أحمد مستجير طفلًا.. مكتبة والده وراء شغفه للقراءة
عاش طفولته وشبابه في قرية الصلاحات بمركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية شمال مصر (الأول من ديسمبر 1934 - 17 أغسطس 2006)؛ ونشأ في بيت من بيوت العلم والادب؛ كان والده مدرسًا للغة العربية وبالبيت مكتبة غنية بالكتب الأدبية والدينية أقبل عليها مع إخوته السبعة وهم في مرحلة الطفولة والشباب الباكر بشغف ملحوظ بالقراءة وقد رسخت هذه الرغبة في القراءة والاستزادة من المعرفة في ذهنه ووجدانه في مراحل حياته بعد ذلك . إنه العالم المصري الراحل د. أحمد مستجير شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب 56.
درس بمدرسة المطرية الابتدائية والملك الكامل الثانوية بالمنصورة
في كلمته قال الدكتور محمود حافظ عندما استقبل مجمع اللغة العربية الدكتور مستجير في عام 1996:" قد قضى الدكتور مستجير طفولته بهذه القرية بين مروجها الخضراء وظلالها الوارفة وعطرها وأريجها وكانت لهذه الطبيعة الخلاية انعكاساتها عليه فأحبها وعشقها وظلت هذه الأحاسيس تنمو معه أيضا في صباه وشبابه جنبا إلى جنب مع عشقه للقراءة - وما أن أتم دراستة الابتدائية بمدرسة المطرية ودراسته الثانوية بتفوق بمدرسة الملك الكامل الثانوية بالمنصورة حتى التحق بكلية الزراعة بجامعة القاهرة وكأنه بدراسته في هذه الكلية قد استجاب تلقائيا لما كان قد احتشد في خلفيته الأولى واختزنه في وجداته من حب لتلك البيئة النباتية في قريته التي نشأ فيها وأحبها وعاش بين ظلالها ومروجها.
كتب الزجل في المرحلة الإبتدائية
ويواصل الدكتور محمود حافظ، عضو مجمع اللغة العربية كشفه لملامح طفولة الدكتور مستجير في طفولته؛ ومنها كتابته الزجل وهو في المرحلة الإبتدائية؛ حيث يقول:" ويقول الدكتور مستجير أيضا إنه كان يكتب الزجل ويحفظ الكثير منه وهو بعد تلميذ في المدرسة الابتدائية ثم بدأ يكتب الشعر إبان دراسته الجامعية وظل يكتب لمجرد الترويح عن الانفعالات حتى سن الخامسة والثلاثين ونشر بعض ماكتب من الشعر في ديوانين صغيرين هما "عزف ناي قديم "، "هل ترجع أسراب البط ".
ثم استطرد يقول: قبل أن أنشر الديوان الأول - وكنت قد أصبحت عضوا في اتحاد الكتاب - رأيت أن أعرف إن كانت ثمة أخطاء عروضية فقمت بدراسة العروض فلم أجد فيما كتبته أية أخطاء عروضية وبذلك قمت بنشر الديوان - ثم يقول " كنت أقوم بتدريس البرمجة للكمبيوتر الطلبة الدراسات العليا بالكلية - وفي محاضرة كنت ألقيها قلت إن الكمبيوتر لاشك يستطيع أن يعرف إن كان البيت مكسورا أم لا وبدأت حينئذ دراسة حاولت فيها إخضاع البحور للأرقام وكللت الدراسة بالنجاح ونشرت كتيبا في الموضوع عنوانه " في بحور الشعر: الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي " - بعد أن عرضت هذا الكتيب على المرحوم الأستاذ الكبير على النجدى ناصف عضو هذا المجمع الموقر أصر على أن يكتب له مقدمة - وبعد ذلك قمت بتطوير الفكرة لتظهر في كتاب (١٦٦ صفحة ) عام ۱۹۸۸ عنوانه " مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ".