رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السادة رؤساء المدن والأحياء.. لا تُهدروا جهود الدولة

تابعت الشكوى المنشورة ببعض المواقع الصحفية من الكاتب الكبير «محمد سلماوى» ضد «رئيس الحى الذى يسكنه» الذى تجاهل شكواه المتكررة من تردى مستوى نظافة الشارع والمنطقة، فى حين ذهب الأديب الكبير بنفسه لمقابلة الرجل مرتين، ولم يجده فى مكتبه.
وجه الاستياء الذى خلفه إثارة هذا الأمر هو أن الشكوى من مستوى الخدمات المقدمة حق أصيل لكل مواطن أيًا كان موقعه أو مركزه. ولكن، إذا حدث هذا التجاهل لرجل بقيمة وتاريخ وعطاء سلماوى المتوج بعدد من أهم جوائز الدولة وكثير من دول العالم، فماذا يحدث مع غيره؟ وإن كنت أحيى مبادرته وإقدامه على الشكوى، ثم إصراره على فضح إهمال موظف عام يرى «سلماوى» أنه تقاعس فى أداء مهام وظيفته.
الأمر أكبر من مجرد شكوى فردية أو تجاهل مسئول لشخصية عامة، إنه آفة من شأنها أن تأكل كل جهد يبذله الوزراء فى كل القطاعات، وخاصة تلك التى لها احتكاك مباشر بالمواطنين أو أنها منوط بها تقديم الخدمات لهم. وهذا يدعونا لطرح السؤال: أين هى صفحات شكاوى المواطنين فى الصحف، وكذلك البرامج المعنية بذات الأمر فى الإذاعة والتليفزيون؟ فكم كانت مثل تلك البرامج تمثل جسرًا يقرب المسافات ويزيل أسباب الشكاوى ويخلق رضا عامًا لدى عموم المواطنين.
لقد أصبح المسئول الصغير على مستوى الحى أو جهاز المدينة يريح نفسه كلما تواصل معه صحفى أو إذاعى لنقل شكوى أو إيصال صوت مواطن فيدعى أن ثمّة خطابًا دوريًا يمنعه من التواصل مع وسائل الإعلام!!! بالطبع، ليس هذا كلاما منطقيًا، فإذا أغلقت الأبواب الشرعية لتلقى شكاوى المواطنين فأين يذهبون خاصة ومجالسنا المحلية لم تتشكل أو تنتخب منذ نحو عقد من الزمان؟
حتى بعض المدن الجديدة التى كنا نتغنى بمستوى نظافتها وجمالها تراخى مسئولوها عن المتابعة والرقابة، فأصبحنا نرى تكدس أكوام القمامة وتراجع الخدمات، ولدينا شكاوى فى مدن بعينها لا نعرف إلى من نرفعها ومن المكلف بإزالة أسبابها؟!
لا شك أن الاحتكاك المباشر للمواطنين بالدولة يأتى من خلال هذا المستوى من المسئولين، فإذا كان هؤلاء مؤهلين للتعامل مع المواطنين فإن كثيرًا من المشكلات سيتم حلها، أما تعالى بعضهم وتجاهلهم لالتماسات الناس وتجهم آخرين فى الردود أحيانًا فإنه أمر يخلق ذرائع لدى الموتورين للتشكيك فى جهود الدولة وأجهزتها التنفيذية.