رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عندما تصبح ألعاب الطفولة أزمات الحياة

«لعبة الحبار» لعام 2021 أصبحت واحدة من أكبر نجاحات عصر البث التليفزيونى، حيث أطلقت نفسها بشكل غير متوقع إلى لقب الأكثر مشاهدة على الإطلاق،  وفى  طريقها إلى جوائز «إيمى» للتمثيل «لى جونج -جاى» والإخراج «هوانج دونج -هيوك» على الرغم من وجود بعض المفاجآت فى الحلقة الأخيرة، إلا أن الموسم الأول من المسلسل من الممكن أن يكون منتهيًا بدون أجزاء ثانية وثالثة.

لكن نتفليكس دعمت شاحنات الأموال للكاتب ومخرج العمل «هوانج» ليجد طريقه فى توسيع القصة لثلاثة مواسم على الرغم من الطريقة التى عرضت فى الموسم الثانى المكون من 7 حلقات الشبيهة بالموسم الثالث الذى تم تصويره فى الوقت نفسه فهما فى الواقع قصة واحدة وارتفاع عدد القتلى بنهاية السبع حلقات من العرض المبتكر، فإن «لعبة الحبار» فى جزئه الثانى تشعر من خلالها بإعداد المواجهة والانتقام فى الموسم الثالث والأخير حتى انتهى الأمر بملاحظات أقل إرضاء من الجولة الأولى التى غيرت المشهد.

تبدأ حلقات «لعبة الحبار» من حيث انتهى الموسم الأخير، يختار الفائز «لى»/ «جى هون» عدم ركوب الطائرة إلى الولايات المتحدة بل يعود لإسقاط اللعبة الملعونة التى تستغل المحتاجين، يقضى السنوات الثلاث التالية فى تمشيط البلاد بحثًا عن البائع كونج يو- النجم المتميز لقطار بوسان وعصر الظلال- وهو الرجل الغامض الذى يجند اللاعبين لخوض اللعبة، يرغب ناجٍ آخر من الموسم الأول أيضًا فى العثور على طريقة للعودة إلى الجزيرة للقضاء على اللعبة، تركز الحلقتان الأوليان على هذين المسعيين المتوازيين للعودة إلى المكان الذى تصبح فيه ألعاب الطفولة قاتلة.

بدون حرق للأحداث- على الرغم أن المقاطع الدعائية تقوم بذلك - يتم دفع «جى-هون» مرة أخرى إلى اللعبة فى الحلقة الثالثة ما يتيح للسيناريو تقديم مجموعة جديدة من اللاعبين المشاركين وهو طاقم غنى بشخصيات داعمة ومثيرة للاهتمام تتفاعل مع جى هون وفرونت مان الذى يحصل على دور أكبر بكثير فى هذا الموسم بطريقة لن أفصح عنها الآن على الرغم من وضوحها مع مرور الوقت الذى تقرأ فيه المقال هذا، الأهم من ذلك أن صديق جى-هون من الموسم الأول جونج باى يصبح لاعبًا إلى جانب ثنائى الأم والابن لعبت دورها الرائعة جانج جبوم-جا ومغنى الراب المتكبر ثانوس/ تشوى سيونج هيون، والعديد من الآخرين منهم شخصية يحدد هويته على أنه رجل «sic gender».

يدعى بارك سونج للعب دور امرأة متحولة جنسيًا - تعرفون اللعبة تختار طريقتها فى اللعب- تدعى هيون جو ما يفتح مجالًا للانتقادات فى أحقية أن يقوم بالدور أحد الممثلين المتحولين جنسيًا وهو خيار أنسب بلا شك، ولكنه أكثر صعوبة فى كوريا مقارنة بأجزاء أخرى فى الكرة الأرضية. 
يتم دفع اللاعبين الجدد إلى نسخة لا تكرر الأصل، وأولًا أن مشاركة اللاعب الفائز فى المرة السابقة تغير الديناميكية تمامًا ما يجعله قائدًا فوريًا بسبب معرفته المزيد عنما سوف يأتى بعد ذلك، التأثير الأكبر هو التغيير فى بنية اللعبة حى يصوت اللاعبون بعد انتهاء كل جولة ما إذا كانوا يريدون البقاء أو لعب لعبة أخرى، فالاستمرار يعنى المزيد من المال للناجين ولكن الموت محتمل، على الرغم أن السيناريو ربما أمضى وقتًا طويلًا فى مشاهد التصويت الفعلية وحملات لتأييد البقاء أو المغادرة إلا أنه أدخل موضوعًا جديدًا وهو الجشع واليأس من جهة نصف اللاعبين الراغبين فى تعريض الجميع للخطر فى مقابل الحصول على الأموال، وذلك يبقى النصف الآخر أسرى بشكل أساسى، كما يخلق مزيدًا من الانقسامات بين اللاعبين، فهل ستبذل قصارى جهدك لمساعدة شخص تعرفه سوف يموت إذا كنت تريد البقاء؟ والعكس صحيح.
«لعبة الحبار» عمل فنى متقن بلا شك، يتميز بإخراج حاد لجميع حلقاته السبع، فهو عمل من إخراج المبدع نفسه ما يمنح العمل استمرارية بصرية تسهم فى جعله مثيرًا ومحرضًا على الإدمان، الإخراج الفنى لهذا الموسم يتضمن ألعابًا جديدة تحول أفراح الطفولة إلى كوابيس. 
«لعبة الحبار» عمل صعب تكراره. لا أتوقع أن يحقق الجزء الثانى نفس التأثير الثقافى الذى حققه الجزء الأول، والذى أدى إلى جوائز وأعمال مستوحاة وتقليد. وحقيقة أنه لا يقف بمفرده مثل الجزء الأول ستزيد على الأرجح من الشعور بالإحباط. ومع ذلك، فإنه يبدو وكأننا يجب أن ننتظر لنحكم على «لعبة الحبار 2» حتى نرى إلى أين تقودنا هذه الشخصيات والتطورات الموضوعية الجديدة فى «لعبة الحبار 3». بعد كل شىء، لا يمكنك معرفة الفائز فى اللعبة حتى تنتهى.