فلسطينيون لـ"الدستور": الوحدة شرط أساسى لمستقبل غزة.. ومصر قادت دورًا كبيرًا لوقف الحرب
أكد خبراء وسياسيون فلسطينيون أن مستقبل قطاع غزة يتطلب توحيد الجهود الفلسطينية وإنهاء الانقسام وقطع الطريق على الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أن مصر قادت دورًا قويًا لدعم إنهاء حرب غزة ودعم إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، فضلًا عن دورها في ملف إعادة الإعمار.
ومن جانبه، قال الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن الهدنة تمر وفق ما هو متفق عليه بين كل الأطراف وبرعاية الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة ويتم تنفيذ بنودها، سواء المتعلقة بالمساعدات وتدفقها للقطاع أو المتعلقة بتبادل الأسرى رغم حجم الأصوات والضغوطات على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من قبل اليمين المتطرف في إسرائيل بضرورة العودة للحرب بعد 42 يومًا وهى المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأضاف عمر في تصريحات لـ"الدستور"، أن سيناريوهات العودة للحرب على غزة ربما تكون ضعيفة وسط تهديد من قبل الإدارة الأمريكية بالوقوف في وجه من يخرق هذا الاتفاق، إلى جانب انشغال الإدارة الأمريكية الحالية بملفات أخرى منها الاقتصاد الأمريكي والهجرة وحرب أوكرانيا والملف الصيني وملفات أخرى أكثر اهتمامًا بالنسبة لدونالد ترامب.
وتابع عمر: "نحن أمام سيناريو فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية في ظل تسليح وتصعيد المستوطنين والهجمات الليلية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية، وبهذا يكون نتنياهو قد ارضى طموح اليمين المتطرف في إسرائيل في نشر الاستيطان ومصادرة أكبر قدر ممكن من المستوطنات وضمها إلى السيادة الإسرائيلية وفق المعتقدات التوراتية المتعلقة بيهودا والسامرة وأورشليم وهذا ما يسعى له سموتريتش وبن غفير، وبهذا يتجاوز الأزمة القائمة حول التهديد بإسقاط الحكومة.
ولفت إلى أن الاحتلال تسبب بكارثة ودمار شامل لكل مناحي الحياة في قطاع غزة وأن إيجاد مقومات الحياة بحاجة إلى وقت وجهد كبيرين وهذا بحاجة إلى تضافر كل الجهود والاجماع على حكومة مقبولة دوليًا وإقليميًا حتى تستطيع حشد الدعم والتمويل الدولي لإزاحة ركام المدن المدمرة أولًا وإيجاد مأوي لإيواء من دمرت منازلهم وأعدادهم كبيرة جدًا، من ثم وضع حلول إسعافية لقطاعات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء والصرف الصحي وهذا أيضًا سوف يستغرق مزيدًا من الوقت.
واستطرد، أن حجم الكارثة كبير ولا تستطيع جهة لوحدها إدارة هذه الأزمة، سواء المتعلقة بالمعابر أو المتعلقة بالوضع الداخلي ولا يمكن فصلهما عن بعضها البعض.
نزال: حركة حماس ما زالت تتمتع بقدرات كبيرة في غزة
فيما أكد الدكتور نزار نزال، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن حركة حماس ما زالت تتمتع بقدرات كبيرة داخل قطاع غزة، رغم الأضرار التي لحقت ببعض قدراتها العسكرية كالقوة الصاروخية والأنفاق.
وأشار في تصريحات لـ"الدستور"، إلى أن المشاهدات الميدانية خلال الأيام الأولى للهدنة، مثل انتشار الشرطة التابعة لحماس وقوات الأمن ومقاتلي الحركة، بالإضافة إلى تنظيم عمليات تسليم الأسرى، تشير إلى أن الحركة ما زالت تحتفظ بسيطرتها وقوتها في القطاع.
وتحدث نزال عن الدور المحوري الذي لعبته مصر في الوصول إلى اتفاق الهدنة، مؤكدًا أن القاهرة استخدمت جميع أوراقها السياسية الثقيلة خلال الفترة الماضية لممارسة ضغط حاسم، وهو ما أدى إلى تحقيق هذا الإنجاز. وأوضح أن مصر تحركت بأسلوب هادئ وبدون ضجيج، لكنها تركت بصمة واضحة في تهدئة الأوضاع وضمان سير العملية السياسية.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أشار نزال إلى أن الأمر مرتبط بشكل كبير بدور مصر، مؤكدًا أنه لا يمكن تنفيذ أي خطط لإعادة الإعمار دون دور مصري فاعل. ومع ذلك، أوضح أن هناك تحديات كبيرة تواجه هذا الملف، أبرزها غياب جسم سياسي معترف به دوليًا داخل القطاع، يمكنه تلقي الأموال وضمان استخدامها بشكل فعال.
وأضاف، أن الحديث عن مئة مليار دولار لإعادة الإعمار يحتاج إلى ضمانات طويلة الأمد، لضمان عدم تكرار الحروب، كما حدث سابقًا في أعوام 2008، 2012، 2014، 2018، و2021. وأكد نزال أن التجارب السابقة تظهر أن إعادة الإعمار لا تزال تواجه عقبات، حيث لم يتم حتى الآن إصلاح الدمار الذي خلفته حرب 2008.
واختتم نزال بتأكيد أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية كشرط أساسي لأي عملية إعمار. ودعا إلى توافق بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس وباقي الفصائل، بالتعاون مع الدول الإقليمية مثل مصر والأردن ودول الخليج، لإطلاق حركة إعمار شاملة تعيد بناء قطاع غزة بشكل سريع وفعّال.