رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات التجنيد والتسليح تحاصر أوكرانيا.. وكييف تخشى تبعات سياسة ترامب

أوكرانيا
أوكرانيا

لازالت أوكرانيا تواجه قرارات صعبة بسبب النقص الحاد في قوات الخطوط الأمامية في وقت تأمل فيه أن تستمر التحالفات بين حلفائها حتى لو ألغت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التي ستتولى قيادة الولايات المتحدة في 20 يناير الحالي، مساعدات الأسلحة، حسب وسائل الإعلام المحلية والغربية.

وكان نقص الأفراد في الجيش الأوكراني أدى إلى توتر العلاقات بين كييف وواشنطن خلال الأشهر الأخيرة، حيث شعر المسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن بالانزعاج من أن زيلينسكي ومسؤولين آخرين طالبوا بشكل متكرر بمزيد من الأسلحة، لكنهم لم يتمكنوا من تعبئة القوى العاملة اللازمة لملء الصفوف، حسب التقارير الغربية.

وبينما شهدت الأشهر الأولى من الحرب التي بدأت في فبراير 2022 صفوفًا من الأوكرانيين المستعدين للتطوع، وذهب مئات الآلاف من الأشخاص طواعية إلى الجبهة منذ ذلك الحين، كان التعبئة تحديًا كبيرًا لكييف على مدار العام الماضي، حيث واجهت فرق التجنيد في الشوارع أثناء توزيعها أوراق الاستدعاء، الغضب والإساءة أثناء بحثها عن مجندين جدد، وفقًا لصحيفة "كييف إندبندنت"، التي أشارت إلى منع الرجال في سن التجنيد من مغادرة البلاد منذ بداية الحرب.

كما أفادت صحيفة "سترانا" الأوكرانية  الأحد بأن حالات الهروب والفرار غير المصرح به للوحدات في القوات المسلحة الأوكرانية ارتفع بشكل كبير منذ خريف عام 2024.

أزمة التجنيد تهدد جهود القوات الأوكرانية 

يتكون الجيش الأوكراني المنهك والمستنزف بشكل متزايد من رجال أكبر سنًا، ومع اقتراب البلاد من ثلاث سنوات من الحرب الشاملة مع روسيا، وانتظارها بقلق وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فإن النقص الحاد في الأفراد في الجبهة يمثل معضلة"، حسب صحيفة الجارديان.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدران في وحدات الدفاع الجوي  الأوكراني قولهما، إن العجز في الجبهة أصبح حادًا لدرجة أن هيئة الأركان العامة أمرت وحدات الدفاع الجوي المستنفدة بالفعل بتحرير المزيد من الرجال لإرسالهم إلى الجبهة كقوات مشاة.

وقال أحد المصادر: "وصل الأمر إلى مستوى حرج حيث لا يمكننا التأكد من أن الدفاع الجوي يمكن أن يعمل بشكل صحيح"، قائلًا إنه دُفع للتحدث بسبب الخوف من أن الوضع يشكل خطرًا على أمن أوكرانيا.

وقال المصدر "هؤلاء الأشخاص يعرفون كيف يعمل الدفاع الجوي، وقد تدرب بعضهم في الغرب ولديهم مهارات حقيقية، والآن يتم إرسالهم إلى الجبهة للقتال، وهو ما لم يتلقوا تدريبًا عليه".

وقال المصدر: "القادة يمكنهم استخدام الأوامر لإرسال جنود لا يحبونهم إلى الجبهة، كعقاب. وهناك أيضًا خوف من أنه، نظرًا لامتلاكهم للمعرفة الحساسة حول مواقع وتكتيكات الدفاع الجوي الأوكرانية، فهناك خطر من أن يتخلى هؤلاء الجنود عن معلومات مهمة إذا تم القبض عليهم من قبل الروس في الجبهة".

في ديسمبر الماضي، ادعت ماريانا بيزوهلا، وهى عضوة برلمانية أوكرانية صريحة ومثيرة للجدل، في منشور على تيليجرام أن قوات الدفاع الجوي يتم نقلها إلى وحدات المشاة، مما يؤدي إلى انخفاض معدلات نجاح أوكرانيا في إسقاط الطائرات بدون طيار الروسية. 

البيت الأبيض يتدخل في تشكيل الجيش الأوكراني

بحسب التقارير، شعر المسؤولون الأوكرانيون أن الدعوات العامة من قبل الولايات المتحدة لخفض سن التعبئة إلى 18 عامًا كانت غير حساسة وغير مناسبة. 

ووسعت أوكرانيا حملة التعبئة في أبريل 2024، وخفضت سن الاستدعاء إلى 25 من 27، لكن غالبية الأوكرانيين، حتى أولئك في الجبهة، حذرون من خفضها أكثر، مشيرين إلى الحاجة إلى حماية الجيل الأصغر سنا.

ويرى العديد من الجنود أن الطريقة لتعزيز معدلات التعبئة ليست بخفض سن الاستدعاء ولكن من خلال تقديم حوافز أفضل والمزيد من التدريب، وفقا لكييف إندبندنت.

ومع ذلك،  قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض شون سافيت في بيان في ديسمبر الماضي: إن "القوى العاملة هي الحاجة الأكثر حيوية" لأوكرانيا في الوقت الحالي. 

وقال: "نحن مستعدون أيضًا لزيادة قدرتنا التدريبية إذا اتخذوا الخطوات المناسبة لملء صفوفهم".

أوكرانيا تخشى سياسات ترامب 

تأتي أستمرار أزمة التجنيد، وسط تزايد مخاوف كييف من تبعات سياسة ترامب خاصة فيما يتعلق بالدعم العسكري، حيث دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي،  الأحد،  الحلفاء إلى الوفاء بوعودهم بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بما في ذلك أنظمة لمواجهة الهجمات الجوية الروسية، حسبما أوردت رويترز.

وكان زيلينسكي عبر مرارًا عن أمل كييف في أن تستمر التحالفات بين حلفائها حتى لو ألغت إدارة ترامب اجتماعات مساعدات الأسلحة بتنسيق رامشتاين.

والخميس الماضي، ناشد زيلينسكي الدول الـ 57 التي تشكل تحالفًا ضخ أكثر من 122 مليار دولار من المساعدات إلى كييف أن تستمر بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن مناشدة زيلينسكي تعكس أن كييف غير متأكدة من أن البيت الأبيض بقيادة ترامب سيكون داعمًا لصيغة رامشتاين التي تبناها وزير الدفاع، لويد أوستن، خاصة أنه حتى الآن لم تعرب الإدارة الأمريكية الجديدة عن اهتمامها بمجموعة الاتصال.

وتعهد ترامب بالتحرك بسرعة لإنهاء الحرب. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، لخيبة أمل كييف، استبعد، السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. كما أبدى أنصاره تشككهم في تكلفة تسليح أوكرانيا وقالوا - بشكل غير صحيح - إن الولايات المتحدة تتحمل العبء أكثر بكثير من أوروبا.