رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش المصرى عدوٌ.. فى العقيدة الإخوانية!!

فى التاريخ عبر ودروس، على كل من كان له عقل، أن يستوعبها ويقرأ ما جاء فيها، تفاديًا لتكرارها، خصوصًا إذا كانت هذه الدروس مغموسة بالعنف وإراقة الدماء.. ومن بين صفحات التاريخ القريبة، نقرأ اختطاف جماعة الإخوان فى مصر البلاد لمدة عام كامل، انتهجت خلالها سياسة الإقصاء وممارسة العنصرية والاستعلاء على الشعب المصرى، حتى ثار عليها وأطاح بها عام 2013.. وفى نفس الصفحات، تمتد حكاياتها إلى تونس، التى ما إن جاءتها، بعد الإطاحة بالرئيس التونسى السابق، زين العابدين بن على، حتى اختطفوها، كما فعل إخوان مصر، لكن هذه المرة، من خلال البرلمان، بقيادة زعيمهم راشد الغنوشى.. وعندما وصلت البلاد إلى طريق مسدود، وانسد الأفق السياسى فى تونس، أصدر الرئيس الحالى، قيس بن سعيد، قراره بتجميد البرلمان وإقالة حكومة الإخوان.. لتظهر الحقيقة الإخوانية الثابتة!!.. توعّدت الجماعة تونس بدمار وخراب ودماء، إذا لم يتراجع الرئيس عن قراراته الأخيرة، داعية الشعب التونسى، بمن فيهم الرئيس والحكومة، إلى قطع الطرق المؤدية إلى تطور الأحداث، وانزلاق البلاد إلى مزالق العنف والتخريب والدماء، وزعمت أن مصير تونس سيكون مشابهًا لمصير دول أخرى، لو لم يُلغ الرئيس ما أصدره قبل فوات الأوان.. وأجرى راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإخوانية، اتصالًا بإبراهيم منير، القائم بعمل المرشد للجماعة والمقيم فى العاصمة البريطانية لندن قبل وفاته، للاتفاق على سيناريو المواجهة، الذى أعلن عن أنه سيكون هو وأعضاء وقيادات التنظيم الدولى فى حالة انعقاد دائم، للاتفاق على الخطوات القادمة والسيناريوهات المطروحة لبحث سبل المواجهة مع الرئيس التونسى ومنع سقوط التنظيم فى تونس.

فى سوريا.. باتت جماعة الإخوان، التى كانت تنشط فى المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين فى شمال البلاد، منذ اندلاع الثورة فى مارس 2011، على وشك إعادة بناء قاعدتها بعد غياب استمر ثلاثين عامًا من الهروب.. ومع أن الوضع فى سوريا يفرض مجموعة فريدة من التحديات على جماعة الإخوان، لا يزال قادتها متفائلين.. فهم يحرصون على استحضار الحالة التونسية، حيث سارعت حركة النهضة الإسلامية، التى عادت إلى الوطن بعد سنوات أمضتها فى المنفى، إلى بناء حركة شعبية قوية، وأعادت التأكيد على موقعها داخل النظام السياسى.. بيد أن ثمة اختلافًا كبيرًا بين ما تعرضت له حركة النهضة فى تونس، وبين جماعة الإخوان فى سوريا.. فلم يخرج إلى المنفى من قادة النهضة سوى عدد قليل، فيما بقى السواد الأعظم من أعضائها فى السجون التونسية أو قيد الإقامة الجبرية.. فى المقابل، فرَّ جميع الإخوان السوريين تقريبًا، سواء كانوا قادة أو أعضاء عاديين، من البلاد.. وهذا ما أدى إلى انعدام ثقة السوريين واستيائهم من أعضاء جماعة الإخوان الذين تمكنوا من الفرار إلى الخارج.. وسيتعيّن على جماعة الإخوان، لدى عودتها، مواجهة تاريخها السيئ، الذى أدى إلى تشويه صورتها بشكل مطّرد.. وقد اعترف عضو سابق فى جماعة الإخوان السورية، بأن الناس غاضبون من الجماعة لأنها خذلتهم، بعد إعلان النفير فى المجتمع السورى.

