رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إخوان.. كاذبون

«إخوان كاذبون» ليس شعارًا نرفعه؛ كى نلقم خصومنا حجرًا فيصيب أفواههم ويسكتون، ولكن شعار «إخوان كاذبون»، هو حقيقة ثابتة أكدها التاريخ، لذلك سوف نقولها فى كل حين ليعرف القارئ خطورة هذا التيار المخادع، ولكى يعرف الإخوان أننا لا ننسى.
لذلك لا نتعجب أنه كلما هدأت الأجواء بين الرأى العام المصرى وجماعة الإخوان المتأسلمين، يبرز أحد الإخوانجية على منصة ما أو يتقدم أحدهم بتصرف ما يستفز به الذاكرة الجمعية للشعب المصرى، ويجعل المتابع لتحركات الإخوان على يقين بأن هذه الجماعة لن تتغير أبدًا، وأن عداءها لفكرة الوطنية هو عداء أصيل لديها، وأنها كجماعة ما زالت تدور حول نفسها وكلها اقتناع بأنها صاحبة الحقيقة المطلقة، وأنها صاحبة السيادة على هذا الشعب، هذا الغرور والكذب الفاضح يعتقد أننا كمصريين بلا ذاكرة، وأننا نسينا جرائمهم الدامية فى حق الأبرياء.
تاريخ الإخوان المتأسلمين الذى يقترب عمره من مائة ملىء بالصفحات السوداء، التى تؤكد أننا أمام تنظيم إرهابى عتيد، وأن تجربتهم المصرية، سواء كانوا على مقعد الحكم أو بعيدًا عنه هى تجارب فاشلة اعتمدت على الازدواجية والتناقض والكذب، هذه الصفات لا يمكن التعامل معها باعتبارها أمورًا هامشية، لأنها أدت فى نهاية المطاف إلى دماء وحرائق وتهديد حقيقى لسلامة البلاد.
قد يهدأ الرأى العام تجاه هذا التيار طالما التزم الصمت وتوقف عن حياكة المؤامرات التى تهدف إلى عودتهم، هناك من المتابعين من يرى أن هذا التيار لا بد أن يقدم اعتذارًا واضحًا للشعب المصرى عن تصرفاته التى أراقت الدماء فى شوارع مصر، وهناك من يرى أن اعتذارهم لا قيمة له مكتفيًا بعزلتهم بعيدًا عن أمور الحياة المصرية اليومية، ولكن بعضًا من هذا التيار، خاصة الهاربين خارج مصر، ينتهز ربع الفرصة كى يصطدم مع الساكتين عن جرائمهم، وهنا نضطر لأن نقول ما يقول العامة: «إذا كنتم نسيتم ما جرى.. هاتوا الدفاتر تتقرا».
أول صفحة فى دفتر العار، وهم يعرفون هذه الصفحة جيدًا هى أن تنظيم الإخوان المتأسلمين، الذى يزعم كذبًا أنه فصيل وطنى قد تعاون مع الاحتلال الإنجليزى وقت سيطرته على مصر، وبينما كان خطابهم الزاعق يقول إنهم ضد الاستعمار، إلا أن وثائق كثيرة أكدت بما لا يدع مجالًا للشك أن الجماعة تواصلت مع البريطانيين فى فترة الأربعينيات لضمان بقائها، هذه الانتهازية والازدواجية سوف تعيش مع هذا التيار طويلًا وما زالوا رغم مرور عشرات السنين لا يعرفون غير التناقض منهجًا ونضرب فى ذلك مثالًا آخر.
هذه الجماعة التى نعتبرها خطيئة ولدت في مصر، وتم تصديرها للعالم فى صورة دواعش و«قتالين قتلى»، هذه الجماعة تنفى فى خطابها العلنى استخدام العنف، هذا النفى المتكرر يتجاهل حقائق التاريخ الثابت والواضح، ومن هذه الحقائق تأسيس الجماعة تنظيمات مسلحة مثل «النظام الخاص»، الذى نفذ عمليات اغتيال وتخريب وتدمير.
إذن هى سلسلة من الأكاذيب عاشت عليها جماعة الإخوان المتأسلمين، ادعاء المظلومية التاريخية لكسب دعم الجماهير واستخدام شعارات مخادعة وخلط تام بين الدين والسياسة بما يسىء للدين ويفسد السياسة، يخرجون على البسطاء بشعار مثل «الإسلام هو الحل» هكذا خبط لزق يضعون المواطن البسيط فى مواجهة الإسلام العظيم، وبينما يرفع الإخوانجية هذا الشعار ويعرفون مدى جاذبيته لدى الناخبين، يتجاهل أصحاب هذا الشعار تقديم رؤية برنامجية واضحة لتطبيقه، وهنا تدخل الجماعة باب الدجل السياسى من أوسع أبوابه، كمثال عاشر على سلسلة أكاذيبهم وهو مثل قريب وعشناه جميعًا عندما تشدقوا بكلمة الديمقراطية كوسيلة للتغيير، وما إن وصلوا إلى الحكم فى سنتهم السوداء التى حكمونا فيها، رأينا جميعًا سعى الإخوان لتدمير الديمقراطية، من خلال ما أسميناه فى حينها «أخونة الدولة» ومحاولة السيطرة على المؤسسات، وبمقارنة وعود الإخوان فى خطابهم الانتخابى والواقع الذى عشناه معهم رأينا كل قراراتهم وهى ترسخ للاقصاء، وكأن مصر قد ورثوها عن آبائهم.
هى صفحات لا تنتهى من الفضائح والجرائم الإخوانجية استهدفت قلب الوطن المصرى الذى ينبض مع الوحدة الوطنية ويتوقف مع صرخات التطرف المتستر بالدين، ولأن قلب بلادنا لا يتوقف عن الخفقان فسوف تبقى مصر المصرية إلى الأبد بينما تجار الدين، فمكانهم معروف داخل سلة مهملات التاريخ.