رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلسطينيون لـ"الدستور": نعيش فرحة العودة.. ومصر كانت شريان الحياة لغزة

غزة
غزة

أعرب مواطنون فلسطينيون من قطاع غزة، عن مشاعرهم الحالية وأوضاعهم قبيل عودتهم إلى مدنهم في شمال غزة، مثمنين دور مصر في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.

 

بداية، قال زكريا بكر مواطن فلسطيني من مخيم الشاطئ شمال قطاع غزة وحاليا نازح بالجنوب، إنه من المقرر أن يعود لمدينته، غدا الأحد، في اليوم السابع من الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار.

ويضيف بكر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هناك تركيبة مختلفة من المشاعر تسيطر عليهم في هذه الأثناء مشاعر بين الفرحة بسبب اتفاق وقف إطلاق النار والعودة لمنزله، وبين مشاعر الحزن والألم وألم الفقد وخاصة أن هناك أكثر من 15 ألف شهيد تحت أنقاض المنازل، بينهم أقاربه وحين العودة ستبدأ رحلة البحث عن الجثامين.

وأوضح بكر، أن من عاد إلى منازله فقط هم من سكان رفح، وغالبية من عادوا، عادوا للسكن بالخيام فوق بيوتهم المهدمة، مشيرا إلى أن الاحتلال خلال اجتياح رفح قضى على أكثر من 95% من مباني مدينة رفح ونسبة كبيرة من السكان لم يتمكنوا من العودة وتحديدا من هم حول معبر فيلاديلفيا ودوار النجمة.

وتابع بكر: "أما سكان غزة والشاطئ وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا لم يعودوا حتى اللحظة وحسب الاتصالات مع من تبقي هناك من ذويه، أكدوا أن هناك مدن بأكملها مُحت من الخريطة مثل البغراقة مدينة الزهرة منطقة المخابرات، جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون أبُيدت كل مبانيها، وما تبقى أو كما يطلق عليه البيت الواقف أصيب بعدد من القذائف أسفر عن تدمير أجزاء منه، وممكن أن تبني حائط أو ترممه بشادر".

وأوضح بكر أن اللصوص سرقوا كل محتويات البيوت وما ظل بها شيء الأمتعة والأجهزة الكهربائية والملابس وأطقم النوم، اللصوص قضت عليها.

وحول إدخال المساعدات والدور المصري في وقف إطلاق النار، أوضح بكر أننا نسمع أنه تم إدخال شاحنات كثيرة وصلت إلى 900 شاحنة، وحتى الآن لم يتم التوزيع بشكل كامل، والكل ينتظر لحظة العودة، موضحا أن ما طمأن الناس هو انخفاض الأسعار وعودتها تقريبا إلى طبيعتها قبل الحرب ولو أعلى بنسبة بسيطة، ولكن الكل أصبح يستطيع أن يشتري تلك السلع، متابعا: "أصبحنا نأكل البيض واللحوم والخضروات وكل السلع أصبح متوفرة الآن بالأسواق".

وتابع بكر: "لو نحكي عن الدور المصري هو دور أساسي ومحوري ولولا المفاوضات التي خاضتها مصر وقطر بضغط أمريكي لما وصلنا لوقف إطلاق الإبادة وإطلاق النار، فالحرب فاقت كل الذى قرأناه عن حقوق الإنسان والقانون الدولي والقانون الإنساني، نحن نحكي عن شيء أكبر من الإبادة وأكبر من التطهير العرقي والقتل الجماعي، نحن  أمام كارثة حقيقية تعرض لها أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، إما بقتل النساء والأطفال والشيوخ وحرب إبادة لكل شيء للإنسان أولا والبيوت والأشجار والقطاعات الاقتصادية تم تمدير أكثر من 90% منها، وقطاع الصيد وهو المهنة الرئيسية في غزة، 95% من معدات الصيادين تم تدميرها".

وتاع بكر: "أصبحت الدقيقة تمر كأنها ساعة واليوم بشهر، أسبوع مر علينا والأيام واقفة لم تمشي أصبح العودة للبيوت والديار، حلم طاله انتظاره  لأكثر من عام ونصف.

 

تربطنا بمصر علاقة وجدانية لا تزعزعها أى محاولات

فيما قال عبدالهادي حجاج مواطن غزاوي نازحا منذ بداية الحرب، مصر وغزة تاريخيا ارتباطهم ببعض ليس ارتباط جغرافي وسياسي أو دور مساعدات فقط، العلاقة علاقة وجدانية، معقبا: “ما بتقدر أي محاولات إنها تزعزعها”.

وأضاف حجاج في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن دور مصر في وصول المساعدات كان شريان الحياة لغزة في شهور الحرب مع صعوبة إدخالها وكمياتها.

وأوضح حجاج أن الضغط الذي تحملته مصر في سبيل حفاظ الغزاوي على وجوده في غزة ضغط كبير ومع ذلك ما فرطت مصر.

وتابع حجاج: "نتمنى من القيادة المصرية أن تساعد أهل غزة في المرحلة الحساسة وهي بعد انتهاء الحرب من خلال المساعدة في إنهاء تسلط أي جهة على المساعدات حيث فعليا جزء كبير من شعب غزة لا يرى منها شيئا، والدور الرقابي مطلوب جدا وكذلك تحسم الموقف برفض أن تعود الإدارة التي تحكم غزة قبل الحرب إلى حكمها والسيطرة عليها بعد الحرب".