وفى مصر.. مثلما تنشط الدعاية الإسرائيلية ضد الجيش المصرى، وخصوصًا تحركاته فى سيناء، فيما يُعتبر تحوطات مصرية لحماية أمننا القومى، ينزعج منها الكيان الصهيونى، وترتعد لها فرائصه، تجتهد جماعة الإخوان الإرهابية فى التشويه المستمر والتحريض ضد الجيش وجنوده البواسل خصوصًا.. وفى يوم السادس من أكتوبر من كل عام، تحاول التقليل من قيمة الانتصار على العدو الإسرائيلى. والادعاء من خلال فضائياتها ولجانها الإلكترونية بث ادعاءات مماثلة للادعاءات الإسرائيلية، مضمونها، أن «نصر أكتوبر لم يكن نصرًا، بل أكذوبة صنعها النظام المصرى فى عهد الرئيس السادات».. وهو ما يطرح السؤال: لماذا ينزعج الإخوان من ذكرى انتصار أكتوبر؟، وما العقيدة الإخوانية التى تجعلهم يكرهون الجيش المصرى بالخصوص، والجيوش العربية فى العموم؟

●●●
اعتمدت جماعة الإخوان الإرهابية منهج إطلاق الأكاذيب والتشويه لصورة الجيش المصرى وانتصاراته العظيمة.. فالجماعة لا تعترف بالانتصارات الوطنية ولا تشارك فيها، حيث يطلقون على شهداء الوطن «القتلى»، ولا يعتبرون من مات دفاعًا عن أرضه وعرضه شهيدًا.. فالشهيد عندهم، هو من مات دفاعًا عن العقيدة الإخوانية، كما تعتمد الجماعة على المصادر البريطانية والأمريكية والإسرائيلية التى تدعى بأن إسرائيل لم تُهزم، وتروج لتلك الادعاءات لترسيخها فى وجدان الأجيال الجديدة.. فالجماعة الإرهابية أشد تألمًا بيوم النصر من إسرائيل، وأحرص على الاحتفال بنكسة 1967 منها.. وكلنا يذكر كيف أبدت جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها «شماتة» واضحة فى ذكرى النكسة، إذ بدأ عدد من أنصار التنظيم الهجوم على مصر خلال هذه الذكرى، وشن كل من محمد الصغير، وطارق الزمر، القياديين بالجماعة الإسلامية، والمناصرين للإخوان، هجومًا حادًا على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

هذه الشماتة ليست بجديدة على الإخوان، وتؤكد عدم انتمائهم للدولة المصرية.. وقد شهد التاريخ عددًا من الوقائع التى تؤكد أن تنظيم الإخوان يشمت فى أى كارثة يتعرض لها الوطن، طمعًا منه فى إعادة بناء نظام وفق أدبياته.. شمتت الجماعة فى هزيمة مصر عام 1967 بحجة أن الحكم ليس إسلاميًا، ولم تعرب عن فرحتها بنصر 1973، لأن النصر، من وجهة نظرها، كان بعيدًا عن الجماعة.. لذلك، نجدها قبل ذكرى أكتوبر تجند شركات علاقات عامة أجنبية، من أجل وضع خطة تستهدف تغيير وعى ووجدان المواطنين تجاه مؤسساتهم الوطنية، وترسيخ مشاعر الكراهية ضد الجيش الوطنى، والتهكم والتقليل من انتصاراته.. وكذلك تفعل فى كل وقت وحين.

