اتفاق مفاوضات غزة.. تحول جيوسياسى يؤسس لمرحلة غير واضحة من الصراع العربى- الإسرائيلى
المجتمع الدولى ينتظر ما قد يتحقق من اتفاق ينهى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والدول الوسطاء، تشغل حراك العواصم القاهرة الدوحة واشنطن وتل أبيب.
.. وفى مفصل دقيق، فصائل المقاومة تبحث تنفيذ الاتفاق بالقاهرة الأسبوع المقبل، وهى سترى وتتابع خطة تنفيذية مصرية ومن دعم ضمانات الدول الوسطاء، تعالج إدارة قطاع غزة ستكون فى عهدة مصر خلال تنفيذ الاتفاق.
.. فى الأفق الجيوسياسى الأمنى، هناك محددات أراها، فى هذه المرحلة من المفاوضات، تؤشر سياسيا وأمنيا واقتصاديا وإنسانيا على قضية جد مهمة هى أن اتفاق مفاوضات غزة؛ يعد تحولا جيوسياسيا يؤسس لمرحلة غير واضحة من الصراع العربى والفلسطينى - الإسرائيلى.
*السيسى - بايدن.
فى نظرة استراتيجية عميقة الدلالات، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء الثلاثاء اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكى جو بايدن.
.. ووفق الاتصال، تناول الريس السيسى مع الرئيس بايدن المباحثات الجارية بين مصر والولايات المتحدة وقطر بهدف التوصل إلى هدنة فى قطاع غزة وتبادل الأسرى.
كما ناقشا آخر تطورات جهود الوساطة وأكدا على ضرورة التزام جميع الأطراف بتذليل التحديات والعمل بمرونة لإبرام الاتفاق.
.. وفى جهد سياسى وأمنى عميق، عزز الرئيس السيسى خلال الاتصال على أهمية التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار، وذلك فى إطار التخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة التى يواجهها سكان غزة، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلًا عن ضرورة تجنب توسع الصراع وتأثيراته السلبية على المنطقة.
* الملك عبدالله الثانى: وقف الحرب على غزة، خطوة للتوصل إلى تهدئة شاملة بالمنطقة.
إلى ذلك ومن خلال ردود الفعل العربية والدولية والأممية، بحث عاهل الأردن، الملك عبدالله الثانى خلال اتصال هاتفى، الثلاثاء، مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط» ستيفن ويتكوف»، جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة.
الملك عبدالله الثانى شدد خلال الاتصال على أن وقف الحرب على غزة هو الخطوة الأولى والفورية التى يجب اتخاذها للتوصل إلى تهدئة شاملة بالمنطقة.
وتم التأكيد، خلال الاتصال، على ضرورة تعزيز الجهود الدولية للاستجابة الإنسانية فى غزة.
.. الى ذلك، ومع تنامى وتدحرج تسريبات المفاوضات، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، إن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ.
بلينكن يؤكد على إدارة مؤقتة لغزة تتولى السلطة الدعوة إليها
فيما أعلنت الدوحة «الوصول للمراحل النهائية» فى شأن اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، بين حماس وإسرائيل، أكد وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، أن الأمر يتوقّف على حركة حماس، لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، مشيرًا إلى أن الاقتراح النهائى على الطاولة فى المحادثات غير المباشرة الجارية فى قطر.
وبدأت فى العاصمة القطرية الدوحة «جولة أخيرة» من المفاوضات، الهادفة إلى التوصل لوقف إطلاق نار فى قطاع غزة، بغية وضع حد للحرب المتواصلة على القطاع منذ أكثر من 15 شهرًا.
وقال بلينكن، اليوم الثلاثاء، فى كلمة أمام المجلس الأطلسى، وهو هيئة أبحاث: «الكرة الآن فى ملعب حماس. إذا قبلت، فإن الاتفاق جاهز للإبرام والتنفيذ». علمًا بأن الحركة كانت قد أعلنت فى وقت سابق، موافقتها على مسودة الاتفاق، فيما أشارت الخارجية القطرية إلى أنه تمّ تسليم صيغة الاتفاق إلى الجانبين، حماس وإسرائيل، وهناك تذليل للعقبات ومؤشرات إيجابية.
