خبير يكشف لـ"الدستور": توافق واسع على قائد الجيش رئيسًا للبنان
يقترب لبنان من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الرابع عشر في ظل ظروف محلية وإقليمية بالغة التعقيد، ومع إعلان الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي، ودعمه الصريح لقائد الجيش العماد جوزيف عون، بات المشهد السياسي أقرب إلى الحسم لصالح الأخير، خاصة مع الإجماع الدولي والعربي الذي يحظى به.
وأوضح الباحث السياسي اللبناني، طوني حبيب، أن لبنان عاش تحولات كبرى في السنوات الأخيرة، كان أبرزها اندلاع حرب مع إسرائيل أشعل شرارتها حزب الله، وأسفرت عن دمار غير مسبوق على الحدود الجنوبية، وتهجير ما لا يقل عن مليون مواطن.
وأشار إلى أن هذه الحرب أدت إلى مقتل الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، ومعظم قياداته العسكرية والسياسية.
وأضاف حبيب: "رغم هذه التحديات المصيرية، لم يدعُ رئيس مجلس النواب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلا بعد تغير المشهد الإقليمي وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا".
ويرى حبيب أن انسحاب فرنجية وتبنيه دعم قائد الجيش يعكس إدراكًا لميزان القوى الجديد داخليًا وخارجيًا، إذ يمثل العماد جوزيف عون مرشح التوافق الذي يملك فرصة حقيقية لتوحيد الصفوف والمضي قدمًا في إعادة بناء الدولة.
ويأتي دعمه من قوى فاعلة إقليميًا ودوليًا، ما يعزز فرص استقرار لبنان بعد فترة طويلة من الشلل المؤسساتي والأزمات الاقتصادية الطاحنة.
الآمال الشعبية فى تجاوز الأزمة
وأشار حبيب إلى أن اللبنانيين يترقبون جلسة الانتخاب وسط تطلعات إلى مرحلة جديدة تنهي الانقسامات وتعيد بناء القرار السيادي الوطني، كما يأمل الشارع أن تمر الجلسة بسلاسة بعيدًا عن التعطيلات التي اعتادت القوى السياسية اللجوء إليها، لتفتح الطريق أمام تشكيل حكومة متناغمة مع الرئيس الجديد.
وأكد أن هذه الحكومة ستُناط بها مسئولية إعادة إعمار ما دمرته الأزمات، وإنقاذ الاقتصاد المتهاوي، واحتواء التحديات الإنسانية، لكن التحديات لا تزال قائمة، خصوصًا مع تشابك المصالح الإقليمية والتعقيدات الداخلية، فبينما يتمتع جوزيف عون بدعم واسع بصفته شخصية عسكرية محايدة نسبيًا، يظل نجاحه مرهونًا بقدرته على العمل مع الأطراف المختلفة وتنفيذ إصلاحات هيكلية شاملة.
الفرصة الأخيرة لاستعادة السيادة
ويرى حبيب أن هذه اللحظة قد تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان من الانهيار الكامل، ويجمع المراقبون على أن أي مسار للإصلاح الحقيقي يجب أن يبدأ بتعزيز استقلال القرار الوطني، والحد من التدخلات الخارجية التي أغرقت البلاد في صراعات إقليمية بالوكالة لعقود.
وتابع أن انتخاب جوزيف عون، إذا تحقق دون عقبات، قد يكون الخطوة الأولى نحو بناء لبنان جديد قائم على الحوكمة الرشيدة وإعادة ثقة الشعب بالدولة، في وقت تبدو فيه البلاد في أمسّ الحاجة إلى رؤية موحدة لانتشالها من أزمتها الوجودية.