رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إهانة وضغط شديد.. خطة مبعوث ترامب لإجبار نتنياهو على قبول صفقة غزة

ستيف ويتكوف مبعوث
ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق

كشف تقرير عبري أن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط، أجبر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على قبول خطة غزة التي رفضها مرارًا منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

وكشفت مصادر إسرائيلية أن تورط الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة مبعوث ترامب العدواني للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أحيا محادثات المحتجزين مع حركة حماس، رغم أن آلة الدعاية الخاصة بنتنياهو قالت إن ترامب لم يترك له أي خيار، مشيرة إلى أن ما يحدث داخل ائتلافه سيحدد ما إذا كان رئيس الوزراء سيوافق على الصفقة، وذلك وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.

ترامب يضغط على نتنياهو لإتمام صفقة غزة

وأوضحت الصحيفة أنه مساء الجمعة الماضي، اتصل ستيفن ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط، من قطر لإبلاغ مساعدي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه سيأتي إلى إسرائيل في فترة ما بعد الظهر التالية، وأوضح المساعدون بأدب أن ذلك سيكون منتصف السبت، ولكن رئيس الوزراء سيكون سعيدًا بلقائه ليلة السبت، لكن فاجأهم رد فعل ويتكوف الصريح، فقد أوضح لهم بلغة صارمة أن تقديس يوم السبت لا يهمه، حيث يعد يوم السبت مقدس لدى اليهود ولا يعملون فيه.

وتابعت: "كانت رسالته واضحة وصريحة، وبالتالي، في خروج غير عادي عن الممارسة الرسمية، ظهر رئيس الوزراء في مكتبه لعقد اجتماع رسمي مع ويتكوف، الذي عاد بعد ذلك إلى قطر لإبرام الصفقة".

وأكدت الصحيفة أنه قبل أسبوع من تنصيب ترامب، شهدت إسرائيل بالفعل تغييرًا في قواعد اللعبة التي كسرت الجمود في مفاوضات المحتجزين، وبشكل غير معتاد، سمحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايتها لويتكوف بقيادة العملية، على أساس أن أي التزامات تتعهد بها الولايات المتحدة ستكون على عاتق ترامب، وليس بايدن.

وأشار التقرير إلى أن ويتكوف مستثمر ومطور عقاري يهودي مقرب من ترامب، وليس لديه الخلفية التي يتمتع بها الدبلوماسيون. 

وقال دبلوماسي إسرائيلي كبير للصحيفة العبرية: "ويتكوف ليس دبلوماسيًا، فهو لا يتحدث مثل الدبلوماسي، وليس لديه أي اهتمام بالآداب والبروتوكولات الدبلوماسية، فهو رجل أعمال يريد التوصل إلى اتفاق بسرعة ويتقدم بقوة غير عادية".

خطة ترامب لإجبار نتنياهو على صفقة غزة

وأكدت الصحيفة أن ويتكوف أجبر إسرائيل على قبول خطة رفضها نتنياهو مرارًا على مدار نصف العام الماضي، فيما لم تتزحزح حركة حماس عن موقفها القائل بأن إطلاق سراح المحتجزين يجب أن يكون مشروطًا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وهو الجزء السهل من الصفقة، وكذلك الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وهو الجزء الصعب، لذا رفض نتنياهو هذا الشرط وبالتالي وُلدت الصفقة الجزئية التي اقترحتها مصر.

وكشفت "هآرتس" أن الحديث في البداية كان صفقة إنسانية محدودة، وتمت إضافة المزيد من الشروط ببطء حتى نمت إلى اقتراح أكبر بكثير مع خطوط عريضة واضحة تضمنت إطلاق سراح المحتجزين، وترتيبات إقليمية جديدة والانسحاب الكامل، حتى أن ممر فيلادلفيا، الذي وصفه نتنياهو بأنه حجر الأساس لوجود إسرائيل، جزء من الصفقة، لكن بناءً على طلب مصر، ستنسحب إسرائيل منه بالكامل في المرحلة الأولى.

وقال التقرير العبري إنه من الصعب معرفة مشاعر نتنياهو تجاه هذا السلوك العدواني لمبعوث ترامب، في حين أنه يوفر عذرًا يمكنه تقديمه لقاعدته، فقد يستاء من جره إلى صفقة غير مرغوب فيها من شأنها أن تنهي الحرب، وربما تؤدي إلى اضطرابات سياسية في الداخل.

وأكدت "هآرتس" أن آلة الدعاية الخاصة بنتنياهو روجت بأنه لا خيار أمامه، لأن ترامب يضغط عليه، فقد أكدت "القناة 14" العبرية أن ترامب ليس كما كانوا يعتقدون، وهم مندهشون من أن جميع كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية يقولون نفس الشيء، وهذا خيبة أمل كبيرة لإسرائيل. 

وقال المتحدث باسم نتنياهو، يعقوب باردوغو، إن الضغوط التي يمارسها ترامب الآن ليست من النوع الذي تتوقعه إسرائيل منه.