.. وضمن سياق ملف المفاوضات، الإدارة الأمريكية، وفق الخارجية، تعتقد انها كشفت، أو نجحت فى معالم خطة طال انتظارها(..) لما بعد الحرب مع انتهاء ولايته، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، ستسلم لفريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما فى ذلك تفاصيل عن قوة أمنية مؤقتة، تضم قوات دولية وفلسطينيين. وقال إن السلطة الفلسطينية المُعاد هيكلتها ستضطلع بإدارة غزة بموجب الخطة، وستدعو شركاء دوليين للمساعدة فى إنشاء إدارة مؤقتة للقطاع.
وحول الخطة، قال بلينكن، إن «إدارة غزة بعد الحرب يجب أن تتولاها السلطة الفلسطينية، ولكن مع أدوار مؤقتة للأمم المتحدة وأطراف أجنبية»، موضحًا: «نعتقد أن السلطة الفلسطينية يجب أن تدعو الشركاء الدوليين للمساعدة فى إنشاء وتولى إدارة مؤقتة تتحمل المسؤولية عن القطاعات المدنية الرئيسية فى غزة». وأضاف أن الهدف هو «رسم واقع جديد للشرق الأوسط، يعيش فيه الجميع فى سلام»، لافتًا إلى أن «المبادئ لحل الصراع فى غزة، تتضمن عدم احتلال إسرائيل للقطاع، وعدم فرض حصار على الفلسطينيين».
بلينكن، الدبلوماسى المودع، الذى أسهم فى تأزيم الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، ما زال يقول إن: «قدرة حماس على حكم غزة تقوّضت والمسئولون عن 7 أكتوبر قتلوا، كما تراجعت قدرات إيران وحزب الله بوضوح». وأضاف أن إسرائيل «دمرت الدفاعات الجوية الإيرانية»، وأن ميزان القوى فى الشرق الأوسط تغيّر منذ 7 أكتوبر «جذريًا، وليس بالطريقة التى تمنتها حماس».
وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على إنهاء الحرب فى غزة «بطريقة تحقق السلام لإسرائيل، وتضع الأسس لدولة فلسطينية». ولفت إلى أن الاتفاق بشأن غزة، سواء تم التوصل إليه الآن أو بعد 20 يناير/كانون الثانى (يوم تسلّم دونالد ترامب للرئاسة)، سيكون تعبيرًا عن الإطار الذى وضعه الرئيس جو بايدن فى مايو الماضى. وشدد على أن «لا أحد يمكنه إجبار إسرائيل على قبول دولة فلسطينية تحكمها حماس أو أى منظمة متطرفة أخرى».
* تحولات دقيقة وتغيير فى مسار الأحداث. لصالح من؟!
فى تحولات دقيقة وتغيير فى مسار الأحداث، التى أشعلت المجتمع الدولى والعالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، فيما يخص مسار المفاوضات بين حركة حماس، ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، والدول الوسطاء، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية واسعة الاطلاع عن بدء الاستعدادات لتشغيل معبر رفح البرى، جنوبى قطاع غزة، فيما وجهت مصر الدعوة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية (..) للاجتماع فى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
.. ووفق ما بينت صحيفة «العربى الجديد»، من مصادرها فى القاهرة الدوحة: [مصر، وفق ترتيبات سياسية وأمنية وجهت دعوتها لفصائل المقاومة الفلسطينية، استنادا لحراك الساعات الأخيرة، الممكن فى مسار المفاوضات]، وما قد يتم فيها من التقدم فى النتائج وبالذات فى الخطة التنفيذية، اساس اتفاق مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، مع جيش الاحتلال الإسرائيلى التى يرجح، بحسب مصادر متعددة، أن تتم قبل نهاية الأسبوع الحالى؛ ذلك مرتبط بما قد تتم من خلاله مراجعة صيغة الإجراءات والخطط التنفيذية.
.. عمليا: التسريبات الأمنية والإعلامية، تكشف أن وفود ممثلة لحركات [حماس، والجهاد الإسلامى، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ووفد من التيار الذى يتزعمه القيادى السابق فى حركة فتح محمد دحلان]، وصلت إلى القاهرة.
المسعى التشاورى لهذه الوفود، يؤكد انخراط الوسيط المصرى فى مهمات تعزيز ودعم مجموعة من اللقاءات والمهمات السياسية والأمنية، مع ترتيبات - وفق معلومات صحيفة العربى الجديد القطرية للقاء المسئولين فى جهاز المخابرات العامة المصرية، بهدف:
* أولا:
وضع اللمسات النهائية على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعى، والتى ستتولى إدارة وتنسيق الشئون المدنية والمعيشية فى القطاع.
