كيف تستخدم جماعة الإخوان وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الدولية؟
في العصر الحديث، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ساحات مفتوحة للصراعات السياسية، وبينما تتبنى الدول سياسات إعلامية لعرض إنجازاتها ومواجهة التحديات، لجأت جماعة الإخوان إلى استخدام هذه الأدوات لتحقيق أغراض مشبوهة، بهدف زعزعة استقرار الدول وتشويه سمعة الأنظمة السياسية، خاصة النظام المصري.
ومنذ ثورة 30 يونيو 2013، استغل التنظيم هذه المنصات لتأليب الرأي العام داخليًا وخارجيًا، من خلال حملات تضليل وإثارة ممنهجة، وهو ما يوضحه التقرير التالي، الذي يُسلط الضوء على أبرز الوسائل والأساليب التي تتبعها الجماعة في حربها الإعلامية.
أساليب جماعة الإخوان الإعلامية
تقوم جماعة الإخوان المسلمين بتطبيق عدد من الاستراتيجيات التي تحاول من خلالها تأليب الرأي العام ضد النظام المصري، ومن أبرزها:
- التريندات الوهمية: لجأت الجماعة إلى تشكيل لجان إلكترونية متخصصة تعمل على إطلاق هاشتاغات مثل "ارحل يا سيسي" و"مش من جيبك"، بهدف خلق انطباع بوجود غضب شعبي واسع، وتعتمد هذه الحملات على إثارة التوتر عبر الترويج لرسائل زائفة، تسعى لجذب مزيد من المتفاعلين والانضمام لحملات إلكترونية مكثفة.
- السخرية: تُعد السخرية أحد أبرز أدوات الجماعة لتشويه إنجازات الدولة ومؤسساتها، فبرامج مثل "جو شو" وصفحات مثل "خمسة بالمصري" تسخر بشكل منهجي من جهود الحكومة، بهدف نشر الإحباط وتقويض الثقة في القيادة.
- التلاعب بالتصريحات الرسمية: تُخرج الجماعة تصريحات المسؤولين من سياقها الطبيعي لتوجيه رسائل مُضللة، ومثال على ذلك، استغلال تصريحات الرئيس السيسي بشأن تكلفة تطوير السكك الحديدية لإيهام المواطنين بأن الدولة تُفضل الفوائد البنكية على تحسين الخدمات.
- استغلال القضايا الاجتماعية: تستغل الجماعة قضايا تمس حياة المواطنين، مثل ارتفاع الأسعار أو إزالة المباني القديمة، لتأجيج الغضب الشعبي، ويتم التلاعب بالمعلومات وتضخيم المشكلات لتشكيل وعي مضاد يصعب تغييره.
القضايا التي تركز عليها الجماعة الإرهابية
تركز الجماعة الإرهابية على مجموعة من القضايا التي يهتم بها المواطن المصري، وتقوم ببث الشائعات بشأنها، بهدف خلق غضب شعبي دائم، ومن بينها:
- تدهور الاقتصاد: تُركز الجماعة على تصوير الوضع الاقتصادي بأنه في انهيار دائم، من خلال نشر شائعات عن ارتفاع الديون وانخفاض الاحتياطي النقدي، كما تروج لفكرة أن الحكومة تفتقر إلى خطة اقتصادية واضحة، مما يُعزز الشعور باليأس بين المواطنين.
- سحق المواطنين: تعمل الجماعة على ترويج فكرة أن الحكومة تستهدف استنزاف مدخرات المواطنين وتحميلهم تكاليف المشروعات الكبرى، وتُصاغ هذه الرسائل بأسلوب يدفع لتنامي الشعور بالظلم.
- الحكم العسكري كمصدر للمشكلات: تستمر الجماعة في وصف النظام الحاكم بأنه امتداد "للحكم العسكري"، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تُسيطر على المشروعات الاقتصادية، مما يُحجم دور القطاع الخاص.
- القمع وانتهاكات حقوق الإنسان: تُروج الجماعة لروايات عن وجود آلاف المعتقلين والمختفين قسريًا في مصر، مستغلة تقارير منظمات دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" لتأليب الرأي العام الدولي.
الأدوات الإعلامية المستخدمة
ولتتمكن الجماعة من تصدير تلك الأزمات والشائعات، تلجأ لعدد من الوسائل الإعلامية التي تساعدها في التأكيد على وجود أزمات مبالغ فيها، ومنها:
- القنوات الفضائية: تعتمد الجماعة على قنوات تبث من تركيا وقطر مثل "الشرق"، "وطن"، و"التلفزيون العربي"، وتُستخدم هذه القنوات لبث برامج تتبنى خطابًا معاديًا للدولة المصرية.
- منصات التواصل الاجتماعي: تُشغل الجماعة شبكات من الحسابات الوهمية والمجموعات المغلقة على تطبيقات مثل واتساب وكلوب هاوس، وتهدف هذه الأدوات إلى نشر الشائعات بسرعة واستهداف فئات الشباب.
- الصفحات الثقافية والرياضية: تلجأ الجماعة إلى إنشاء صفحات لا تحمل طابعًا سياسيًا، مثل صفحات تهتم بالفن والرياضة، وتستخدمها لاحقًا لبث رسائل سياسية خفية.
- كتائب يوتيوب: تدير الجماعة قنوات على يوتيوب تُركز على إعادة صياغة الأحداث التاريخية والسياسية بما يتماشى مع رواياتها، وتُستثمر هذه القنوات لجذب الشباب غير المهتمين بالقراءة.
التحديات أمام جهود الدولة في التصدي
ورغم الحملة الإعلامية المكثفة التي تقودها الجماعة، تمكنت الدولة المصرية من مواجهة هذه الاستراتيجيات من خلال:
- إغلاق القنوات والمنصات التابعة للجماعة: مثل قناة "مصر 25" وصفحات ممولة على فيسبوك وتويتر.
- حملات التوعية الإعلامية: بثت الدولة مواد توضح الحقيقة وتفند الشائعات، ما ساهم في استعادة ثقة المواطنين.
- تعزيز الرقابة على المحتوى الإلكتروني: من خلال تشريعات تُحكم السيطرة على الفضاء الرقمي.