رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كان سجينًا.. تفاصيل ليلة عاشها نجيب الريحانى بين اللصوص

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

تحدث الفنان الكبير الراحل نجيب الريحاني عن ليلة من أكثر الليالي عذابًا في حياته، وهي الليلة التي سجن فيها، ويحكي عن هذه التجربة المريرة في حوار لمجلة الكواكب.

نجيب الريحاني

يقول نجيب الريحاني: عملنا في تياترو الشانزلزيه، وقدمنا عددًا من الروايات، وفي هذه الأيام تراءى للزميل على يوسف أن يسير بي إلى مكان غير مأمون العاقبة، فكانت النتيجة أن قبض علينا، وكان في جيبي في هذا الوقت خمسون قرشًا أخرجتها وغمزت بها جندي البوليس الذى زغللت عيناه وتراخي في حماسه، وشاور عقله في تذليل هروبنا، ولكن "أبا يوسف" أخذته العزة بالإثم فصرخ صرخة قوية وقال : دانت عبيط يا نجيب ..! ليه تدى العسكري فلوس؟ دلوقت تشوف رايح يجرى إيه.

السجن

يكمل: وما أن سمع الجندى هذا التحدى لمقامه الكريم في أثناء تأديته وظيفته حتى غلا الدم في عروقه، وأخذته نخوة الحكام العظام، وأضاف إلى تهمتنا الأصلية، تهمة أخرى، هي الشروع في .. رشوة.

قلت بس ختمت على روسنا یا سی علی يا يوسف، وبدل تهمة واحدة بقو اتنين، ووقعنا في سين وجيم، وقول علينا يا رحمن يا رحيم، فقال: "یا شیخ ما يهمکش .. شد حيلك دلوقت تشوف"، فشديت حيلي ودخلت معه، فماذا شفت؟، ألقوا بنا في الحاصل أو الحبس القذر بين المتشردين واللصوص، وأذكر إنني كنت في ذلك اليوم أرتدي بدلة بيضاء، الله يا سيدى على التيل الأبيض من نومه على الأسفلت طول الليل.

سيرينا إبراهيم ونظلة مزراحي

ويواصل: إن ما قاسيته في هذه الليلة لا يمكن أن أنساه، كما أنني لا أنسي كلما ذكرت الأمر أن أعترف بجميل السيدتين سيرينا ابراهيم ونظلة مزراحى اللتين برزتا لنا في صباح اليوم التالي كملائكة الرحمة، وقد حملتا إلينا الفطور والسجاير وكل ما خف حمله ولم يقل ثمنه.

ويختتم: ونترك هذه الحوادث وتعود إلى المسرح مع سيرينا إبراهيم ونظلة مزراحي فأقول إنني بدأت أشعر بأن قدمي قد ثبتت تمامًا، وإنني أصبحت شيئًا مذكورًا أجيد تنفيذ ما يجول في مخيلتي من أفكار فنية، إذ كنت أدرس دوري وأعرف كيف أرضى الجمهور، وكيف أتعمق إلى قرارة الشخصية التي تسند إلىّ.