* ثانيًا:
مناقشة رفض السلطة الفلسطينية، وحركة فتح، التعاطى مع المبادرة المصرية بتشكيل لجنة الإسناد.
* ثالثا:
فصائل حماس، والجهاد الإسلامى، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وممثلون لتيار دحلان، سلموا المسئولين فى مصر، قائمة من نحو 50 اسمًا لشخصيات مستقلة من القطاع، لاختيار 15 منهم لتشكيل اللجنة.
* رابعا:
من المقرر أن تعمل «لجنة الإسناد المجتمعى» تحت إشراف مصرى ودولى، بعد رفض السلطة الفلسطينية التعاون أو التنسيق معها.
يضاف إلى ذلك الحرص المصرى الرسمى- على الرغم من رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لعمل لجنة الإسناد المجتمعى التى تأتى ضمن المبادرة المصرية لتشكيل إدارة فلسطينية للقطاع، خلال اليوم التالى لوقف الحرب- إلا أن القاهرة، لا تزال تعمل على جسر الخلافات، وتقديم صيغة قد تقرّب وجهات النظر، وتراعى مخاوف عباس.
* خامسا:
من المقرر أن تناقش اجتماعات القاهرة المرتقبة، الاتفاق بشأن الترتيبات الخاصة بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتنظيم عملية تشغيل معبر رفح خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
* سادسا:
تستعد الدولة المصرية لإدارة المعبر، وإدخال المساعدات واستقبال المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ضمن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المرتقب إعلانه.
.. وكشفت المصادر عن ترتيبات؛ إدخال المساعدات الإنسانية والوقود عبر معبر رفح البرى منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار.
* سابعًا:
هناك ترتيبات، يتم وفقها بدء سفر المرضى والجرحى بعد مرور أسبوع على بدء الاتفاق المتوقع.
*ثامنًا:
خطة خاصة تعمل عليها مصر لإدخال البيوت المتنقلة والخيام وآليات هندسية لإزالة الركام مع بدء الاتفاق.
* مراحل الانسحاب الإسرائيلى والخطوات المنوط بمصر تنفيذها.
.. الإعلام العربى والدولى، وفق المصدر الإعلامى القطرى، العربى الجديد، كشف أنّ العاصمة المصرية القاهرة شهدت «لقاء ثلاثيًا: مصريًا إسرائيليًا أمريكيًا، حول ترتيبات محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، ومعبر رفح البرى بين مصر وقطاع غزة الفلسطينى»، بحثت تنسيق العمل فى حماية الحدود بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلى من محور صلاح الدين ومنطقة معبر رفح، والحوار شمل مراحل الانسحاب الإسرائيلى والخطوات المنوط بمصر تنفيذها، لضمان أمن الحدود خلال الفترة المقبلة، وبيّنت أنّ آلية تشغيل وتأمين معبر رفح البرى كانت جزءًا من النقاش بين الأطراف الثلاثة، وأشارت إلى أن الوفدين الإسرائيلى والأمريكى ضمّا شخصيات عسكرية وأمنية رفيعة المستوى.
* إعادة الحيوية الاجتماعية والأمنية والإنسانية لمعبر رفح.
.. وفى ذات السياق، كشفت المصادر، برغم الصمت المحيط بميعاد أو إمكانية الإعلان عن الاتفاق، سواء من الدول الوسطاء أو من دولة الاحتلال الإسرائيلى أو حركة حماس، إلا أن التسريبات تضمنت خطط تشغيل معبر رفح وإدخال البيوت المتنقلة والخيام لتوفير مأوى فورى للنازحين، بالإضافة إلى معدات وآليات هندسية ستُخصص لإزالة الركام الناتج عن القصف المستمر. هذه الخطوة تُظهر التزام الأطراف المعنية بإعادة إعمار القطاع وتهيئة الظروف لعودة الحياة إلى طبيعتها.
.. والمهم فى الدور المصرى، المجهود الإنسانى السياسى، إذ ستبدأ عملية نقل المرضى والجرحى عبر المعبر بعد مرور أسبوع على بدء تنفيذ الاتفاق. ويُعد هذا الإجراء مؤشرًا إلى توجه إنسانى أكبر للتعامل مع تداعيات الحرب، حيث يحتاج القطاع الصحى فى غزة إلى دعم كبير نظرًا لنقص الإمكانيات والتحديات المستمرة.
