كاتب صحفي لـ"الدستور": انتصارات الجيش السوداني في ولاية الجزيرة جاءت في وقت مهم
علّق الصحفي السوداني طاهر المعتصم على الانتصارات المستمرة للجيش السوداني في الجزيرة والاقتراب من العاصمة الخرطوم بالتأكيد على دخول الجيش السوداني مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تعد المدينة الثانية بعد الخرطوم من حيث الكثافة السكانية والذي جاء بعد أكثر من عام من انسحاب الجيش واجتياحه من قبل ميليشيا الدعم السريع، منوها أنها جاءت في وقت مهم.
وأضاف المعتصم، لـ"الدستور"، كانت هناك انتهاكات كبيرة جدًا واسعة النطاق، معتبرا أن دخول الجيش إلى مدينة واد مدني جاء في توقيت مهم، حيث إن مدينة واد مدني التي تقع في وسط السودان وتحيط بها 4 ولايات أخرى، تمثل الطريق المؤدي إلى العاصمة الخرطوم.
الخطوة القادمة نحو الخرطوم
وواصل: “لذلك، الخطوة القادمة للجيش والتي أعلن عنها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومساعده الفريق شمس الدين كباشي، ستكون نحو الخرطوم”.
وتابع بقوله: كل المؤشرات تشير إلى أن معركة الخرطوم أصبحت قريبة جدًا في فترة وجيزة. ضربة البداية لانهيار قوات الدعم السريع كانت من جبل مويا في ولاية سنار، وهي ولاية وسطية وملتقى عدد من الطرق. عندما استطاع الجيش اجتياحها والاستيلاء عليها، حررها وقطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع، وخصوصًا في ولاية الجزيرة.
وأوضح أن ميليشيا الدعم السريع في حالة تراجع وارتباك واضح، والحديث عن هذا الارتباك ظهر في خطاب قائد الدعم السريع نفسه الذي كان مرتبكًا بعد اجتياح الجيش لمدينة مدني.
لكن للأسف، بعض الحوادث التي وصفها بيان الجيش السوداني بأنها حوادث فردية ومعزولة تسببت في غضب واسع، حيث شهدنا حالات قتل خارج القانون من قبل مليشيات تابعة للجيش. في بعض مقاطع الفيديو، ظهر أفراد يرتدون زي مليشيات "البرابن مالك"، وهي إحدى المليشيات التي كانت تابعة لنظام الإخوان المسلمين بقيادة البشير سابقًا، والتي تساند الجيش منذ بداية المعركة.
وأشار “المعتصم” إلى أن هذه الحوادث أدت إلى غضب واسع في منطقة كامبو طيبة حيث ظهرت بعض الفيديوهات التي توثق لحالات الانتهاكات.
وأكد أنه من المهم أن أضيف هنا، أنه في الفترة الأخيرة، كان هناك قرار من وزارة الخزانة الأمريكية بوضع قائد مليشيا الدعم السريع، محمد حمدان دقلو الشهير بحمدتي، ضمن قائمة العقوبات الأمريكية وهذا القرار، بلا شك سيكون له تأثير كبير على الوضع في السودان.
ولفت إلى أن العقوبات الأمريكية تمثل ضغوطًا قوية، خصوصًا على الشخصيات المتورطة في الأزمات والنزاعات المسلحة، وتساهم في عزلهم دوليًا، مما قد يساهم في تغيير المواقف السياسية والعسكرية المتعلقة بالقادة العسكريين مثل حمدتي.