ممثل مشهور.. مفاجأة عن المنشد الذي رقص الهولنديين
«رقصة مصرية في هولندا».. تحت هذا العنوان انتشر مقطع فيديو بصورة واسعة، خلال الـ72 ساعة الماضية، على كل مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «تيك توك» الذي سجل النشر الأول للفيديو، فكان نصيبه 1.3 مليون مشاهدة، و104 آلاف إعجاب وتعليق ومشاركة.
الفيديو يُظهر مُنشدًا مصريًا، يرتدي الزي الصعيدي التقليدي، بما يتضمنه من جلباب غامق وعمامة بيضاء، وهو يُؤدي وصلة إنشاد مصرية بموسيقاها المعتادة على الأذن، وأمامه «حضرة ذكر»، لكن «الذكيرة» -بالتعبير الصيعدي- فيها مجموعة من الهولنديين.
وبينما واصل المُنشد المصري غناء الوصلة، مُبجلًا فيها عدد من أقطاب الصوفية: «مولاااااي... ياااابدوي... ياااابدووووي... زين العابدين»، تراصت أمامه صفوف الهولنديين «يذكرون» تبعًا لخطواته وحركاته، في سعادة غامرة، ودليل جديد على أن الفن عابر لكل الحدود، الزمان والمكان وحتى اللغة.
«الدستور» بدورها نجح في الوصول إلى مصور الفيديو، وهو الصحفي اليمني صقر الصنيدي، والذي كشف مفاجأة غير متوقعة عن هوية المُنشد الذي جذب بسحر أدائه الهولنديين.
وقال «الصنيدي»: «هذه الفعالية أُقيمت في مدينة هارلم الهولندية، القريبة من أمستردام، وهي واحدة من المدن التاريخية المهمة».
وأضاف عن تصوير الفيديو: «كنت في زيارة لصديق، وكنا نسير معًا، حين سمعنا صوت أناشيد قادمة من ساحة قريبة بجوار مكتبة المدينة، وذهبنا لرؤية الحدث الذي لم أسبق أن شاهدت مثله من قبل».
وواصل: «كانت الفعالية عامة، ونُظّمت ضمن أنشطة برنامج (Yalla Yalla zie je in Egypte) أو (يلا يلا نراكم في مصر)، وفقًا للوحة الإعلانية الموجودة في مكان الاحتفالية».
وأكمل: «الهولنديون كانوا متفاعلين جدًا مع المُنشد، الذي قدم مجموعة من الأناشيد الصوفية الشهيرة في مصر، ولم يكونوا مهتمين بتوثيق تلك اللحظة المميزة، التي تُقام على بُعد أكثر من 5 آلاف كم عن مصر، لذا شعرت بأهمية الحدث وقررت توثيقه بشكل عفوي».
المفاجأة التي اختص بها «الصنيدي» موقع وجريدة «الدستور» هي هوية المنشد الذي قاد الفعالية، مؤكدًا أنه الممثل المصري المعروف صبري سعد، الذي اشتهر أولًا بدوره في فيلم «همام في أمستردام».
وأضاف: «صبري سعد يشارك حاليًا في أدوار بطولية في عدة أفلام، كان آخرها فيلم Rocco & Sjuul، ويعيش في هولندا منذ سنوات طويلة، وينفذ الكثير من الأنشطة الثقافية التي تربط بين ثقافتي مصر وهولندا».
وأفاد بأن الممثل المصري، بعد انتهاء الفعالية، أجاب على أسئلة الجمهور الهولندي الذي حضر، والتي دارت أغلبيتها حول الرقصة.
وعن السؤال الذي شغل بال المصريين منذ مشاهدتهم الفيديو: «كيف أقنعهم المنشد المصري بالرقص؟»، قال الصحفي اليمني: «الشعب الهولندي يتميز بشغفه بالتعرف على الثقافات الأخرى، ولأن هذه الرقصة لها ارتباط بالحضارة المصرية بالنسبة للجمهور، فقد أثارت اهتمامهم، وتعلموها بسهولة خلال لحظات قليلة».
وأضاف: «كان الحماس واضحًا خلال اللقاءات والأحاديث بعد الفعالية. لم أتوقع بالطبع هذا الانتشار السريع للفيديو، كل ما فعلته كان بدافع توثيق لحظة شعرت بأنها مميزة ومختلفة، خاصةً بالنظر إلى موقع الحدث وطبيعته غير المألوفة».
وواصل: «بعد الرقصة التي كانت مؤلفة من عدة فقرات استمع الجمهور الى صبري سعد، من خلال ردوده على الأسئلة لقرابة الساعة، وقد حضرت هذه الجلسة، واستمعت إلى ردود الفعل من قبل الهولنديين المشاركين فيها، والذين تطرقوا لكثير من التساؤلات حول طبيعة الرقصة وطقوسها، ومتى يتم تأديتها، وماهية تأثيراتها النفسية على من يؤديها، واهميتها في الفلكلور المصري».
وكشف أن هذه الفعالية شهدت تقديم وجبة «الطعمية» الصباحية المصرية الشهيرة، كجزء من طقوس الفعالية المرافقة، مضيفًا: «عشنا يومها تفاصيل مصرية، كما لو أننا في إحدى المدن المصرية العريقة»
وتابع: «وصلتني انطباعات مدهشة عن التفاصيل الكامنة في الرقصة، ليس فقط من أصدقاء عرب، ولكن حتى من أصدقاء هولنديين مقربين اعجبوا باداء هذا العمل، وتمنوا المشاركة فيه في فعاليات قادمة».
وصبري سعد ممثل مصري مشهور عُرف بدوره في فيلم «همام في امستردام» مع النجم محمد هنيدي، وتحديدًا مشهده: «تعبان يا همام.. تعبان يا أخي». وعُرف عن «سعد» أنه عاش بعد الفيلم في هولندا ولا يزال حتى الآن.
وتنوعت تعليقات المتابعين المصريين والعرب على الفيديو، فقال «إبراهيم يوسف»: «مولد السيد الهولندي ده ولا إيه؟». وبينما تسائل «رياض أبو عرب»: «كيف أقنعهم؟»، أجابه «علاء الدين»: «مفكرين تمارين صباحية».
وأكدت «نجوى إبراهيم»، مصرية مقيمة في هولندا، أنها كانت سترغب في حضور مثل هذه الفعالية، مضيفة: «جيه امتى هولندا ده وأنا مشفتهوش.. والله كنت هروح (أرقص) معاهم.. الله حي والعز جاي»، فرد عليها مصري مقيم في ألمانيا يدعى «محمد عواد»: «إحنا في ألمانيا بنعمل الذكر دخ كل شهر مرة، وناس بتيجي من كل دول أوروبا».
وبينما قالت «هبة أحمد»: «الله أكبر علينا إحنا اللي خلينا الناس تفقر (تِذكر)»، وتسائل «علي سيف»: «تخيل الدنيا من غير مصر.. ما في دنيا»، وصلت «حنين أحمد» إلى حقيقة أن «مصر تؤثر ولا تتأثر».