.. ونقلت صحيفة العربى عن السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية المصرى الأسبق، قوله: «مصر تمتلك القدرة الكاملة على تشغيل معبر رفح بفعالية كبيرة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى وتبادل الأسرى والمحتجزين. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا الهدف يعتمد على التنسيق الكامل مع الجانب الفلسطينى، مع ضرورة أن تكون إدارة الجزء الفلسطينى من المعبر خاضعة للسلطة الفلسطينية لضمان تنظيم العملية بشكل فعال».
* سلة أسرار بين ترامب والسفاح نتنياهو.
.. ما يتبادل بين الوسطاء والإعلام الغربى والإسرائيليين أن هناك سلة هدايا من الرئيس ترامب لدولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى مقابل صفقة غزة!
.. والغريب فى الأسرار أن إدارة ترامب الجديدة على المنطقة ستسمح لإسرائيل بالعودة إلى مهاجمة قطاع غزة مجددا.
.. وتؤكد مصادر وفضائيات متباينة الأثر والمصداقية، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى أعلنت موافقتها على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وذلك بعد أن قدّم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، مجموعة هدايا إلى الحكومة الإسرائيلية ووزرائها على شكل تلبية مطالب.
محلل الشئون الاستخباراتية فى صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «رونين بيرجمان» قال، استنادا لمصدر مطلع على التفاصيل، قوله إن ترامب تعهّد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وإلى وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، بأنه إذا وافقا على وقف إطلاق نار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة، فإنه سيدعم إسرائيل لاحقًا إذا قررت استئناف الحرب على غزة، وانتهاك وقف إطلاق النار.
ووفقًا لبيرجمان، زعمت مصادر إسرائيلية أخرى أن «كل ما يحدث أمام الجمهور، وضمن ذلك معارضة اليمين، هو جزء من مسرحية». وقال إن ترامب ومستشاريه أثبتوا فى الماضى، قدرتهم على تنفيذ أمور غير متوقعة، مثل «اتفاقيات أبراهام»، والآن صفقة التبادل ووقف الحرب، وليس من خلال اتفاقيات ذات نصوص ملائمة لجميع الأطراف، وإنما من خلال إنشاء «سبب جيد ومنافع شخصية» فى مكان آخر.
* اتفاقيات أبراهام.. من التعليق الى الحيرة.
ما يتعلّق باتفاقيات أبراهام، قال المحلل بيرجمان، إن ترامب اعترف بسيادة المغرب فى الصحراء الغربية، ومنح الإمارات عقدًا لتزويدها بالسلاح، ومن ضمن ذلك طائرات مقاتلة متطورة، بموافقة صامتة من جانب إسرائيل.
وأضاف بيرجمان، أنه من أجل أن تسمح السعودية بعبور رحلات جوية إسرائيلية فى أجوائها، مارس ترامب ضغطًا على نتنياهو، كى يستأنف رخصة تشغيل برنامج التجسس «بيجاسوس»، وهو إحدى الأدوات المفضلة فى السعودية. وتابع أن «بيجاسوس»، برنامج التجسس الإسرائيلى الأكثر تطورًا فى العالم، كان حلقة الوصل بين معظم المشاركين فى اتفاقيات أبراهام، ومن ضمنهم أوغندا، وكذلك الولايات المتحدة بشكل سرى. وفى نهاية الأمر، يفترض بالصفقة الجارى نسجها الآن، أن تؤدى دورًا فى اليوم التالى (للحرب على غزة) أيضًا، وبضلوع السعوديين والإماراتيين.
وقال المحلل الإسرائيلى إنه من المرجح الآن أن يتبنى ترامب مجددًا هذه الرسائل، مضيفًا «وليس مستبعدًا أن يسمح لإسرائيل وNSO شركة التجسس الهجومى الإسرائيلية التى طورت بيجاسوس، وتخضع لعقوبات أمريكية، بالعودة إلى لعب دور مركزى فى الدبلوماسية الدولية».
*هل تعود أسطوانة خرائط الاستيطان فى الضفة.
بيرجمان، كأنه يحذر من الآتى فيما يتعلق بخرائط الاستيطان الصهيونى، ذلك أن عددًا من المصادر أفاد بأن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، سيحصل مقابل الصفقة مع غزة، على موافقة أمريكية لتنفيذ أعمال بناء استيطانى واسعة فى الضفة الغربية، «مثلما تعهد مسئولون كبار فى إدارة ترامب المستقبلية».