هناك مجموعة من الاستنباطات والشواهد التاريخية، والمعاصرة، التى تدلل على استمرار كراهية الإخوان جيش مصر العظيم، ومحاولة تشويهه فى كل ذكرى تأتى أو تمر، منها، التخطيط وتنفيذ الجماعة الإرهابية، من خلال تنظيم «الفنية العسكرية»، للهجوم على الكلية الفنية العسكرية فى أبريل 1974، بعد ستة أشهر من انتصار أكتوبر، ما يعكس مدى كراهيتها للجيش الوطنى، وعدم إيمانها بأى انتصارات يحققها، بمعزل عن عقيدتها الفاسدة.. وقد أسست الجماعة النظام الخاص عام 1940، للتدريب على الأعمال العسكرية، لتنفيذ مهام أشبه بالمهام القتالية للجيوش، ليس ضد العدو الأجنبى، لكن ضد أبناء الوطن، الذين لا يتشاطرون معها فى المعتقد الإخوانى.. ورفض الإخوان المشاركة فى حرب أكتوبر، كما رفضت الجماعة المشاركة فى حرب 1967، بل فرحت بنكسة 1967 واعتبرتها عقابًا من الله للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فوضعت خلافها مع عبدالناصر فوق المصلحة الوطنية، لأنها لا تؤمن بالوطن، حيث قال مرشدها، محمد بديع عام 2011، «بعد كل تنكيل بالإخوان، كان الانتقام الإلهى سريعًا، فعقب اعتقالات 1954 كانت هزيمة 56، وبعد اعتقالات 65 كانت هزيمة 67»، ما يشير إلى شماتة الإخوان التى تعكس الغِل الذى يملأ قلوبهم تجاه الوطن.
كان مشهد احتفالات أكتوبر، الذى أقامته الجماعة أثناء وجودها فى السلطة، والذى دُعى له وحضره قتلة الرئيس السادات، قائد حرب أكتوبر، يعكس مدى استهتارها بالمشاعر الوطنية، والمحاولة المتعمدة لتشويه هذا اليوم، وتغير ملامحه الوطنية فى وجدان المصريين.. وما استهداف جماعة الإخوان الإرهابية لبعض جنود الجيش المصرى فى سيناء بعد 2013، عن طريق تنظيمات تابعة للجماعة مثل، «أنصار بيت المقدس»، و«لواء الثورة »، وتحالفها مع «داعش» لقتال الجيش المصرى، إلا دليل على كراهية الجماعة للجيش المصرى، وذكراه الطيبة فى أكتوبر من كل عام، خصوصًا أنها، عندما كانت تستهدف أفراد القوات المسلحة والشرطة بسيناء، بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية الأخرى المتحالفة معها، لم تستهدف نفس الجماعة العدو الإسرائيلى، الذى كان يحتل أراضينا خلال ست سنوات، من 1967 إلى 1973.

وتأكيدًا لما سبق.. يمكن القول إن كراهية جماعة الإخوان الإرهابية للجيش المصرى وانتصار أكتوبر، نابعة من عقيدة إخوانية وكراهية مترسخة فى الوجدان.. فالفكر الذى رسخه مُنظِّر الجماعة، سيد قطب، لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا يمكنها التعايش مع وجود الجيوش الوطنية، حيث يقول سيد قطب، إن «هذه الجيوش العربية التى ترونها، ليست للدفاع عن الإسلام والمسلمين، وإنما هى لقتلهم»، ويقول إن «راية المسلم التى يحامى عنها هى عقيدته، ووطنه الذى يجاهد من أجله، هو البلد الذى تُقام شريعة الله فيه، وأرضه التى يدفع عنها، هى دار الإسلام التى تتخذ المنهج الإسلامى منهجًا للحياة، وكل تصور آخر للوطن، هو تصور غير إسلامى تنضح به الجاهليات»، وبذلك يكون قطب قد رسخ لكراهية الجيوش الوطنية لدى عناصر الجماعة، وأيضًا الكراهية والكفر بمفهوم الدولة الوطنية، بالتالى عدم الاستعداد للقتال فى سبيل هذه الدولة الوطنية.

