رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكاذيب إخوانية.. حقيقة دور مصر فى فتح معبر رفح وسط حملات التضليل

أرشيفية
أرشيفية

في هذه الأوقات العصيبة التي يشهد فيها قطاع غزة حربًا شاملة، تتواصل محاولات العديد من الأطراف لتشويه الحقائق وإثارة الفتن حول دور مصر في القضية الفلسطينية، وأحد أبرز تلك المحاولات تأتي من جماعة الإخوان الإرهابية التي، منذ سقوطها في ثورة 30 يونيو 2013، لم تتوقف عن نشر الأكاذيب والشائعات بهدف تقويض الدولة المصرية وتشويه صورتها على الساحة الدولية.

وفي هذا السياق، روجت الجماعة لمزاعم كاذبة، حيث زعمت أن مصر أغلقت معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، وهو ما يتنافى مع الحقيقة، بل يتناقض مع الواقع الذي يثبت أن مصر كانت وما زالت تُعد اللاعب الرئيسي في تقديم المساعدات لأشقائنا الفلسطينيين، حيث تتحمل مصر الجزء الأكبر من المساعدات التي تصل إلى غزة.

الهدف من الشائعات وتفنيدها

إن هدف جماعة الإخوان من نشر مثل هذه الشائعات هو استهداف الدور المصري في القضية الفلسطينية، ومحاولة تقويض ثقة الشعب المصري في قيادته وحكومته. وذلك في سياق مستمر منذ أن تم إقصاء التنظيم من الحكم في 2013، ويأمل الإخوان في استغلال أي أزمة أو حادثة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن إسرائيل والضغوطات التي تمارسها على غزة، فالتنظيم يعتقد أن تشويه صورة مصر يمكن أن يسهم في عودته إلى الساحة السياسية في مصر وإحياء مشروعه الذي فشل في تحقيقه خلال فترة حكمه القصيرة.

كما أكدت العديد من المصادر الرسمية، بما في ذلك الهلال الأحمر الفلسطيني، أن مصر كانت ولا تزال تقدم معظم المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث أظهرت التقارير أن نحو 80% من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى القطاع كانت من خلال مصر، من خلال معبر رفح، الذي لم يغلقه النظام المصري أبدًا.

معبر رفح ودوره الحيوي

يعد معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة شريان الحياة الأساسي للفلسطينيين في غزة، وخاصة في الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع تحت الحصار الإسرائيلي، ولم يكن المعبر يومًا مغلقًا لفترات طويلة كما ادعى الإخوان، بل على العكس، كانت مصر دائمًا حريصة على فتح المعبر لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، ولتمكين الفلسطينيين من العبور في الاتجاهين، سواء للعلاج في المستشفيات المصرية أو لإدخال البضائع الأساسية التي يحتاجها سكان غزة.

وقد أكد المسئولون المصريون في عدة مناسبات أن معبر رفح مفتوح دائمًا لدخول المساعدات الإنسانية، ولا يتوقف إلا في حالات استثنائية تتعلق بالأوضاع الأمنية على الجانب الآخر، ومع ذلك، فإن الجماعات المتطرفة مثل جماعة الإخوان تواصل بث الأكاذيب لتضليل الرأي العام. 

وبحسب تصريحات المسئولين المصريين، كان هناك اتفاق مع الجهات الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، لإيصال المساعدات إلى غزة من خلال معبر رفح عبر جهود مصرية ضخمة لفتح الطرق أمام القوافل الإغاثية.

الضغوط الدولية على مصر

وفي هذا السياق، شهدنا محاولات من بعض الدول الغربية ومنظمات دولية للضغط على مصر بخصوص فتح معبر رفح بشكل كامل، وفي وقت سابق، سعت بعض الأطراف إلى تحميل مصر مسئولية تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، إلا أن مصر أكدت مرارًا وتكرارًا أنها قد فتحت المعبر، ولكن العقبات تأتي من الجانب الإسرائيلي، حيث ترفض إسرائيل إدخال بعض المواد الأساسية مثل الوقود والمواد الطبية بشكل كامل، ما يعطل وصول المساعدات إلى القطاع.

كما أن مصر استضافت عشرات الوفود الطبية والإغاثية من مختلف دول العالم، وخصصت جزءًا من أراضيها لتوفير العلاج للجرحى الفلسطينيين، ووفقًا للتقارير، فإن مصر استقبلت أكثر من 25 ألف جريح فلسطيني في مستشفياتها منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر الماضي.

المساعدات الطبية والإنسانية

ومصر لم تقدم المساعدات الإنسانية فحسب، بل تحرص على أن تكون هذه المساعدات شاملة لكافة احتياجات الشعب الفلسطيني، خاصة في مجال الرعاية الصحية، فقامت بإرسال عشرات الشحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية لعلاج المصابين في غزة، حيث كان المستشفيات المصرية هي المحطة الأساسية لاستقبال الحالات الحرجة من القطاع.

كما استقبلت العديد من الأطفال الذين فقدوا ذويهم في القصف الإسرائيلي، وقامت بتقديم الرعاية الطبية والنفسية لهم، كما في حالة الطفلة مريم التي تم نقلها إلى مستشفى العريش بعد أن فقدت أسرتها في القصف، وهذه المواقف الإنسانية تبرز جانبًا آخر من مصر، وهو دورها الفاعل في تقديم العون للفلسطينيين بعيدًا عن المصالح السياسية.

موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية

وبذلت مصر جهودًا كبيرة في الساحة الدولية لرفع الصوت ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، وأكدت في عدة مناسبات أنها لن تسمح بتهجير الفلسطينيين أو التلاعب بحقوقهم في العودة إلى أراضيهم، ومن خلال دعمها المستمر للمفاوضات والهدنات، تسعى مصر إلى منع تفاقم الوضع في غزة والعمل على تحقيق حل عادل للفلسطينيين.

كما أن تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكدت دائمًا على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.