وأضاف بير}مان، أن سلة هدايا ترامب شملت أيضًا، إلغاء قائمة العقوبات التى فرضتها إدارة بايدن على المستوطنين الإرهابيين، وثمة مؤشرات على أن ترامب يعتزم شن «حرب ضروس» ضد المحكمتين الدولتين فى لاهاى، وضد إصدار مذكرات الاعتقال الدولية، ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، وضد خطوات أخرى قد تتخذ ضد مسئولين إسرائيليين آخرين.
*.. والقصة أن ترامب يسعى لجائزة نوبل للسلام؟!
برغم تباين ثقتى فى عمل الإعلام الموجه، فى موقع قناة فضائية «الميادين» اللبنانية، فهى كشفت أنّ وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأنّ الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب وعد بـ«إمطار حماس بنيران جهنم» إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزّة، ولكن تصريحاته غير واضحة من الناحية العملية، إذ إنّ إسرائيل تمارس ضغوطًا عسكرية ثقيلة على حماس منذ حوالى عام ونصف العام، فهل سيرسل ترامب تعزيزات عسكرية، وهل سيحدث ذلك فرقًا حقيقيًا؟
وقال موقع «أى نيوز 24» الإسرائيلى، إنّ تهديدات ترامب أثّرت بشكل رئيسى فى أطراف ثالثة إذ مارست مصر وقطر ضغوطًا متزايدة على حماس من منطلق الرغبة فى إرضاء ترامب، كما أن
نتنياهو أظهر تعاونًا غير عادى، حيث قال مصدر كبير إنّه «قدّم تنازلات غير معتادة للتوصّل الى اتفاق».
وأشار الموقع، نقلًا عن مصدر مطلع على التفاصيل، إلى أنّ ترامب وعد نتنياهو ووزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلى رون درمر، المقرّب من الحزب الجمهورى بأنّه إذا وافقا على وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلى من قطاع غزّة، فإنه سيدعم إسرائيل بعد ذلك، إذا قرّرت العودة إلى القتال.
ولفت الموقع الإسرائيلى إلى أنّ «عرض ترامب قد يحلّ مشكلة واحدة بالنسبة لنتنياهو، لكنّه لا يحلّها بشكلٍ كامل. لأنّ هذا لا يكفى لطمأنة أعضاء ائتلافه الحاكم، من اليمين المتطرّف والقومى والاستيطانى، الذين قد يرون فى هذا تنازلًا غير مقبول لحماس.
وكشف أحد الأشخاص المقرّبين من الرأسماليين الكبار، من كبار المديرين التنفيذيين للشركات الأمريكية العملاقة أنّ «ترامب ينوى الترشّح لجائزة نوبل للسلام»، وهذا الكشف، ظاهرا من الآثار المختلف عليها فى انتقاد أو تأييد شخصية الرئيس ترامب الإشكالية..
.. ولا رهان على سياق جائزة نوبل، ومع ذلك: «إذا تمكّن ترامب من إعادة الأسرى، وإنهاء الحرب فى غزة، والتوصّل إلى اتفاق فى أوكرانيا، فستكون لديه فرصة حقيقية للفوز بجائزة نوبل للسلام».
وأردف الموقع الإسرائيلى أنّ ترامب وفريقه أثبتوا فى الماضى أنهم يعرفون كيف يخلقون «الفن فى غير المتوقّع»، كما قال شخص كان على دراية تامّة بالتحرّكات خلف الكواليس فى اتفاقيات «أبراهام».
وأضاف أنّ ترامب وفريقه ضليعون الآن فى التحرّكات المحيطة بالصفقة التى تتمّ صياغتها فى الدوحة القطرية. وبعبارةٍ أخرى، لا يتعلّق الأمر فقط باتفاقيات ذات صياغة لفظية تناسب جميع الأطراف، بل يتعلّق أيضًا بخلق «حافز» لأمورٍ أخرى أكبر من ذلك.
.... منذ الأمس، قطاع غزة يدفع بالمزيد من الصبر والألم والمجازر، إذ ما زالت دافعية وسفاقة السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت مع تطرف توراتى، تحصد وتبى بكل ما تبقى من سكان أهالى قطاع غزة ورفح.. والرؤية التى تظهر أن الإفراج عن الاتفاق، قد يتأخر، ما يحبط أى أفق لإنقاذ غزّة من الإبادة الجماعية والتهجير.