إضافة لما سبق؛ يمكن التأكيد على أن حسن البنا، المرشد الأول للجماعة، استطاع أن يرسخ لكراهية الأوطان والمؤسسات الوطنية بين عناصر الجماعة، حيث قال «أما وجه الخلاف بيننا وبينهم، فهو أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة، وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية».. فالوطن عند البنا الأقطار الإسلامية جميعها والأقطار التى غزاها المسلمون فى السابق، التى يحكمها الآن غير مسلمين، حيث يقول البنا «يسمو وطن المسلم حتى يشمل الدنيا جميعًا، ألست تسمع قول الله تعالى، ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله﴾).. تلك الأفكار التى تتشكل منها عقيدة الفرد الإخوانى، التى يتلقاها فى اجتماعات الأسر الإخوانية ومعسكرات التدريب، التى تنتهى بكراهية الأوطان وللجيوش الوطنية والعداء لهم.
ما سبق ذكره من عقيدة إخوانية فاسدة، تبرر الجهود التى تقوم بها الجماعة والمنتمون لها، بهدف تشويه الجيش المصرى على وجه الخصوص، والجيوش العربية بالعموم.. فالجماعة لديها العديد من القنوات على اليوتيوب، ومئات الحسابات الإلكترونية لتشويه الجيش المصرى، حيث يستهدف الإخوانى الهارب، وجدى غنيم، الجيش المصرى بادعاءات كاذبة، مخاطبًا بها شريحة من المواطنين.. لذلك، فإن محاولات الإخوان لإسقاط الجيوش لن تنتهى، فالمحاولات ما زالت مستمرة إلى تاريخه، لدعم الإرهاب فى درنة وبنغازى لتخريب ليبيا، بحملات مكثفة تستهدف الجيش الليبى، وكذلك نفس الوضع فى اليمن والعراق وتونس والسودان، وكان فى سوريا، قبل أن يسقط الجيش السورى بالفعل، وكل الدول التى تنشط فيها الجماعة وتسعى للاستيلاء على السلطة فيها.

وتنفق جماعة الإخوان وستنفق أموالًا طائلة، لمحاولة هدم الجيوش العربية، وخصوصًا الجيش المصرى.. ووفقًا لعقيدتها، فمن الطبيعى أن تكره مفهوم الجيوش الوطنية وانتصاراتها ضد أعداء الأوطان، التى تعتبرها أى الأعداء فى أزماتها «أصدقاء»، وتسعى إلى التقارب معهم، كراهية لمؤسسات الدولة الوطنية.. فالجماعة تمتلك لجانًا إلكترونية تدفع لها مكافآت كبيرة، بهدف تحقيق مستهدفها فى هدم الجيش والوطن، الذى يصفهما كتاب «الفريضة الغائبة» لمحمد عبدالسلام فرج، بـ«الطائفة المرتدة».. فهذا الكتاب منهج معتمد لدى كل التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الإخوان.. وعليه، فالجيش المنتصر فى أكتوبر 73 عند الشعب المصرى، جيش مرتد عند الإخوان وأشياعهم.

●●●
الغريب، أنه ومنذ اندلاع الحرب فى غزة، نشط تنظيم الإخوان بكثافة، ورغم أنه كان من المتوقع أن يشكل، عبر دعواته لمظاهرات واحتجاجات ضخمة فى الدول الأوروبية، ضغطًا لإيقاف الحرب والعدوان على جزء من الأراضى العربية، فإن ما فعله كان العكس، حيث أحجم عن الظهور فى الواجهة هناك؛ لتخوف قياداته من تضرر مصالحهم الشخصية وطردهم أو سحب الإقامات والجنسيات منهم فى الدول الأوروبية.. وفى المقابل أعلن التنظيم النفير العام فى بعض الدول العربية، وبات يقدم نفسه فى واجهة قيادة المظاهرات والاحتجاجات، الأمر الذى كشف ازدواجية التنظيم فى التعامل مع حرب غزة، وأنه يراها فى الأساس فرصة للعودة إلى الواجهة السياسية فى الشرق الأوسط، ليس إلا!!، بسبب حالة التصدع غير المسبوقة التى يشهدها تنظيم الإخوان، لافتقاده أدوات الترويج لأفكاره، عقب الرفض الشعبى له فى الشرق الأوسط، وظهور الخلاف الداخلى للعلن، وتزامن الإجراءات المشددة ضده فى عدة دول.. وفى الوقت الذى يستعد فيه التنظيم لتغيير استراتيجيته للتأقلم مع المتغيرات، يصطدم بغياب الرؤية الموحدة بين جبهتى «لندن وإسطنبول»، وهو ما يزيد الانقسام ويدفعه إلى البحث عن أساليب جديدة، بهدف خلق شعور بالمظلومية لدى جميع المسلمين فى أوروبا، ودفع المسلمين حول العالم إلى التعاطف معهم.

