هي نقطة التماسك
وأشارت إلى أن الشرق الأوسط أمام لحظة فارقة يُعاد فيها هيكلة توازنات القوى بين الفاعلين الإقليميين والدوليين، مؤكدة أن مصر هي نقطة التماسك بين التقسيمات الفرعية في الشرق الأوسط.
فيما قال الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن معادلة توازن الشرق الأوسط تشهد إعادة هيكلة في ظل وجود الكثير من الأطراف المؤثرة التي تمتلك خطط متباينة بشأن مصالحها في الشرق الأوسط، مضيفا أنه بالنظر إلى الدور الأمريكي خلال أزمات المنطقة حاليًا، فقد بات من الواضح أن واشنطن تمارس المزيد من الانخراط في كثير من قضايا الإقليم.
وأضاف أن الولايات المتحدة انخرطت في قضايا المنطقة بنماذج سياسية وعسكرية، وستكون شريك رئيسي في إعادة هيكلة الشرق الأوسط، وستعمل إدارة ترامب على نفس النهج، منوها أن الدول الكبرى معتادة على التنافس بينها في عدد من دول العالم، وهو ما يستدعي المد والجزر في العلاقات البينية.
وأشار عكاشة، إلى أن روسيا والصين تبذلان جهد فاعل ومستمر بالمنطقة، وتملكان كروت فاعلة قد تكون أقل قوة من الولايات المتحدة، ولكنها حاضرة وتصنع لنفسها مساحة لتكون شريكة في رسم ملامح وتفاعلات المنطقة، مضيفا هناك ثلاث دول من القوى المتوسطة وهي إسرائيل وتركيا وإيران، لهم مشروعات في المنطقة ويرون أنهم الأقرب والأولى للاشتباك مع قضاياها والاستفادة منها.
وأوضح عكاشة، أنه في ظل هذه المرحلة هناك حاجة إلى مشروع عربي متكامل يمسك بزمام صناعة مستقبل المنطقة، وهناك فرصة للدول العربية لصناعة مستقبلها بنفسها في ظل الصراعات والتنافسات الدولية.
فيما قال الدكتور أحمد أمل، أستاذ العلوم السياسية المساعد بكلية الدراسات الأفريقية العليا – جامعة القاهرة، إن هناك تشابك كبير يصل إلى حالة تماهي وارتباط بين الشرق الأوسط وبعض الأقاليم الأفريقية مثل إقليم شمال إفريقيا وإقليم القرن الأفريقي، وهو ما يجسده التالي:
▪ وجود حالة من التقارب بين التنظيمات الإرهابية في القرن الإفريقي والشرق الأوسط.
▪ حدوث هجرة في الاتجاهين بين منطقة القرن الأفريقي وبعض دول الشرق الأوسط مثل اليمن.
كذلك التداخل بين شرق المتوسط وشمال أفريقيا الذي جسده توقيع تركيا اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع ليبيا.
إسناد الولايات المتحدة المهام الأمنية الصعبة في الدوائر الأكثر سخونة بأفريقيا إلى قوى شرق أوسطية مثل تركيا.
كما قال الدكتور محمد عباس ناجي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العالم العربي يمر حاليًا بأصعب وأخطر مراحله نتيجة مجموعة من المتغيرات التي شهدتها المنطقة خلال الفترة الماضية، مضيفا أنه من الممكن أن تتجدد الهجمات الحوثية على إسرائيل في ضوء رغبة تل أبيب في تصفية حساباتها مع مختلف الأطراف التي شنت هجمات عليها بسبب حربها على قطاع غزة.
وأشار إلى أنه قد يمثل إعادة الولايات المتحدة الأمريكية جماعة الحوثي إلى قائمة الإرهاب مقدمة لتحرك كبير ضد اليمن بشكل عام وليس جماعة الحوثي فقط، موضحا أن ظروف المنطقة اختلفت كثيرًا عن ظروف الولاية الأولى لترامب، ولكنها ستكون طرف رئيسي في المنطقة خلال المديين المتوسط والبعيد.
وأشار إلى أن السياسة الأمريكية صامتة تجاه القضايا الحيوية بالمنطقة مثل الأوضاع في الضفة الغربية، والتطبيع، وسوريا، واليمن، مؤكدا أنه لا بد من وجود موقف عربي موحد أكثر توافقًا للتعامل مع تحديات المنطقة، وتعظيم أي فرص للتوصل إلى تسويات لأزمات المنطقة المختلفة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.