ويحاول التنظيم تلميع صورته أمام الغرب، عبر المؤتمرات التى جاءت بالتزامن مع إجراءات غير مسبوقة من أوروبا ضده، حيث وضعت العديد من الدول قيادات وعناصر من التنظيم، والكثير من جمعياته وشركاته ومنظماته على القائمة السوداء،ما أدى إلى انكماش أنشطته وأثر فى مصادر تمويله.. ويبدو أن جماعة الإخوان تريد تبرير التضييق الذى تتعرض له نشاطاتها فى أوروبا «بالإسلاموفوبيا»، لا بمخططاتها وأهدافها التى باتت مكشوفة للاستخبارات الأوروبية، كنشر التطرف والسعى لخلق مجتمعات موازية، ومنع اللاجئين المسلمين من الاندماج فى المجتمعات الأوروبية، بعد خفوت بريق تنظيمات الإسلام السياسى فى العقد الأخير فى الكثير من البلدان العربية، نتيجة ظهور التنظيمات الإرهابية، كداعش والقاعدة وفروعهما التى ارتكبت الكثير من الجرائم، إضافة إلى فشل تنظيم الإخوان فى إدارة البلدان التى حكمها، كمصر وتونس، وقد جاءت هجمات حماس الأخيرة على المستوطنات الإسرائيلية، لتعيد الحركات الإسلامية إلى واجهة الأحداث، ولتفتح الباب أمام التنظيمات الإسلامية، على رأسها الإخوان لإعادة الترويج لنفسها.

ومع تصاعد المعارك فى غزة، وتوسع المظاهرات الشعبية فى الشارع العربى الداعم للفلسطينيين، سارع تنظيم الإخوان إلى استغلال الفرصة لإظهار نفسه فى الواجهة، مدافعًا رئيسيًا عن فلسطين، وذلك عبر نشر عدد من قيادات الإخوان دعوات لما يسمى «النفير العام» والمشاركة فى «طوفان الأقصى»، والهدف الأساسى تحريض الشعوب العربية ضد حكوماتها وتشويه صورة الحكام، ومحاولة استقطاب الشباب.. وبهدف العودة بقوة إلى الواجهة، سارع الإخوان بكل جبهاتهم وتياراتهم إلى إصدار بيانات، كان القاسم المشترك بينها، دعوة العالم العربى والإسلامى لدعم حركة حماس، والهدف أن يُظهر الإخوان أنفسهم، أنهم يقودون الحراك والتظاهرات التى يشهدها الشارع الداعم للقضية الفلسطينية.

وبات واضحًا، أن الإخوان وجدوا فى أحداث غزة فرصة لمهاجمة الدول العربية، مقابل محاولة تقديم أنفسهم على أنهم أكثر وطنية.. أما الهدف الأساسى من دعوات قيادات الإخوان للشعب والشباب العربى للنفير، فليس دعمًا لفلسطين فى مواجهة إسرائيل، بل محاولة لاستغلال هذا الحدث، لتحريض الشعوب ضد حكوماتها، وخصوصًا فى الدول المجاورة لإسرائيل، كمصر والأردن وسوريا ولبنان، وهو ما يُنذر بمزيد من الانقسامات الاجتماعية فى المنطقة، ما قد يتسبب فى مزيد من الإحباط والعدوانية لدى الشباب، ومزيد من التطرف والإرهاب فى المنطقة.

حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.